جريدة الأهرام الجديد الكندية 
مقالات مشابهة
طلعت رضوان
دأبتْ الولايات المتحدة الأمريكية..وأيــّـدتها هيئة الطاقة الذرية..ومعظمم الدول الأوروبية، على منع إيران من امتلاك (قنبلة نووية)
يعتقد العقل الحر أنّ هذا الموقف لايمكن الاعتراض عليه، أومخالفته، بمراعاة الخراب والتدمير الناتج عن انشطار القنبلة النووية، وإذا كانت البشرية تتذكرالتخريب والدماراللذيْن أحدثتهما القنبلة النووية
على مدينتىْ هيروشيما وناجازاكى اليابانيتيْن، أثناء الحرب العالمية الثانية (فى أغسطس عام 1945)
والأخطرأنّ التخريب والدمار لم يشملا العقارات وبيوت المواطنين (فقط)
وإنما شملا مرافق الدولة من كهرباء ومياه وصرف صحى إلخ..وكل هذا إضافة إلى آلاف المواطنين اليابانيين
الذين قتلتهم القنبلة النووية.
وبعد تلك المجزرة تبيــّـن أنّ كثيرين ممن ظلوا على قيد الحياة، اخترقتْ الاشعاعات أجسادهم
وترتــّـب عن ذلك الكثيرمن مظاهرالأمراض الجلدية، من بثور وتسلخات بخلاف الآلام الناتجة عن تلك الأم
راض الجلدية.
ولذلك فإنّ العقل الحر يتساءل: إذا كانت هذه الآثارالتخريبية التى شملتْ مدينتيْن (فقط) وآثارالمرض العضوى..والمرض النفسى على بضعة آلاف، فى الوقت الذى كانت فيه القنبلة فى بداية تصنيعها
وفقــًـا لامكانيات العلم فى أربعينيات القرن العشرين، فما قدرات القنبلة النووية، التى يتم تصنيعها
بامكانيات العلوم الطبيعية، وتطبيقاتها التكنولوجية فى القرن الحادى والعشرين؟
هذا السؤال الأخير يجعل العقل الحرفى حالة توافق تام مع الولايات المتحدة الأمريكية
وهيئة الطاقة الذرية، والدول الأوروبية، فى منع إيران من امتلاك (قنبلة نووية)
وأنْ يقتصر استخدام (مادة اليورانيوم) على الأغراض السلمية، مثل تطويروسائل علاج المرضى
وبصفة خاصة الأمراض الخطيرة كالسرطان على سبيل المثال.
ولكن العقل الحر لا يكف عن التساؤل: هل هذا الموقف الأمريكى، كان هدفه ومبتغاه الجانب الإنسانى
ولصالح البشر(كل البشر) أم لأغراض سياسية؟ وعلى رأسها
(حتى لا تستخدم إيران القنلة النووية ضد جيرانها فى منطقة الخليج العربى)؟
يعتقد العقل الحر أنّ هذا هوالسبب الرئيسى والأساسى (كلمتان صحيحتان لغويــًـا)
للحملة التى تقودها الإدارة الأمريكية، ضد امتلاك إيران (قنبلة نووية)
والعقل الحر يعتقد بصحة رؤاه..وفى نفس الوقت يعتقد بسوء نية الإدارة الأمريكية،
ويبنى اعتقاده بناءً على الموقف النقيض الذى تتخذه الإدارة الأمركية، من إسرائيل (فى نفس الموضوع)
أى إمتلاك قنبلة نووية.
وفى هذا الشأن فإنّ العقل الحر يمتلك الدليل على أنّ إسرائيل فى سنة 1970
كانت ((سادس دولة نووية على مستوى العالم)) (نقلا عن د. فوزى حماد – رئيس هيئة الطاقة الذرية الأسبق بمصر، والذى شغل عدة مناصب دولية فى مجال الطاقة النووية- مجلة الهلال– يوليو 2002
ومعنى ذلك أنه بعد 22 سنة (فقط) من الاعتراف الدولى بإنشاء دولة جديدة باسم (إسرائيل) أى دولة (بيبى) قياســًـا على عمر الشعوب، امتلكتْ القنبلة النووية.
طبقــًـا لتقرير(العلم فى العالم) عام 1998 الذى تُصدره منظمة اليونسكو، يُعد تمويل البحث العلمى
فى العالم العربى من أكثر المستويات انخفاضًا، فقد بلغ الإنفاق العلمى نسبة إلى الناتج المحلى الإجمالى 14 ,. % فى العالم العربى عام 1996، مقابـــــــل 53, 2 % عام 1994 لإسرائيل.
متوسط دخل الفرد فى إسرائيل 17 ألف دولارًا سنويًا، يعادل نظيره فى دولة أوروبية وسطية، فى حين أنّ متوسط دخل الفرد فى مصر يتراوح بين 500 – 700 دولارًا..وورد فى تقريرالتنمية البشرية لم
رالصادرعن معهد التخطيط القومى المصرى عام 1996 أنّ 23 % من المصريين يعيشون تحت خط الفقر
وأنّ 25 % فقراء نسبيًا (نقلا عن الباحث الاقتصادى المرحوم محمود المراغى– أهرام 28 / 9 / 1999 )
شاركتْ إسرائيل فى مشروع الجينوم البشرى، وفى نقل الرائحة عن طرق الكمبيوتر..وزوّدتْ طائرات الحلفاء فى حملة البلقان بأنظمة توجيه كمبيوترية
وتــُـشارك حاليًا فى شبكة الردع الصاروخى (د.هشام الحديدى– أهرام 4 / 6 / 2001 ص 10)
فى حين أنّ مصرلاتــُـنتج ساعد يد ولاموتور موتوسيكل أوحتى موتورغسالة عادية.
عندما كان د. حسين كامل بهاء الدين وزيرًا للتعليم قال إنّ تكلفة إعداد التلميذ بالتعليم الأساسى فى مصر
يوازى 170 دولارًا..وهذا الرقم فى إسرائيل 3500 دولارًا ( د. يحيى الجمل– أهرام 16 / 7 / 2001 ص 10)
فى عام 2000 كان الناتج المحلى الإجمالى للفرد فى إسرائيل يفوق نظيره فى البلاد العربية كلها (د. نادرفرجانى– أهرام 19 / 5 / 2002 ص 26)
فى الوقت الذى غزتْ فيه إسرائيل العالم بمنتجاتها الزراعية والصناعية، بل وتبيع تكنولوجيا متقدمة
لدول أعرق منها، فإنّ مصرتستورد حوالى 80 % من غذائها من الخارج. بل إنّ القمح
(وهوسلعة استراتيجية) فإنّ مصر تستورد أكثرمن 60 % من احتياجاتها منه من الخارج..وفى عام 2004
وفق تصريح د. حسن خضروزيرالتموين آنذاك، فإنّ ما تم استيراده من القمح الأمريكى فقط)
وصل إلى 54 % من حجم احتياجات مصر(أهرام 4 / 4 / 2004 ص 17)
دمّرالطيران الإسرائيلى يــــــوم 7يونيو1971 المفاعل النووى العراقى..وفى يونيو82 غزتْ أراضى الشعب اللبنانى.
فى تقريرالتنمية البشرية لعام 2003 الصادرعن الأمم المتحدة،
وهوالتقريرالذى يضع ترتيب الدول وفق معاييرالمستوى المعيشى..وحجم الإنفاق على التعليم..والبحث العلمى والصحة إلخ، كان ترتيب إسرائيل المركزالسابع (على مستوى العالم)
من حيث الإنفاق على الصحة، والمركزالثانى من حيث حجم الإنفاق على التربية
وفى الترتيب العام إحتلــّـتْ إسرائيل المرتبة رقم22، بينما مصرجاء ترتيبها فى المؤخرة مع الدول المُـتخلــّـفة وقبعتْ عند الرقم 120 (عبدالعاطى أحمد– أهرام 14 يوليو 2003)
ولعلّها واحدة من سخريات القدر ومآسيه أنْ تفوز ست جامعات إسرائيلية من بين أفضل 500 جامعة على مستوى العالم، بينما تـمّ استبعاد كل الجامعات المصرية. مع مراعاة الفارق بين الدولتيْن: فى العمر..وفى الحضارة.
يتم تشويه الحضارة المصرية فى المدارس الأجنبية الخاصة الموجودة فى مصر لصالح إدعاءات العبريين الكاذبة (د. زكى البحيرى- مجلة أحوال مصرية- العدد 42 ،43)
دمــّـرالطيران الإسرائيلى يــــــوم7 يونيو 1981 المفاعل النووى العراقى..وفى يونيو82 غزتْ أراضى الشعب اللبنانى.
أليستْ الوقائع السابقة هى ما جعلتْ العقل الحر يرى الانحيازالأمريكى السافرلإسرائيل، والعداء لإيران..وأليس من حقه التساؤل: لماذا تغيب هذه الحقائق عن الثقافة السائدة (مصرية وعربية)
بما فيها الأنظمة السنية المعادية لإيران الشيعية؟ مع يقينه بأنّ إيران وإسرائيل لاتختلفان فى عدائهما للديمقراطية..وللأحرارفى كل مكان..وأنهما نموذجان للشرالمحلى، التابع للشرالعالمى الذى تقوده الإدارة الأمريكية.
