مختار محمود
أعلم أن هناك تحريات مشددة يتم إجراؤها على الأشخاص المرشحين للحقائب الوزارية والمناصب الرفيعة، وهذا من أجل اختيار المسؤول المناسب في المكان المناسب، وأستبعد تمامًا حدوث سيناريو فيلم “معالي الوزير”، الذي قام ببطولته الراحل أحمد زكي”، بشأن اختيارات الوزراء وكبار المسؤولين في السنوات الأخيرة؛ حيث تطورت الأدوات والإمكانات، ولم يعد هناك سر يمكن كتمانه، أو التحايل عليه، أو الالتفاف حوله.
وزير الأوقاف الحالي واحدٌ من هؤلاء الذين يثور الجدل بشأنهم طوال الوقت، ولا يزال المؤيدون والمعارضون يتساءلون عن سر الاستعانة بخدماته في وزارة شديدة الأهمية مثل:
الأوقاف، وكذلك استمراره حتى الآن، حتى غدا أقدم وزراء الحكومة الحالية وعميدها ولواءها، وربما في الحكومات المقبلة وبعد المقبلة! دعك من الطبيعة الشخصية للوزير التي تنطلق من حب الذات والاستئثار والاحتكار والتقليل من شأن الآخرين، حتى لو غلبوه وتجاوزوه علمًا وتفوقا عليه عقلاً ووتميزوا عنه حضورًا وفصاحة، حتى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي لا يرحب به خطيبًا في حضرته، ويتم الاستعاضة عنه بآخرين مثل:
الدكتور أسامة الأزهري والشيخ خالد الجندي..وأخيرًا الشيخ سيد عبد الباري الذي خطب الجمعة الماضية في مسجد “المشير” تزامنًا مع احتفالات مصر بذكرى تحرير سيناء، وهو أمر مثير للجدل أيضًا، إذ كيف لا يرضي الرئيس لنفسه ما يرضاه لنا؟ لو أنَّ هناك جهة تحرَّت عن الوزير المذكور، وطالعت خطبه ودروسه ومداخلاته ومقابلاته وحواراته قبل استوزاره ما تم اختياره لهذه المهمة الثقيلة التي سبقه إليها أكابر لم يصنعوا صنيعه، وكانوا موضع الاحترام والتقدير والإكبار، ولو أن الجهة ذاتها تقصت الأمر نفسه بشأن المذكور بعد استوزاره لأوصت بإبعاده فورًا، والاكتفاء بسبع سنوات عجاف؛ أملاً في أن يعقبهن سنوات مثمرات مزهرات.
من أحدث الفيديوهات التي يتم تداولها حاليًا بشأن الوزير الحالي هو حديثه خلال ندوة تحدت فيها بإكبار شديد جدًا عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، معتبرًا إياه رئيسًا استثنائيًا ومهمًا ومؤثرًا، في الوقت الذي غمز ولمز في أنظمة أخرى صديقة.
كما يتم تداول فيديو آخر على نطاق واسع، يظهر فيه وزير الأوقاف أمام وزير الخارجية العراقي كالفأر المذعور، حيث لقنه الأخير درسًا عميقًا وشاملاً في الدور الحقيقي لعالم الدين والفقيه المجدد والعصري، الأمر الذي أظهر أحد وزراء الحكومة المصرية في موقف شديد الخزي، وهو ما كان يتطلب إبعاده عن منصبه والمشهد تمامًا، وإعادته إلى سيرته الأولى .
أما الفيديو الثالث، فيظهر فيه الوزير عاجزًا أما النائب السابق أحمد طنطاوي، الذي كشف ألاعيبه في إدارة شؤون الوزارة على رؤوس الأشهاد وأمام النواب، ولم يتمكن الوزير من الرد بكلمة واحدة على هجوم كاسح عرَّى فيه الوزير والوزارة، واكتفى بضحكة باهتة صفراء لا تسر الناظرين، وهو الأمر الذي كان يتطلب إقالة الوزير على الفور.
أما الفيديو الرابع، فيظهر خلاله الوزير إمامًا للمصلين في صلاة الجمعة، حيث استأثر لنفسه بالإمامة، رغم وجود القاريء العلامة الشيخ عبد الفتاح الطاروطي، فيشاء السميع العليم “بصوت توفيق الدقن”، أن يرتبك الوزير الإمام ثلاث مرات في قراءة الفاتحة، ويبدو أن الوزير أسرها في نفسه، ليدور الزمان دورته ويتحرش بالطاروطي ويوقفه عن الإمامة ويغلق له مسجده ويتحرش به ويُحرَّض عليه، وهو سلوك كاشف وفاضح.
قائمة الفيديوهات، التي تثبت عجز المذكور عن أداء دوره المنوط به، وتؤكد سوء اختياره وخطأ استمراره، طويلة جدًا، وتثير علامات الاستفهام والتعجب حول “معالي الوزير”!