الأحد , ديسمبر 22 2024
حازم شومان

لكنه ليس آخر الهستيريين!

الدكتور حازم شومان، وأغلب الظن أن الدكتوراة التي حصل عليها ليست في الفلسفة أو العلوم الإنسانية أو التصحُّر أو عالم الحيوانات أو الشُعاب المرجانية! شخصية مُركبة في قالب هستيري؛ لا يتحدث، لكنه يصرخ، ثم ينتفض، ثم يُحذّرك من الثعبان الأقرع، ويقسم لك أن ابن مسعود أكد أن كلمة واحدة في القرآن الكريم(اللهو)، غير المُفسّرة تعني المعازف، أي الموسيقى والغناء!بالقطع فلو استمع هذا الهستيري إلى السيمفونية الثامنة لبيتهوفن أو الأربعين لموتسارت أو بير جينت لادفارد جريج أو إلـَـه الكون للسنباطي أو مصر تتحدث عن نفسها لأم كلثوم أو حوّل يا غنّام للينا شماميان؛ لذهب على الفور يتمرغ في تراب أحد مقابر السلف، أو استحضر عفريتا من الجن ليحكي له مآسيه.

صناعة سلفية بامتياز، وكاره للحياة والجمال والمحبة والتسامح؛ لكنه لا يقترب من طاغية ولا يدين مستبدا ولا يتحدث عن السرقات ولا يكترث للفساد، فهو يتركها لله، عز وجل، لأنها ليست مربحة، والملايين التي تدخل حسابات وجيوب هؤلاء المهووسين لا تقوم إلا على اللون القاتم، وكراهية الحياة، والتغزل في المقابر، وشرح مشاهد الجحيم لكي تطيع المرأةُ زوجَها.

مجنون حقيقي يجعل نبضات قلب الإنسان السوي تضطرب، وضغط دمه يرتفع، فيبحث عن التوبة من آثامه التي أرَّقته كحُب الحياة، والاحساس بالموسيقى، والنشوة بكلمات مبدعة، والخوض في شؤون فلسفية، واعتبار الإنسان أسمى ما في الوجود و.. ليس المسلم فقط.

حازم شومان إذا كنت طبيعيا فلا تستطيع أن تشاهده وتسمعه أكثر من مرتين ثم ترتمي في أحضان دراويش في مستشفى أمراض نفسية؛ فهُم أرحم منه.

يتابعه مئات الآلاف، فهو في حماية الدولة، وفرحة القصر به، وحماقة المتبرعين له، والمسلمين العاشقين للبكاء واللطم.

حازم شومان مثل وجدي غنيم ومحمد حسّان والحويني وعمرو خالد وغيرهم ممن تعلــّـموا الدجل المقدس والتخدير الديني وتأويل آيات القرآن الكريم وحفظ ما لم تأكله المعيز منذ مئات السنين!صناعة غثيانية من حثالة النصّابين والمحتالين والغشـّـاشين الذين يعرفون أن الوصول بحساباتهم المصرفية للملايين تعتمد على هذه الصناعة كما كانت شركات توظيف الأموال تفعل.

أعادوا مصر قرونا للخلف، ووضعوا في رؤوس متابعيهم قرونـًا في الرأس، وأضحىَ كل واحد فيهم قارونَ في البنك، وقرّبوا المسافة بيننا وبين الحيوانات المفترسة، وخاضوا، جهلا، في علوم الفلك والكيمياء والإعجاز الطبيعي، وجعلوا التاريخ السلفي المخبول تاريخ الإنسانية.

خدّروا ملايين من الشباب، وزرعوا الأميـّـة الدينية، وحصلوا على الضوء الأخضر من كل الحكومات المستبدة.خطبة واحدة لحازم شومان يضيع منها نصف ثواب صلواتي، وخطبتان تجعلانني عاشقا لدود الأرض، وثلاث خطب كافية لقتل كل المشاعر الراقية التي خلقها رب العزة في نفسي.

حازم شومان مريض عقلي ونفسي وعاطفي، لكنه يقتل الأحاسيس في مستمعيه، ويستبدل بها فحيح الثعبان، وزمجرة الضبع، ووطّ الخفاش.. وعواء الذئب!

حازم شومان أحد أشرس لاعبي الثلاث ورقات السلفية، وقد يجعلك تكره الإسلام الحنيف، وربما يجبرك أن ترتد عن آخر الرسالات السماوية إذا لم تكن مُحصّنا بالعقل والحب والطبيعة والجمال والإنسانية.

أعترف لكم بأنني أشعر بالقرف إذا رأيته يخوض في ديني العظيم؛ أنا الذي تربيت على جماليات مالك بن نبي، ومحمد أسد، ومصطفى صادق الرافعي، ومحمد الغزالي، وعلي حلمي، ومحمود شلتوت، ومحمد عبده، وقاسم أمين (رحمهم الله) وعشرات من النماذج المُشَرّفة، والمُشـْـرقة، والعقلانية قبل هبوط سكان كوكب القِرَدة علينا من فوق المنبر.لو قابلني حازم شومان قبل بلوغي العشرين؛ فربما كنتُ الآن نزيلَ مصحة نفسية أو.. حديقة الحيوانات.

محمد عبد المجيد طائر الشمال أوسلو النرويج

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.