نازك شوقى
السيدة التي باتت حديث الجميع على وسائل التواصل الاجتماعية والتي أكدت: “كنت عائدة من عملي والتقيت مع الأستاذ أحمد رأفت وأعطانى مكافأة
بداية القصة قبيل شهر رمضان بأيام بسيطة كانت أم سيد تنهي عملها في نادي الجزيرة المصري بعد العصر تقريبًا، حملت بعض الأغراض على رأسها وانطلقت مسرعة للذهاب لبيتها.
بعد الخروج من النادي التقطها مذيع الشارع عاقدًا معها اتفاقًا على مكافأة في حال الإجابة على سؤاله البسيطة، لتقف السيدة حائرة بعد إجابتها عن السؤال، ورافضة المكافأة المالية في البداية قائلة “هي الفلوس دي حلال؟ أنا مشقتش (لم أتعب) بيهم”كما ظهر في الفيديو المنتشر
وقالت: سألني عن الخمار الذي أرتديه وعندما جاوبت عرض عليّ مبلغ مالي كمكافأة، ولكني رفضت في البداية متسائلة عن ماهية تلك الأموال وهل هي حلال أم حرام”.
وتضيف أم سيد، التي لديها 5 أبناء (بنتان وثلاثة أولاد): “عندما أخدت الأموال تحركت مباشرة لزملائي في النادي لكي أراضيهم بجزء منه، وزّعت ألف جنيه عليهم، فالمتاجرة مع الله باقية وأولى، وهم مثل حالاتي على باب الله يحتاجون المساعدة”.
وكانت أم سيد قد أصبحت حديث وسائل التواصل الاجتماعي بعد أن انتشر فيديو لها على الصفحة الشخصية لمذيع الشارع أحمد رأفت، وعلق الآلاف عنها وعن “عفّة نفسها” وجمال روحها في رفض الحصول على أي أموال قبيل التأكد من كونها حلال أم حرام.
وتابعت السيدة المصرية في حديثها مع موقع “سكاي نيوز عربية”: “فرحت للغاية بعد أن انتشر الفيديو، فعندما كنت حكيت لأولادي وزملائي ما جرى لم يصدقني أحد، فكيف لأحد أن يسأل سيدة عن (الخُمار) ويعطي لها ثلاثة آلاف جنيه”.
انزعجت الأم التي تعمل وتساعد أولادها الخمسة وزوجها المريض قبل وفاته، من بعض ردود أفعال المحيطين والمتواجدين في قريتها ناهيا البلد التابعة لكرداسة في محافظة الجيزة : “هناك من تخيلوا أنني أشحت وأمد يدي، وأنا على مدار 30 عام من التعب والشغل لم أفعل ذلك قط، فدومًا أعمل وأجتهد وأربي أبنائي على ذلك، فالعمل نعمة كبيرة من الله عز وجلّ”.
فور انتشار الفيديو تهافت عدد من الرسامين على رسم صورة تعبيرية عن أم سيد ومنهم من وضع عنوانًا “تحلو مرارة عيش في رضاك”، محاولًا توضيح ما تركته من أثر “سيدة برنامج مذيع الشارع” في نفوس المتابعين، ومنهم من وصفها بأنها أفضل شيء حدث في شهر رمضان هذا العام
وأردفت أم سيد: “أجلس أمام النار ما يقرب من 16 ساعة في اليوم في النادي، حيث أقوم بعمل الخبز والفطير المصري في عزّ الحر والصيام، وكل هذا وأنا راضية ودومًا أشكر الله على نعمه التي لا تعد ولا تحصى، فغيري ينامون في الشارع وعلى البلاط وأنا وأبنائي وأحبابي في خير وسعادة”.
وأشارت إلى أنها تتمنى أن تكون الباب لخير يأتي للفقراء والمحتاجين: “أتمنى كل الناس المحتاجة يناموا سعداء ومبسوطين، بدعي ربنا دائمًا بالخير للكل، وعندما حصلت على تلك المكافأة تمنيت لو أستطيع توزيعها على جميع الفقراء والمحتاجين