الثلاثاء , نوفمبر 19 2024
محمد حجازى سليم

وداعا لأنبل الاصدقاء وداعا محمد حجازى سليم

حجاج نايل

في عام 1985 وفي ثانية حقوق جامعة القاهرة كنت مطلوبا ضبط واحضار في قضية لا اتذكر رقمها انا والصديق العزيز كرم صابر وكان الاتهام كالعادة قلب نظام الحكم وقيادة المظاهرات في جامعة القاهرة في خضم الحركة الطلابية في الثمانينات وعندما علمت بنبا القبض علي كرم وانني مطلوب هربت الي بلدتي في صعيد مصر ولظروف ما علمت امن الدولة انني مختفي في شقتنا في الاقصر وجاءت بالفعل قوة كبيرة من العساكر والضباط بصورة لا تصدق حتي تصور الجيران انها كتيبة عسكرية علي حدود البلاد ولم يصدقوا ان هذه القوة للقبض علي طالب جامعي لم يتعدي 20 عاما تقريبا اكثر من 20 ضابط وعسكري ومخبر مدججين بالاسلحة الرشاشة اقتحموا المنزل وتم القبض علي وترحيلي الي أمن الدولة بالمحافظة في قنا ومن ثم الي قسم شرطة قنا لترحيلي الي القاهرة في اليوم التالي وكان مشهد الترحيل في منتهي الغرابة فقاموا بتقييد يدي اليمني مع عسكرى في كلابشات

وايضا اليد اليسري مع عسكري اخر في كلابشات و2 ضباط واكثر من خمس عساكر ومخبرين وركبنا جميعا سيارة الترحيلات التي كان بداخلها زنزانة مغلقة بالاقفال وجميعهم معي بالزنزانة ما عدا الاثنين ضباط ركبوا بجوار السائق ولمن لا يعرف المسافة بين قنا والقاهر كانت في ذلك الوقت تستغرق اكثر من عشر ساعات بالسيارة علي الطريق الزراعي لم نتوقف سوي بضع دقائق بالمنيا لقضاء الحاجة ووصلنا الي نيابة امن الدولة علي ما اظن كانت في الجبل الاخضر بين اطراف المقطم ومدينة نصر في السابعة صباحا الرحلة استغرقت 12 ساعة من 7 مساءا وحتي السابعة صباحا ووجدت في انتظاري في النيابة اذا تسعفني ذاكراتي الاساتذة العظماء احمد شرف المحامي والاستاذ سيد ابوزيد والاستاذة مها صالح والصديق العزيز جدا جدا محمد حجازي سليم وبعد دقائق من بدء التحقيق فوجئنا جميعا بمحمد حجازي يطلب من وكيل النيابة ان يثبت في المحضر ان ما يحدث هو اضطهاد من النيابة الي الطلبة وبكل جسارة وشجاعة دخل في مواجهة كلامية ولفظية مع المحقق واتهمه بانه تابع ولا يملك قرار وانه في انتظار تليفون يمليء علي ما يفعل بصرف النظر عن نتيجة التحقيق وثار وهاج وكيل النيابة وسب وشتم محمد وانتهت المشادة بقيام محمد حجازي سليم بقولة لوكيل النيابة انت حمار ولا تفقه شيئا في القانون واظن ان وكيل النيابة استشاط غضبا وقرر باندفاع دون العودة الي مرؤسيه بحبسي لمدة شهر في سجن الاستئناف خلف مديرية امن القاهرة والحقيقة بالرغم من انها مدة قصيرة سجنت بعدها لفترات اطول الا انه وبحق من ابشع واسوء شهر قضيته في حياتي واعتقد ان سجن الاستئناف هو من اسوا السجون في العالم علي كل المستويات وبعد ان خرجت تحولت علاقتي بالصديق محمد حجازي سليم الي صداقة عميقة جدا امتدت لخمسة وثلاثين عاما سافرنا الي عشرات الاماكن وعاصرنا جميع افراحنا وكبواتنا سهرنا وقضينا الوقت الطويل تحت شجر البرتقال في منزله بكفر شكر كان دوما الصديق الذي تستعين به فتجده فورا امامك في 2012 واثناء حضوري في قسم شرطة التجمع الخامس مع احد الموكلين الذي تعرض للضرب المبرح من قبل بعض البلطجية وبسبب مشادة مع مباحث القسم تعاملوا معي بعنف ووضعوني في حجز القسم مع المتهمين وصاغوا المحضر باتهام غريب بأن محامي المجني عليه قام باقتحام قسم الشرطة باسلحة وافرج عني وكيل النيابة وهو يضحك من فرط عبثية المحضر وظل مندهشا يسأل طول الوقت انت محامي لماذا أدخلك القسم في المشكلة ولية ؟؟ وساعاتها حاولت عبثا الوصول الي السيد سامح عاشور نقيب المحامين اتصلت به اكثر من 30 مرة لم يرد ولم اجد ما يسمي بنقابة المحامين وكنت محبطا للغاية اتصلت باصدقاء كثر حالت ظروفهم دون الحضور لم اجد امامي سوي محمد حجازي سليم الذي وقف بجانبي حتي عبور هذه الازمة الحقيقة مش عارف محمد حجازي سليم وامير سالم وصابر نايل واصدقاء اعزاء اخرين لماذا قررورا الجميع الرحيل وانا خارج البلاد لا اظنه عقابا لي ولا اظنه رحمة لي ايضا فلم استطيع وداعكم ولم استطيع ان اري محمد حجازي سليم منذ ثلاث سنوات وهو يتألم ولم يكن بيدي شئ لافعله ارسل لي منذ شهر وقبل الدخول في غيبوته الكبدية الاخيرة عن امكانية حلول ودعم

والحقيقة حاولت له ولأمير سالم قدر المستطاع ولم استطيع ان استوعب تلك الدولة الذي يعالج الاثرياء والفنانات علي حساب الدولة بالخارج ويترك انبل وانجب ما فينا يموتون علي قارعة الطريق شكرا محمد حجازي سليم علي اجمل سنوات من الصداقة ولتستريح ياصديقي الي ان نلتقي اذا كان هناك مزيد من اللقاءات ولتهداء روحك الثائرة التي اوقفت قاعات المحاكم علي قدم وساق فعلي روحك كل السلام والراحة والطمأنينة وداعا ياصديق العمر

شاهد أيضاً

رحمة سعيد

كيف نحمي البيئة من التلوث؟

بقلم رحمة  سعيد متابعة دكتور علاء ثابت مسلم  إن البيئة هي عنصر أساسي من عناصر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.