نازك شوقى
وسط الأشلاء والجثث المتطايرة في حادث انقلاب قطار طوخ بقضبان سكة حديد كفر حصة بالقليوبية ، عثر ” مصطفى سليمان ” أحد المتطوعين من الأهالي لإنقاذ الضحايا، على كيس بداخله كفن ابيض وبه عطر في مقتنيات أحد ضحايا القطار المجهولين.
تفاجئ مصطفى، صاحب ورشة نجارة و احد شهود العيان على الحادث، بكيس أسود مغلق وبداخله كفن كان يحمله أحد الضحايا، وذلك خلال انتشاله المصابين والموتى في حادث قطار طوخ.
في الساعة الثانية ظهرا توجه ” مصطفى” إلى مكان حادث انقلاب قطار طوخ تاركا عمله بورشة النجارة بكفر حصة ، لمساعدة الركاب وإخراجهم من جحيم القطار المنقلب.
حمل ” مصطفى” في مشهد بطولي ينم عن معدن الشعب المصري الأصيل ، ضحايا الحادث على أكتافه و جوفه لم يذق الطعام والشراب في صيام شهر رمضان ضارب مثلا لشهامة المصريين في الأوقات الصعبة.
أكثر من ٥ ساعات بقى ” مصطفى” في مكان الحادث دون كلل ليساعد قوات الحماية المدنية في انتشال المصابين من أسفل القطار المنقلب بعد إنشاء فتحات بالعربات لإخراج كافة الضحايا.
مر أمام اعيون ” مصطفى” العديد من المشاهد المأساوية ولكن استوقفه مشهد العثور على كفن وبداخله عطر في حقيبة أحد الضحايا وكأنه يعلم مصيره خلال سفره بعربة القطار التي قدر لها أن تنقلب ظهر أمس السبت في نهار رمضان.
لم ينكر ” مصطفى” فضل الجميع سواء من الأهالي أو الجهات المعنية بالحادث ليكون كافة الحاضرين حلقة وصل بين كافة المتواجدين بالحادث في مشهد انساني لا ينسى.
بعد رؤية ” مصطفى”، الواقعة المؤلمة دعى الله أن يحسن ختامه وان يرحم ضحايا القطار، الذين توفوا في شهر رمضان المبارك، محتسبا إياهم شهداء عند ربهم في أيام تحمل اليمن والبركات