طلعت رضوان
أحسنتْ هيئة الكتاب المصرية (سلسلة مكتبة الأسرة) بنشركتاب عن قصة حياة العالمة (مارى كورى) الحاصلة على جائزة نوبل فى الكيمياء (مرتيْن) والكتاب صدرسنة2019.
مارى (7 نوفمبر1867- 1955) فى مدينة وارسوعاصمة بولندا، التى كانت خاضعة للاحتلال الروسى..وذكرتْ فى مذكراتها أنه لم يكن من حق الشعب البولندى الكلام أو التعليم فى المدارس باللغة البولندية..كما حظرتْ السلطة الروسية..كل أنواع التمارين العلمية..والتجارب المعملية فى المدارس البولندية..ومع ذلك وُجدتْ (جماعة سرية) تعمل على الحفاظ على اللغة والثقافة القومية البولندية..وذكرتْ أنها عندما اكتشفتْ عنصرًا كيمائيـًـا جديدًا أطلقتْ عليه اسم (بلونيوم) وأنه ((على اسم وطنى الحبيب))
وعن طفولتها ذكرتْ أنها عندما بلغتْ سن العاشرة ماتت والدتها متأثرة بمرض السل..وذكرتْ أنها عملتْ (مربية للأطفال) لمساعدة شقيقتها التى ترغب فى دراسة الطب فى باريس..وفى نفس الوقت تسافر معها لدراسة الفيزياء والرياضيات..وفى الأسرة التى عملتْ فيها (مربية أطفال) كانت أسرة ثرية..ووجدتْ مكتبة فيها الكثيرمن الكتب، فقرأت الأدب العالمى..وشجعتها الأسرة على دراسة الفيزياء والكيمياء..وعلم الاجتماع والتشريح..وسيكالوجية البشر..إلخ..وذكرتْ أنها كانت حائرة بين بقائها فى باريس..وبين زيارة والدها فى بولندا، الذى يــُـعانى من الوحدة بعد وفاة والدتها، فكانت تحاول التوفيق بين الرغبتيْن..وعلاوة على ذلك اشتركتْ فى (فصول سرية) لتعليم الطلاب بعض المواد الدراسية..وكانت هى ومن معها من الدارسين، عليهم تغييرمكان هذه الفصول كل ليلة..حتى لاتقبض السلطات الروسية عليهم..وذكرتْ أنّ السلطات الروسية أغلقت كل المعامل البحثية البولندية.
من بين الذين ساعدوها فى توفيرالمعمل الذى تــُـجرى فيه تجاربها عمها (جوزيف بوجوسكى) الذى كان مساعدًا العالم الكيمياء الروسى الشهير(ديمترى مندليف) الذى أنشأ الجدول الدورى لكل العناصرالمعروفة..والذى يــُـدرّس فى المدارس..وتولى أحد زملاء جوزيف تعليمها عناصرالكيمياء..وفى نوفمبر1891 بلغتْ مارى الرابعة والعشرين من عمرها..وسافرتْ بالقطارمن بولندا إلى باريس بالدرجة الرابعة..وذكرتْ أنها عشقت الحرية..وأنّ الحرية هى التى ساعدتها على تجاوزكل الصعوبات..وأنها لاتفكرإلاّفى البحث العلمى..وقالت: صحيح كنتُ فقيرة..ولكننى كنتُ سعيدة..وكانت جامعة السوربون مكانــًـا رائعــًـا.
فى عام1893 بعد عاميْن فى باريس أتممتْ مارى شهادتها فى الفيزياء، وحصلتْ على أعلى الدرجات..وكان عليها استكمال دراستها لمدة عام آخر للحصول على (دبلوما فى الرياضيات)..ولكن واجهتها مشكلة تدبيرالمال اللازم.
ومن حـُـسن حظها فازتْ بمنحة تعليمية، نظرًا لتفوقها فى مادة الفيزياء..كما اتصل بها بعض رجال الصناعة..وطلبوا منها مساعدتهم فى اكتشاف الخواص المغناطيسية لأنواع مختلفة من الصلب..وهذا الطلب معناه الحصول على معمل لإجراء التجارب..وانتظرتْ حتى يتم تجهيزالمعمل.
بداية التعرف على شريك عمرها وزوجها بييركورى:
ومن حـُـسن حظها- للمرة الثانية- فإنّ أحد أصدقائها عرّفها على بييركورى، وكان ذلك فى ربيع عام1894..وكان كورى يعمل رئيســًـا للمعامل فى المدرسة المحلية للفيزياء والكيمياء الصناعية بباريس..وبعد أنْ عرف بييرمشكلتها تركها تعمل فى تلك المعامل، لأجراء تجاربها..ومنذ تلك اللحظة شعرتْ بأهمية التواصل للعمل معه، خاصة وأنه قام بالفعل بإجراء تجارب على المغناطيسية، وعلى (تصويرالبللورات)
وذكرتْ أنّ بييركان يكبرها بعشرسنوات..ولكن اهتماماتهما المشتركة وحــّـدتْ بينهما..ونظرًا لأنّ هذه الاهتمامات كانت بهدف (سعادة البشرية) وتطويرالحياة الاجتماعية..كل ذلك ساعد على زيادة التقارب، خاصة أنّ بييركما كتبتْ مارى، أحبــّـتْ فيه طبيعته المخلصة للعمل..وثقته بنفسه..وابتسامته الدافئة..وبمرورالوقت تحوّل الاحترام المتبادل بينهما، من حب العلم الذى تطوّرإلى الحب العاطفى.
فى صيف 1894 أنهتْ مارى درجة الحصول على (دبلوم الرياضيات) وعندما سافرتْ إلى وطنها بولندا، فإنّ بييرأرسل لها عدة خطابات مفعمة بالعاطفة الجياشة..وطلب منها سرعة العودة إلى باريس، لإتمام دراستها..وفى تلك المرحلة كان كل منهما يــُـشجع الآخر..هى شجــّـعته على كتابة بحثه عن المغناطيسية..وعن الحصول على الدكتوراه، التى أجــّـلها أكثرمن مرة..وبالفعل تأثربكلامها وحصل على الدكتوراه فى مارس1895..وتمتْ ترقيته إلى درجة أستاذ فى كلية العلوم بجامعة السوربون.
تـمّ الزواج فى يوليو1895..ولم يكن زواجــًـا تقليديــًـا..ولم يتبادلا دبلتىْ الزواج..ولم تلبس مارى الفستان الأبيض..واختارتْ ثوبــًـا أزرق، اعتقدتْ أنه سيكون مريحــًـا وعمليــًـا..وهى ترتديه كمعطف للعمل به داخل المعمل..وبنقود الأصدقاء (هدية الزواج) اشترى الزوجان درّاجتيْن..وطافا بهما أنحاء باريس فى (شهرالعسل)
واصلتْ مارى أبحاثها عن الخواص المغناطيسية للصلب..وفى صيف عام 1897 أتممتْ أبحاثها عن الصلب..وفى ديسمبرمن نفس العام وُلدتْ ابنتها إيرين. وذكرتْ أنّ من حظها الحسن مساعدة حماها (والد زوجها) الطبيب الذى عشق طفلتها، التى تعلــّـقتْ بجدها، حتى بعد أنْ كبرتْ ونضجتْ ودخلتْ الجامعة.
بحثتْ مارى عن الموضوع المناسب لرسالتها للدكتوراه..وفى هذا التوقيت كان معظم العلماء مشغولين بإكتشافيْن جديديْن..وكانا حديث أغلبية الناس: هما أشعة إكس..وإشعاع اليورانيوم..وفى ديسمبر1895 اكتشف عالم الفيزياء (فيلهلم رونتجين) نوعــًـا من الأشعة، يمكنه اختراق جلد الإنسان..ويأخذ صورة عظامه. ((واندهشتُ أنا وغيرى من قدرة العلم..وتحقيق هذا الانجاز))..وكوفىء رونتجين بفوزه بجائزة نوبل فى الفيزياء عام1901 لإنّ اختراعه ساعد الأطباء فى معرفة الكثيرمن أسباب الأمراض التى وقفوا إزاءها حائرين..وعاجزين عن معرفة سبب الآلام التى يتعرّض لها المرضى..ولذلك سرعان ما جذبتْ أشعة إكس انتباه الأطباء على مستوى العالم..ومع بداية عام1889 قام عالم الفيزياء الفرنسى (هنرى بيكريل) بتقديم بحث علمى شرح فيه أنّ أملاح عنصراليورانيوم تقوم بإشعاع (طاقة) يمكن رؤيتها لوكانت بجوارلوح فوتوغرافى مغطى بورق معتم. وكان السؤال الذى حيـــّـرالعلماء هو: من أين أتتْ هذه الطاقة؟
ذكرتْ مارى أنها حاولتْ البحث عن إجابة لهذا السؤال..وقالت أنها بحثتْ عن كل ما كــُـتب فى (مجال إشعاعات اليورانيوم) ولم تجد الإّ القليل..ولذلك قرّرتْ أنْ تعمتد على نفسها، من خلال المزيد من التجارب المعملية..وذهبتْ وقابلتْ مدير المدرسة التى كان بييركورى (زوجها) يعمل فى معاملها..وشرحتْ للمديرأهمية احتياجها للمعامل، فسمح لها باستخدام (مخزن رطب) وكان المكان مرعبــًـا..ولكنها تحمــّـلتْ..ولم تتراجع..وأثناء ذلك تذكرتْ أنّ بيير وشقيقه جاكوزى اخترعا نوعــًـا من أجهزة القياس الكهربية، لقياس التيارالكهربائى (متناهى الصغر) أطلق العلماء عليه (جهازكورى للقياسات الكهربية) فكان هذا الجهاز مفيدًا لأبحاث مارى عن اليورانيوم..وفرحتْ لأنّ مخترع هذا الجهاز- كما قالت فى مذكراتها- ((يقف بجانبى))..وأضافتْ أنه باستخدام جهاز(كورى) للقياسات الكهربية أصبحت قادرة على إجراء قياسات دقيقية للشحنات الكهربائية (متناهية الصغر) التى تنتج عن أشعة اليورانيوم..وتمرعبرالهواء..وكان هدفها هوالتعرف على (كثافة الإشعاع) فأجرتْ عدة تجارب..وفى النهاية توصلتْ إلى نفس النتائج التى توصل إليها العالم (بيكريل)..وتأكدتْ من أنّ إشعاعات اليورانيوم لها التأثيرات الكهربائية الثابتة، بغض النظرعما إذا كان اليورانيوم جافــًـا أورطبــًـا، ساخنــًـا أوباردًا، مخزنــًـا فى الضوء أوفى الظلام..كل ذلك لا تأثيرله..وأنّ الشيىء الوحيد الذى يــُـحدث تغييرًا فى كمية الإشعاع المنطلق، هو كمية اليورانيوم..وسألت نفسها: لماذا يحدث ذلك؟
فكــّـرتْ مارى فى هذا السؤال لعدة أيام..وأخيرًا توصلتْ إلى افتراض أنّ سبب الإشعاعات المنطلقة من اليورانيوم..هوالتكوين الفريد..وبنية ذرات اليورانيوم..وقالت لنفسها: إذا كان ذلك من السهل قوله، فإنّ إثباته من المستحيل تقريبــًـا..وقالت- كذلك- لقد اعتقد كثيرون أنّ الذرة لايمكن تقسيمها..وكان الاعتقاد السائد أنها أصغروحدة من المادة، لكل عنصركيماوى..ولكن عند اكتشاف الالكترون..كان لابد من تغييرالطريقة التى نفكربها عن المادة، لقد صار الالكترون جزءًا من الذرة..وكان عليها وعلى زملائها العلماء البحث لمعرفة سر التكوين المعقد للذرة..و(بطريقة التخمين) علينا معرفة كمية الطاقة الهائلة التى تختزنها..وفى هذا الوقت كان الشرح الأكثرإقناعــًـا..هوأنّ بعض الذرات يمكنها تخزين الطاقة..والأشعة الكونية التى ترسلها إلى الأرض..ورغم أنّ أحدًا لم يساعدها فى حل هذا اللغز، أى لغزالطاقة الغامضة داخل الذرات، فإنّ مارى أقنعت نفسها بأنّ ذرات اليورانيوم..كانت لعنصر خاص..وتساءلتْ: هل يمكن كشف ذرات أخرى لها نفس الخصائص؟ ومن أجل أنْ تكتشف ذلك قامت بإختيار مواد معدنية تحتوى على عناصرأخرى غيرعنصراليورانيوم..وقد ساعدها جهاز زوجها (كورى) لإجراء تجاربها الجديدة..كما ساعدها كثيرمن أصدقائها العلماء، الذين أعطوها عينات من المواد المعدنية..وكانت باهظة الثمن.
وفى إبريل عام1898 وجدتْ مارى أنّ (مركبات الثوريوم) تعطى- أيضــًـا- إشعاعات يورانيوم..وأنّ هذا الانبعاث يبدوكنتيجة لخاصية داخلية لذرات الثوريوم..وبناءً على ذلك ابتكرتْ مارى لفظــًـا لهذه الخاصية للذرات، أى النشاط الإشعاعى..وكتبتْ ((لقد أصبحتُ مقتنعة بأننى لوفحصتُ أكسيد اليورانيوم الأسود، فإننى سأكشف الغطاء عن مادة مشعة جديدة..ولابد من وجود عنصر غيرمعلوم، لأننى اختبرتُ حوالى60 عنصرًا معلومـًـا..ولم أجد أى شيىء..ولما أخبرتُ زوجى بييركورى بنظريتى، شعربالإثارة، لدرجة أنه قرّرترك بحثه عن تصويرالبللورات..وأنْ يساعدنى لنكتشف معــًـا هذا العنصرالجديد.
كان هذا التعاون بداية الاكتشاف الذى أوصلهما إلى جائزة نوبل..حيث أجريا تجاربهما ياستخدام أكسيد اليورانيوم الأسود..وبالتالى ظهرأنّ هذا الخام المعدنى له نشاط إشعاعى، يفوق أربعة أمثال نشاط اليورانيوم..واكتشفا أنّ هذا الأكسيد يحتوى على أكثرمن30 مادة كيماوية مختلفة..واستخدما الخطوات العملية لفصل المواد المختلفة بابتكارطريقة جديدة للتحاليل الكيماوية، بفضل جهازكورى للقياس الكهربائى لمعرفة العنصرالمجهول..وساعدهما ذلك على اكتشاف عنصريْن جديديْن..وبعد مرورسنة ونصف أطلق الزوجان اسم (راديوم) على العنصرالذى لم يكن معروفــًـا..وفى هذا الوقت كان أحد العلماء قد اكتشف (عنصرالأكتينيوم) وهوعنصرجديد له نشاط إشعاعى..وقد تمكن من فصله من أكسيد اليورانيوم الأسود..وذكرتْ أنّ الأمراستغرق أكثرمن ثلاث سنوات لعزل عشرة جرامات من كلوريد الراديوم النقى..واستغرق ثمانى سنوات لعزل عنصرالراديوم..ولم ننجح فى عزل عنصرالبولونيوم..وكان من الممكن عزل عنصرالراديوم بمساعدة أصدقائنا العلماء فى المؤسسات العلمية، خاصة أنّ عنصرالراديوم له أهمية كبيرة للعلماء فى أبحاثهم..ومن حــُـسن الحظ أنّ الحكومة النمساوية ساعدتنا، ((حيث أهدتنا طنــًـا من أكسيد اليورانيوم الأسود))
واعترفتْ مارى كورى بفضل العالم (أرنست رذرفورد) عندما اكتشف أنّ الذرة ما هى إلاّكينونة نووية..وتتركزكتلتها فى نواتها، بقطرأقل من جزء من ألف جزء من قطرالذرة..وأوضح أنّ النواة تتكون من بروتونات ونيوترونات. وهوأول من اكتشف وجود (نيوترونات)..واعترفتْ بفضل العالم (فريدريك سودى) الذى شرح (مفهوم النظائرالمشعة) وكيفية استخدامها فى الصناعات الدوائية.
ومن أهم فصول مذكراتها الفصل الذى شرحتْ فيه أنّ الراديوم بقدرمساهمته فى العلاج، فهوضارأحيانــًـا، بسبب التأثيرالمدمرلإشعاعات الراديوم على جلد الإنسان..وقد حدث هذا معها هى شخصيــًـا..وأنها فقدت10كم من وزنها..وهوما حدث لزوجها (بييركورى) وكيف تسبب الإشعاع فى تشويه الجلد بشكل قبيح، مع العجزعن العلاج..ولكن الجانب الإيجابى كان فى قدرة الإشعاع المساهمة فى (مقاومة مرض السرطان) ومهاجمة بعض الأمراض الأخرى..وبذلك وُلد مجال جديد فى الطب (هوالعلاج بالإشعاع) وهوما أسعدها هى وزوجها.
وهذه السعادة لم تستطع محوالشعوربالفقر، خاصة وأنهما لم يحصلا على (براءة الاختراع) وحاجتهما للمال لمصاريف المعيشة..ومع ذلك تمكنتْ مارى من الحصول على الدكتوراه عن (دراسة فى المواد المشعة) فى يونيو1903 وكانت أول سيدة تحصل عليها فى فرنسا..ولم تستطع شراء الفستان اللائق لحضورمناقشة رسالتها.
الحصول على جائزة نوبل:
وفجأة تنفتح أبواب السعادة، ففى شهرديسمبرمن نفس العام1903 أعلنتْ لجنة نوبل فوزكل من مارى كورى..وبييركورى..وهنرى بيكريل الحصول على الجائزة فى الفيزياء. ولأنها منذ شبابها كانت تميل للعزلة والهدوء، لذلك استاءتْ كثيرًا من (هجوم) الصحفيين على منزلها..وملاحقتها فى كل مكان تذهب إليه، لتصويرها وإجراء الحديث معها..وبعد وفاة زوجها، عثرت على رسالة فى مكتبه موجهة إليها قال فيها: ((عندما أرحل، عليك أنْ تواصلى العمل من أجل الإنسانية))
وللمرة الثانية تختارها لجنة نوبل للفوزبجائزتها فى الكيمياء لإكتشافيها عنصرىْ الراديوم والبولونيوم..وذلك فى11ديسمبر1911..وكرّستْ حياتها لإنشاء (معهد الراديوم) تخليدًا لذكرى زوجها..كما ذكرتْ فى مذكراتها..ومثلما نقول فى أمثالنا المصرية (ابن الوز عوام) فإنّ ابنتها (إيرين) بالاشتراك مع زوجها (فريدريك) فازا بنوبل فى الكيمياء عام 1935 عن النشاط الإشعاعى الصناعى.. ماتتْ مارى فى يوليو1934 بمرض سرطان الدم وكانت شبه عمياء..وكانت وصيتها أنْ تــُـدفن بجوار زوجها.