بقلم الدكتور سامح أحمد
البوست الاول عين الحسد (أو عين الشيطان) وهي عبارة عن نظرة حاسدة تؤمن بها العديد من الثقافات وبقدرتها على التسبب بالإصابات أو جلب الحظ السيئ للشخص الموجهة إليه هذهِ النظرة، لأسباب عديدة قد تكون حسداً أو كراهية ويشير هذا المصطلح أيضاً، إلى قوة تصدر من أشخاص معينين تؤدي لإصابة آخرين بالعمد، والتسبب لهم بسوء الحظ عن طريق نظرة الحسد أو تمني قلة الحظ والعين الحسودة عادةً ما تُعْطِى وتؤثر في الأشخاص بدون علمهم بها. و تعرف في اللغة الفارسية ب “” (الإصابة بسبب العين) أو ب “شزم الي باد” (العين السيئه)
أما في اللغة التركية تعرف بـ “نزار،” وهي كلمه مشتقة من الكلمة العربية (نظر) وفي أفغانستان بـ “تشاتشيم مورا” أما في اليونانية توماتي و مالديخو و مالوكيو وأما في مجتمع الهاواي فتعرف بـ “العين النتنة،”وقد أدى هذا الاعتقاد العديد إلى اتخاذ الثقافات لإجراءات وقائية ضده.
ويختلف هذا المفهوم وأهميته على نطاق واسع بين مختلف الثقافات، وعلى رأسها الشرق الأوسط وقد ظهرت هذه الفكرة مرات عديدة في تراجم من العهد القديم في اليهودية فقد كان هذا الاعتقاد ممتد على نطاق واسع بين العديد من قبائل البحر الأبيض المتوسط وآسيا وثقافاتهم، وتعتبر التعاويذ والأعين المزينة بالزخارف مشهداً مألوفاً في جميع أنحاء اليونان وتركيا، وقد أصبحت خياراً شائعاً كهدايا تذكارية يقتنيها السياح.
في بعض الثقافات، يُعتقد أن هناك عدة أناس بإمكانهم التسبب في لعنة للضحية بمجرد إعطائه نظرة حاقدة حادة. ومن أكثر صور الحسد شيوعاً، أنه من الممكن أن يصيب الحاسد شخصاً ما بالعين بغير قصد. كما أن تأثير الحسد قد يختلف من ضحية لأخرى، ففي بعض الثقافات ربما تسبب المصائب والحظ السيئ فقط. أما البعض الآخر فيُعتقد بأن هذه العين قد تسبب المرض والهزال أو حتى تصيب بالوفاة.
وفي معظم الثقافات يعتقد بأن الضحايا الرئيسيين هم الرضع والأطفال الصغار، وذلك لأنهم عادةً محط أنظار وإعجاب الغرباء أو النساء المحرومين من الأطفال. وقد استكشف الراحل آلان دندس (أستاذ في التراث الشعبي في جامعة كاليفورنيا في بيركلي) العديد من المعتقدات في عدة ثقافات، واستطاع العثور على القواسم المشتركة بينهم:-وتتلخص في أن الشر الناجم عن هذه النظرة قد تتسبب بأعراض جفاف تؤدي للذبول، والذي يرتبط علاجه بالرطوبة، وهذا يفسر استخدام بعض الثقافات للأسماك لتحصينهم من هذه العين نظراً لرطوبتها.
وهناك مقال لـ آلان دندس بعنوان “الرطوبة والجفاف والعين الحسودة”، ويعتبر هذا المقال مرجعا أساسيا لهذا الموضوع.
وفي العديد من الثقافات، بإمكان الشخص -بدون نية خبيثة بأي شكل من الأشكال- إيذاء البالغين أو الأطفال، وحتى الممتلكات والماشية، وذلك ببساطة عن طريق النظر إليها بحسد.
كلمة “عين الشيطان” هي كلمة غير دقيقة بعض الشي في هذا النص، لأنها توحي بوجود لعنة متعمدة على الضحية.
ويمكن الحصول على فهم أفضل لمصطلح “العين الحسودة” لإصابة أحد ما بالعين، من خلال الكلمة الإنجليزية القديمة والتي تعني “إطالة النظر”، مما تعني إطالة النظر مع التركيز على الشي أو الشخص أو حتى الحيوان المرغوب فيه، لفترة طويلة جداً.التاريخ تشهد كمية الأدلة الأثرية والأدبية على أن الاعتقاد بالعين الحسودة في منطقة البحر الأبيض المتوسط الشرقي انتشر من آلاف السنين بدءا من هسيود، كاليماخوس، أفلاطون، ديودوروس سيكولوس، ثيوكريتوس، بلوتارخ، هيليودورس، بليني الأكبر وألوس قاليوس. وفي كتاب “الإغريق والحسد” (1978) أشار المؤلف بيتر والكوت إلى أكثر من مائة من أعمال هؤلاء المؤلفين والتي تتحدث عن العين الحسودة.
كما أن دراسة هذه المصادر الموثقة من أجل الكتابة عن هذه العين لا يؤدي إلا إلى رؤية جزئية للموضوع، سواء كانت تمثل الفلولكلورية، اللاهوتية، الطراز التقليدي أو الأنثروبولوجية المتبعة لفهم عين الشيطان. في حين إتجه هذه المناهج المختلفة إلى التزود بمراجع شبيهة، تقدم كل منها استخدامات مختلفة لعين الحسد ويستند الخوف من هذه العين على الاعتقاد بأن بعض الأشخاص تتميز نظرة أعينهم بالقدرة على إصابة الآخرين أو حتى قتلهم بقصد أو بغير قصد.