الجمعة , نوفمبر 22 2024
سيدة

رسالة الى صباح النهى ” إرحلى “

كتبت: نهى حمــزه

على غير عادة الرسائل سأبدأ رسالتى بتساؤل لنفسى … لماذا حزمتى حقائبك وتوقعتى الرحيل , ولماذا بهتت الألوان وتساوت الأمنيات أو تلاشت , وسكنت النداءات والخفقات وهدأ نبض القلب ووصول النفس بالكاد يستبقى الحياه أو ما تبقى من حياه , ودون إعداد كشف حساب لدفع الديون أو تقديم الدفوع فى معركة الحياه …. حزمتى حقائبك وطويتى صحائفك وباركتى الرحيل ترفعين للجميع يداً بالإكتفاء دون وصل إنتماء أو ما كان فى عراك الحياه إنتماء , سينقطع الشريان من الحياه . كانت بكل بكل أحرف العله والمذله والاستفهام والتعجب والساكنه والمتحركه .. نزوات ورحلات ومحاولات وجبر واختيار دون توعيه بالاختيار فقط وضعوا طريقين أو نجدين … وخبر كان وخبر مات وهدم أوثان بشريه بعد تشييدها وهيام وانسجام ثم إنكشاف اللعنات خلفها …. متاهه فيها دوران ووثب وقفز وسقوط وقيام وعزم ووهن .. كل كل المتناقضات , لم يحسمها إلا حزم الحقائب والعزم على الرحيل , وقليل قليل من الذكريات دونتها فى صفحات سأتركها خارج الحقائب لهواة التلهى والتشظى بين المتناقضات وهواة التشفى أو حتى هواة النواح وإطلاق الدعوات فرادى أو فى جماعات .

تلك الصفحات ليس فيها فضفضه … وعندما لم يعد القلب مرتجفا ولا نابضا .. سأذهب بها الى الله كامله مستوره , ومن إعتقدوا أن ما وصل الى مسامعهم كان فضفضه ليسوا ملومين لأنهم لم ولن يسمعوا منى غيره ….. أما ما تبقى فقد وضعته فى حقائبى ليرحل معى فى رحلة الرحيل الذى لا أعرف أهو رحيل الى عزله أو رحيل بعزل ما تبقى من بقاء تم الرحيل عنه … أم رحيلى هجره , أم هى هجرة داخل فكره ؟؟ … لم أشغل بالى بكل تلك المسميات وتفاصيلها , أنا أحسنت الظن بالله أن أريحية النفس فيها من المتسع لاستيعاب أمر الرحيل . أعترف أنى شٌغلت بعض الوقت فى كونه رحيل أم عوده الى ما كان وما كان قد رحل ونهضت من طرقات ذبذات تخبط رأسى وتشغلنى عن قرارى وعزمى فى أمر الرحيل , وقطعت أحبال مكهربه تمر عليها حتى تقيدنى أو تتجاذب شغاف عقلى , فقد حزمت حقائبى وعزمت أن أبدأ رحلتى وأن يكون رحيلى مستأنسا لى لا عصف بالقلب ولا ندم , سأغلق باب الأسئله التى أصبحت أشد مرارة من علقم الرحيل . الصمت الباطنى لا يصمت , لا يهدأ , ولا يكف عن الوخذ بالأسئله …. فى الرحيل وجع وفى البقاء داخل جدران الصمت والحيره أوجاع ,,,, ماذا أقول أنا !!! … قلتى هو الرحيل دون طرح أسئله فقد غطى الفيض من قاعه الى شفاه تأبى وضع الرحيل أمام أسئله .. أيا أنا .. أيتها النهى لا تضعفى ولا تفكى حزم حقائبك , إحمليها وإرحلى وانتهى والقى إبتسامات دون سلامات قد تجعلكى تنحنى , كى تنتصرى فى معركة الرحيل …. إرحلى , إرحلى .

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

قومى استنيرى

كمال زاخر رغم الصورة الشوهاء التى نراها فى دوائر الحياة الروحية، والمادية ايضاً، بين صفوفنا، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.