الأحد , ديسمبر 22 2024
أشرف حلمى

قبطي وأعتز بفرعونيتى . . .

أشرف حلمي

نحن المصريون أحفاد الفراعنة أصحاب حضارة ٧٠٠٠ سنه الذين حيروا العلماء بفنونهم الجميلة وإتقانهم الهندسة والطب رغم عدم وجود التكنولوجيا الحديثة وغيرها، وعجز العلماء باستخدامها في الكشف عن الكثير من أسرار وخبايا طرق تحنيط المومياوات وبناء معابدهم التي أغرقت مصر بالآثار وتجلب لها السياحة وتنعش اقتصادها، كم كنت سعيد أثناء مشاهدة الاحتفال العالمي الذي أقيم بالمتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط عقب افتتاح السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي قاعته الرئيسية بحضور رئيس الوزراء، عدد من الوزراء، القيادات السياسية وضيوف مصر الأعزاء في مقدمتهم المديرة العامة لليونسكو السيدة أودري أزولاي، وأبرع فيه العديد من الفنانين، المقدمين، والعازفين والمطربين الذين شاركوا المايسترو نادر عباسي الذي قاد أوركسترا الحفل بالتزامن مع تحرك موكب المومياوات الملكية في رحلته الأخيرة من المتحف المصري بميدان التحرير المكون من ٢٢ مومياء وما يقرب من ١٦٠٠ قطعة أثرية معبرة عن الحضارة المصرية عبر عصورها المختلفة منذ عصور ما قبل التاريخ ومرورا بالعصور الفرعونية واليونانية والرومانية والقبطية والإسلامية وصولا للعصر الحديث والمعاصر، حتى محطته الرئيسية والأخيرة الجديدة وكان في أستقباله السيد الرئيس والسادة الحضور الذين شاركوا حفل الافتتاح حيث أطلق حرس الشرف ٢١ طلقة تحية لملوك مصر العظماء من أمام المتحف.

كم كنت فخوراً بقبطيتى، معتزاً بفرعونيتى وأنا أتابع الحدث الجلل مع الملايين أمام شاشات التلفزيون ونقلته الفضائيات العالمية وتصدر عناوين الصحافة ونشرات الأخبار المحلية والعالمية وأنا أشاهد فنانينا الكبار يعرضون تاريخنا العظيم والمشرف على مر العصور منذ ٧٠٠٠ عام حتى يومنا هذا الذي أدهش جميع من تابعه وشاهده، كذلك المقطوعات الموسيقية والأداء المميز للمطربين والعازفين. توقفت عند بعض المحطات أثناء متابعتي لهذا المحفل العالمي ما جعلني أتساءل بعض الأسئلة التي أود أن أحد لها إجابة المحطة الأولى: لدى متابعتي لفقرة الفنان خالد النبوي التي أخذنا فيها لجولة تاريخية تناول فيها الحضارات المصرية المختلفة والمتعددة على مر العصور، معرفاً الحضارة بأنها أن يكون لديك الحرية أن تمارس عبادتك في وجود عبادات أخرى يعتقدها آخرون، قائلاً إن على هذه الأرض كل يوم تمارس حرية الأديان، كل واحد كل الحق يمارس ما يعتقد، والسؤال إذا كان هذا صحيحاً فلماذا هناك قانون يميز دور العبادة ويعرف بقانون بناء وترميم الكنائس؟ الذي أقره البرلمان المصري عام ٢٠١٦ بديلاً عن قانون العبادة الموحد، ولماذا تتجاهل المناهج التعليمية الحضارات المصرية القديمة في مادة التاريخ والتركيز على آخر حضارة فقط؟ المحطة الثانية: ما لفت انتباهي مع ملايين المشاهدين الإبداع فى عظمة، نظافة، إضاءة وتنظيم الشوراع التى سلكها موكب المومياوات والعربات المزينة برسومات ونقوش فرعونية والمجهزة بجو خاص يحتوي على النيتروجين حتى تكون المومياوات في ظروف مناسبة للنقل والحراسة الأمنية المشددة المصحوبة بالدراجات النارية للحرس الجمهوري، والسؤال لماذا لا يحافظ شعب مصر العظيم على نظافة وجمال الشوارع المصرية كى ما يكون وجهه جمالية حضارية؟ فى الوقت الذى يغزو شوارعها التكاتك والجرائم والحوادث التى تتسبب بها او يقوم بها أصحابها وكان آخرها طعن سيدة وإبنتها فى المنيا بصعيد مصر.

المحطة الثالثة: الأداء الباهر والثقة الزائدة لنجمة الحفل أميرة سليم والفريق المصاحب لها في ترنيمة مهابة إيزيس ولأول مرة باللغة الهيروغليفية القديمة الغير دارجة ويصعب التحدث بها وفهمها والتي استمتع الملايين، والسؤال لماذا لم تدرس اللغات المصرية القديمة خاصة اللغة القبطية ضمن مناهجها التعليمية بعد أن أضاف محرك جوجل حروفها إلى لوحة مفاتيحها ضمن ٦٠ لغة أخرى؟ مما يسهل على الطالب دراستها. المحطة الرابعة: ما آثاره المحسوب زيفًا على الدولة “داعية إسلامي” الشيخ عبد الله رشدي من جدل واسع، ليس غريب عنه كالمعتاد عقب كل مناسبة دينية أو قومية، بعد احتفالية موكب المومياوات الملكية، إذ كتب عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك ( هي مصر العربية الإسلامية هذه هويتنا، شاء من شاء وأبى من أبى ) منتقدا الاحتفاء بالحضارة الفرعونية وهوية مصر، ضارباً بعرض الحائط تعريف الحضارة السابق للفنان خالد النبوي وعلاقته بحرية العبادة أمام دول العالم، والسؤال هنا لماذا تترك الدول مثل هؤلاء يدسون أفكارهم الهدامة في عقول الشباب وإثارة الفتن بين أبناء الوطن الواحد؟ مما يعد ازدراء للحضارات والأديان إضافة أدى الإساءة إلى سمعة مصر وحضارتها مما يؤثر على خطة مصر في إنعاش السياحة؟ وأخيراً بعد النجاح الباهر للاحتفال العالمي الفرعوني الذي جمع الحضارات المصرية من القديم إلى الحديث وأظهر مصرنا الحبيبة مفخرة تاريخه عريقة، ديمقراطية، علمانية حاضنة للأديان أمام دول العالم، فلابد من ترجمة ما جاء به على أرض الواقع بإعادة النظر فى تغيير قوانين ودستور البلاد وإطلاق اسماء ملوك وملكات مصر الفرعونية على المدن والاحياء الجديدة كذلك المدراس، الشوارع ، المستشفيات وغيرها من مؤسسات الدولة تخليداً وإحتراماً لذكراهم .

شاهد أيضاً

سقوط القمع والاستبداد العربى

بقلم : أكرم عياد أين جمهورية سوريا الآن بعد حكم الطغيان والاستبداد ، أثنا عشر يوما …

تعليق واحد

  1. احترمك جدا لمقالك لكن هناك نقطة مهمة جدا – وهى بيت الداء – لم تتعرض لها بل ذكرتها على استحياء فى :

    هل مصر عربيه ؟

    نقطة اخرى هامشية مرتبطة بكذبة ان مصر عربيه : ذكرت ان التركيز فى الكتب التعليميه على اخر حضارة !!! وهل للعرب حضارة؟ انت انسان باحث فهل تذكر لى – من فضلك – اى شواهد او دلائل على هذه الحضارة؟ العرب لم يكونو ابدا اصحاب حضارة لكنهم اصحاب سيف ومستعمرين استيطانيين وخير من يسرق حضارة غيرهم وينسبها لنفسه.

    شكرا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.