كشفت البعثة المصرية بقيادة الدكتور زاهي حواس عن اكتشاف سيضيف للتاريخ المصري في عصره الذهبي للدولة الحديثة الكثير والكثير من المعلومات التاريخية، وليس هناك اي شك في أن الجزء الواقع شمال مدينة هابو موقع لم تمسه يد بشرية قبل البعثة المصرية فقد عثرت البعثة علي العديد من القطع الأثرية المتعددة الاشكال والوظائف والأحجام داخل تلك المدينة، والاجمل من ذلك أن البعثة قد تركت بعض هذه القطع والأواني الفخارية وبعض الدفنات المتأخرة في موقعها دون تحريكها أو نقلها لحين استكمال دراستها بالموقع
وقد تركت البعثة بعض القطاعات لطبقات من التربة لتوضيح المراحل والتتابع الطبقي للموقع، ومما لا شكر فيه أن الموقع يحمل آثار كثيرة لفترة الاشتراك في الحكم بين امنحتب الثالث وامنختب الرابع وقد عثرت البعثة علي الدلائل الأولي لاخناتون ومعبوده اتون
وقد أعيد استخدام الموقع في العصور المتأخرة كموقع لجبانات حيث تم العثور علي مجموعة من الدفنات علي مستويات عليا بالموقع، وبالتجول داخل الموقع يمكن مشاهدة البناء المتموج للجدران الخارجية والتي تنتشر علي جانبي شارع أو ممر طولي ثم تقسم هذه الأبنية في داخلها الي اماكن تصنيع وأماكن حفظ وتخزين ومما لا شك فيه أن الموقع تم إعادة استخدامه أكثر من مرة
حيث يمكن ملاحظة التعديل والتغيير في التخطيط لمرات متعددة من خلال غلق وفتح بعض المداخل للغرف الداخلية، وقد عثر علي الكثير من المواد الخام لصناعة الحلي وأدوات الزينة ودلائل علي صناعات جلدية ونسيج وتنتشر بالموقع افران كثيرة متعددة الوظائف والانماط
والجدير بالذكر أن هذا الموقع يقع في أقصي شمال مدينة هابو وقد أجريت مجموعة من الحفائر السابقة في الجزء الجنوبي لمدينة هابو بالملقطة بالإضافة إلي حفائر بمعبد امنحتب ابن حابو ويقع الي الشرق من موقع البعثة المصرية وهو الذي تم الكشف به عن أبنية متموجة الشكل تشابه هذه الأبنية
وهو ما أثار موجة من التشكيك في أن البعثة اعادة حفر الموقع وهذا مخالف للواقع، ووجود امتدادات أسفل امنحتب بن حابو ووجود نفس النمط في جنوب غرب مدينة هابو يدل علي أننا أمام مدينة ضخمة لم يكشف منها إلا جزء ضئيل جدا، وبالتأكيد سيضيف هذا الكشف وما يتبعه من أعمال أخري في المواسم القادمة سيفصح عن فترة شائكة وهي انتقال الحكم من طيبة الي تل العمارنة وغيرها
نحن بصدد كشف متميز خاصة وأن مبانيه من الطوب اللبن، وأنها تحكي حياة وقصص الصناع والعمال، ربما لا ينقصنا الكثير عن حياة الملوك لكننا ينقصنا الكثير عن حياة العمال، لذا فكشف الاقصر اليوم سيكمل الكثير من الحلقات المفقودة بعد استكمال أعمال الحفائر
واعيد واكرر أن ما شاهدته اليوم هو عمل خاص بالبعثة المصرية وأنهم هم اليد الأولي التي لمست هذا الجزء من المدينة المكتشفة، اتمني لزملائي استكمال الأعمال فكلنا شوق للمزيد من المعلومات عن هذه الفترة.
واتوجه بالشكر الي أصدقائي الأعزاء الاستاذ عفيفي رحيم غنيم والاستاذ الطيب ماهر والاستاذ سيد احمد سيد وقد تشرفت وسعدت بعمل البث المباشر واستضافة الاستاذ الطيب والاستاذ سيد، شكرا لكم جميعا وشكرا لكل الزملاء بالبعثة والعمال.كل التحية والتقدير
د. مؤمن سعد