الناس المتغربة دى أكتر ناس تصعب عليك ، الناس دى ضحت بكل حاجه في حياتها و دفعت اغلى ضريبه عشان لقمه العيش .كل واحد سافر كان خياله بيقوله هم سنتين تلاته و ترجع تبتدى في بلدك و السنة عدت وراها سنين عمرة بقي عامل زى بكرة خيط هو ماسك طرفها و بيشد وعمره بيجرى قدامه مش لاحقه .
كل القصص اللى سمعتها كفيله تقنعك انك تجوع في بلدك ولا تخوض التجربة .
الناس دى خسرت كل حاجه صحاب و أهل و أحباب و أحداث كتيرة فاتتهم زواج قرايب و ولادة و موت أحباء و تحولوا لضيوف الكام يوم اللى بينزلوهم لي صديق كان قضي عمرة لوحده كله بره و زوجته و اولادة في مصر أول ما نزل نهائي بعد شهر طلق زوجته اللى هى حب عمره لأن الطباع اختلفت .
لي صديق تانى مكنش بينزل الا لحضور عزاء سواء والده أو والدته أو أخواته و حاليا لما نزل معدش ليه اى حد ضريبه كبيرة اوى اوى اوى بيدفعها الناس دى قفلوا أبواب الرزق للشباب و أجبروهم يدوروا على لقمه العيش في اى مكان ما عدا بلدهم مفيش مغترب مبيفكرش في اليوم على الاقل ٢٠ مرة أنه خلاص السنه دى أخر سنة .
مفيش مغترب مش عايش حياته على أعصابه وواقف على طراطيف صوابعه لأنه مرعوب من فكرة إنهاء عقدة و يرجع مش عارف يعمل أيه هل يفتح مطعم ولا كافية ولا يتصرف ازاى . للاسف كل استثمارات المغتربين راحت اما في شقه أو شالية أو مقبرة أو حته أرض في بلدهم مش حيعرف حتى يستغلها .
الناس دى لازم تبتدى تفكر صح و تعمل تكتلات بينهم و بين بعض و يبتدوا يعملوا مشروعات استثماريه من دلوقتى و ينسقوا بينهم متابعتها عشان يطمنوا أنهم لما ياخدوا القرار مش حييجى وقت و يندموا حاجه كمان حذارى تفكروا ان الناس دى فقدت الانتماء أو كاره بلدها بالعكس الناس دى مبتستحملش حرف واحد على بلدها و ممكن يرتكبوا جناية لو حد جاب سيرتها أنما حسرتهم ان بلدهم بتتاخر عن بلاد تانية عمرها ميعديش ٥٠ سنة