الأحد , ديسمبر 22 2024
محمد عبد المجيد

جاهروا بالإفطار!

جاهروا بالإفطار ليشعر الصائمون بمتعة مقاومة الجوع والعطش!جاهروا بالإفطار إن كنتم مرضى أو على سفر أو لا تستطيعون الصوم، ليعرف الناس أنهم ذوو قدرات مختلفة.

جاهروا بالإفطار لقطع الطريق على النفاق واظهار غير ما يبطن المرء!

جاهروا بالإفطار ليتعلم الصائمون أنهم ليسوا أفضل من غيرهم

فالصائم يحصل على ثوابه، وغير الصائم قد تكون موانعه غيرَ قابلة للتنازل.

إنها يكتاتورية الصائم!هراءٌ من الاستبداد يسري بيننا في شهر رمضان المعظم

فنتحدث عن مراعاة مشاعر الصائم إذا أفطر أحدٌ أمامه!

مشاعر الصائم لا علاقة لها بصيام أو إفطار الآخرين

بل بالعكس فالمفترض أن يسعد إذا أفطر أحد أمامه وهو قادر على الإمساك عن الطعام.

الصائم متسامح وليس مستبداً، ولا يفرض على غيره صومه، ولا يحشر مشاعره الغريبة في سلوكيات الغير.

هذا نوع من الترهيب، وأنا أعتقد أن عبقرية التسامح في الإسلام تلك التي تترك الحساب لرب الحساب

ولا تُحرج الآخرين وتتحكم في يومياتهم الرمضانية بحجة واهية وضعيفة وغير منطقية

مشاعر الصائم!

اعذروني إذا وصفت تعبير ( احترموا مشاعر الصائم ) كنوع من العباطة الجاهلة.

أنا صائم واسير مع صديق غير صائم للأسباب المذكورة أعلاه.

هو يستمتع بسندويتش جبنة رومى بالزيتون الأخضر والفلفل الأحمر

وأنا استمتع بقدرتي على التحمل.

هو يتلذذ بكل قضمة من السندويتش الشهي، وأنا أتلذذ بحريتي في اختياري الصوم.

مشاعري كما هي، بل تزداد عمقاً لاحترامي إياه وتفهمي لظروفه.

فلنتوقف عن محاكم التفتيش الرمضانية لنفرح بالصائم والمفطر معاً.

جاهروا بالإفطار فهناك أطفال ومُسنون وأصحاب عقائد أخرى

وشهر رمضان ليس شهر المساواة الظاهرة

فمن كان صائما فلله صومه، ومن لا يصوم فحسابه عند ربه.

جاهروا بالإفطار حتى لا يغادر هذا العدد الهائل من المسلمين إلى الخارج.

جاهروا بالإفطار ليتعلم أطفالنا أن كل صائم هو حالة خاصة، يمتنع عن الطعام والشراب طاعة لله، عز وجل، فلا يحاسب أحداً و.. لا يحاسبه أحد.

جاهروا بالافطار ليعرف الجميع أن صوم رمضان ليس بالعصا فوق الظهر.

دعونا نصنع المجتمع المطيع لله وليس الخائف بعضه من بعض.طوال عُمري وأنا لا أعتز بصيامي أمام الصائم مثلي، ولكن أمام المفطر، أياً كانت أسبابه، فقد يكون إيمانه أعمق وأشد صلابة وعمقاً من إيماني، فاعتزازي بصيامي ربما يعادل المسموحات له أو أقل.

رُبع المسلمين مصابون بمرض السُكري، وكل واحد منهم مُعرض لاغماءة سكر في الطريق، وعليه أن يختار بين المجاهرة بالإفطار طاعة لله الذي أحل له الطعام في نهار رمضان و .. بين النفاق المجتمعي المستشري بيننا.

لو علمتم عدد الذين يظهرون كصائمين ويبطنون شبع بطونهم في الخفاء، لأيدتموني في مطلبي هذا!

محمد عبد المجيد طائر الشمال أوسلو النرويج

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

تعليق واحد

  1. طائر الشمال أنت رجل محترم دائما وأنا من المعجبين بكتاباتك وأراءك …أنت قلت ما فى نفسى . نحن شعب منافق بالبفطره نتيجة تعاليم دين الفطره أو نتيجة علماء دين الفطره …الصيام اختيارى والافطار أيضا ..الأكل ليس من اتلفجشاء أو عمل غير أخلاقى يجرح مشاعر سيدنا الصائم .. الذى يفتعل الصيام – أو حتى الصائم – يمر أمام المحلات الى تبيع الخضار والفاكهه ويرى الصنبور أو الحنفيه ويعرف أن بها ماء ويجلس أمام التلفوزيون بالساعات يتفرج على عمل الأكلات الشهيه بل حتى على الخلاعه ولا يشتكى ..لكن مشاعره تثار فقط عندما يرى شخصا يأكل وعجبى ؟ هى ديكتاتورية يمارسها الأغلبيه على الأقليه نتيجة السفه والنفاق والعنصريه والدوله الرخوه التى تزايد على المشعوذين ..تسقط دولة النفاق . تحياتى لك عزيزى الكاتب وكل عام وأنت بخير ولا يمهنى ان كنت صائما أم لا فهذه مسأله شخصيه . أكثر الله من أمثالك .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.