بقلم هناء ثروت
وهو حد يقدر يقول غير كدة، اه طبعا ولعلمكم احنا زعلنا جدا ان بيوت الله اتقفلت بسبب الكورونا وعيطنا وعملنا مندبة على كل مواقع التواصل الاجتماعي، اه احنا شعب متدين جدا ونحب بيوت الله اوي، عارفين كمان بندفع الصدقات وفلوس الزكاة والعشور بالمليم اه طبعا احنا في الحق ما عندناش ياما ارحميني، وكمان الصفحات بتاعتنا اللي على الفيس مليانة صور دينية وصور لينا واحنا بنصلي ونعيط ونتوب يعني مش ناقصنا حاجة ابدا، بس احنا بقى بنعمل بالمثل الجميل ساعة لربك و23 ساعة لقلبك، اه زي ما بندي ربنا حقه ان لبدننا علينا حق، اه يعني مافيهاش حاجة لو تحرشنا او اغتصبنا اوشهدنا زور اه اي حاجة من الحاجات دي يعني.
نتكلم بقى باللغة العربية الفصحى شوية، يا سادة انها المأساة، نعم مأساة، مجتمع يعيش بوجههين، وجه الايمان ووجه للشيطان في ابشع صوره، ولا اجد ابشع صورًا للشيطان الا هذه التي تطالعنا بها مواقع التواصل الاجتماعي وصفحات الحوادث والتي تُظهر حوادث التحرش، والاكثر مأساوية هؤلاء الذين يحرضون على التحرش بقولهم – هو ايه اللي وداها هناك – ما لبسها هو السبب – ايه اللي بيخرجها لوحدها – وغيرها من الكلمات التي تدبح وتقتل وتهين بل وتساهم في ضياع حق الضحية.
ولكن ما هو اكثر بشاعة واجرامًا من تسول له نفسه ان يتحرش بطفلة لا حول لها ولا قوة، وعجبًا ان مثل هذه الحوادث لم تعد فردية او قليلة ولكن اصبحت اشبه بالظاهرة، فنسمع عن هذه الافعال الشيطانية في اوقات متقاربة ومع اعمار متفارقة، فمنذ عدة سنوات واعتقد ليست باليعيدة اقدم شيطان على التحرش بطفلة لم تكمل عامها الثاني، فماذا اغراه يا تُرى؟ أكانت ترتدي بامبرز أثاره جنسيًا مثلا؟
أم أغراه فمها التي لم تكتمل فيه نمو أسنانها، ألم يرق قلبه لها لكونها لا تسطيع الدفاع عن نفسها، ما كل هذه البشاعة والاجرام. وتتوالى علينا الاخبار بمثل هذه الحوادث البشعة، الى ان طالعتنا الاخبار هذه الايام برجل يرتدي ملابس مهندمة ويبدو عليه انه “محترم” ويظهر هذا “المحترم” وهو يتحرش بطفلة في العاشرة من عمرها تقريبًا ومن حظ هذه الطفلة أن شاهدت هذا الموقف سيدة من خلال الكاميرات المثبتة في مدخل العمارة حتى اسرعت وانقذت الفتاة وفضحت هذا “المحترم” وبالنظر الى صفحة هذا الشخص على الفيس بوك نجده غاية في الايمان والورع والتقوى، اه ايها الايمان كم من الجرائم ترتكب تحت صورتك، ولن ادخل في تفاصيل هذه الجريمة فهي الان اصبحت جريمة رأي عام وتباشرها النيابة.
لكن ما أريد أن أشير له، هو عنصر في غاية الاهمية يظهر في مثل هذه الاوقات، وهم المحرضون على التحرش، فنجد ان هناك من يدافع عن المتحرش او يعطي له المبررات او على اقل تقدير يقولون – بلاش ننشر صوره استروا عليه – عجب العجاب في حقيقة الامر.
يا سادة ان مثل هؤلاء الناس لابد لهم من وجود قانون يردع من يبرر فعل المتحرش لانهم يقومون بفعل تحريضي كمن يحرضون على القتل، لابد من وجود قانون قاسي لا يفرق بين الاشخاص او لا يهتم بصفحاتهم على مواقع التواصل ولا حتى اذا كانوا متدينين أو لا.
في شهر مارس والذي نحتفل فيه بأكثر من مناسبة لتكريم المرأة، ارجوكم لا تكرموها بكثرة الاعياد، ولكن اكرموها بقوانين تجعلها تأمن على نفسها من مخاطر المجتمع “المتدين بطبعه”