د.ماجد عزت إسرائيل
اليوم الموافق الخميس 4 من مارس 2021م في الجلسة العامة التاريخية لإنعقاد المجمع المقدس بمركز لوجس بالمقر البابوي في دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون ببرية شيهيت، وبحضور نحو 97 عضوًا من مطارنة وأساقفة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.ومن الجدير بالذكر اعتذر عدد من الأعضاء نظرًا لتعذر السفر إلى مصر بسبب ظروف فيروس كوروناالمستجد، إلى جانب ظروف صحية أعاقت بعض الآباء المطارنة والأساقفة. وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي يجتمع فيها المجمع المقدس بعد الإغلاق الذي جرى خلال عام ٢٠٢٠ بسبب جائحة كورونا المستجد. وقد بدأت الجلسة العامة للمجمع المقدس، بكلمة لصاحب القداسة البابا تواضروس الثاني بابا المدينة العظمي الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأروذكسية منذ نوفمبر 2012م – أطال الله عمره سنين عدة وأزمنة سالمية – وقد قام قداسته بإِلْقاءُ مُحَاضَرَةٍ: ومَوْضُوعٍها:” “خادم السبت وخادم الإنسان” تناول قداسة البابا في عشر نقاط سمات وصفات نوعين من العاملين في حقل الخدمة الكنسية، النوع الأول أطلق عليه قداسته اسم “خادم السبت” بينما أسمى النوع الثاني باسم “خادم الإنسان”، والآن عزيزي القارىء أتركك مع نص محاضرة قداسته: نقرأ معًا من إنجيل معلمنا مرقس الأصحاح الثاني:
“وَاجْتَازَ فِي السَّبْتِ بَيْنَ الزُّرُوعِ، فَابْتَدَأَ تَلاَمِيذُهُ يَقْطِفُونَ السَّنَابِلَ وَهُمْ سَائِرُونَ. فَقَالَ لَهُ الْفَرِّيسِيُّونَ: “انْظُرْ! لِمَاذَا يَفْعَلُونَ فِي السَّبْتِ مَا لاَ يَحِلُّ؟” فَقَالَ لَهُمْ:”أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ مَا فَعَلَهُ دَاوُدُ حِينَ احْتَاجَ وَجَاعَ هُوَ وَالَّذِينَ مَعَهُ؟ كَيْفَ دَخَلَ بَيْتَ اللهِ فِي أَيَّامِ أَبِيَأَثَارَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، وَأَكَلَ خُبْزَ التَّقْدِمَةِ الَّذِي لاَ يَحِلُّ أَكْلُهُ إِلاَّ لِلْكَهَنَةِ، وَأَعْطَى الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ أَيْضًا”. ثُمَّ قَالَ لَهُمُ:”السَّبْتُ إِنَّمَا جُعِلَ لأَجْلِ الإِنْسَانِ، لاَ الإِنْسَانُ لأَجْلِ السَّبْتِ. إِذًا ابْنُ الإِنْسَانِ هُوَ رَبُّ السَّبْتِ أَيْضًا”. (ع ٢٣ : ٢٨)
في حياة السيد المسيح على الأرض نجد أحداثًا كثيرة تكشف لنا عن مبادئ رحمة تصلح لكل زمان.أحد هذه المبادئ، هو مبدأ “السَّبْتُ إِنَّمَا جُعِلَ لأَجْلِ الإِنْسَانِ، لاَ الإِنْسَانُ لأَجْلِ السَّبْتِ.” والمقصود بالسبت هنا هو “الشئ” أي أن الأشياء جُعِلت لأجل الإنسان وليس الإنسان لأجل الشئ. كلنا آباء نمثل الكنيسة ونحتاج أن نضع هذا المبدأ أمامنا في كل ساعة ويجب أن نعيشه حسب الانجيل. وهناك من يخدم السبت وهناك من يخدم الإنسان. والفارق كبير بين “خادم السبت” وبين “خادم الإنسان”.
وسوف أحدثكم اليوم في عشر نقاط مركزة في هذا الموضوع:
أولًا: مقارنة بين خادم السبت وخادم الإنسان
١- مفهوم الطقس: خادم السبت يرى أن السبت (الطقس) هدف وغاية ويغالي في الدفاع عنه، أما خادم الإنسان فيراه خزانة للإيمان واللاهوت والعقيدة والحياة مع الله. وأنه وعاء ثقافي محلي، ومن المهم أن نميز بين الوعاء والمحتوى، وبين الفلكلور والطقس. مثلًا تحولنا إلى اللغة العربية في القرن العاشر وأصبحنا بالتدريج نعتمد عليها إلى جانب اللغة القبطية. وكذلك فالطقس حاليًا نصليه في كنائسنا في الخارج بعدة لغات.
٢- مكانة المسيح: خادم السبت يذيب المسيح في شخصه. أما خادم الإنسان فيذيب نفسه في المسيح. يجب أن ننتبه إلى الآية “يَنْبَغِي أَنَّ ذلِكَ يَزِيدُ وَأَنِّي أَنَا أَنْقُصُ.” (يو ٣ : ٣٠). وأيضًا “لَسْنَا نَكْرِزُ بِأَنْفُسِنَا، بَلْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبًّا، وَلكِنْ بِأَنْفُسِنَا عَبِيدًا لَكُمْ مِنْ أَجْلِ يَسُوعَ.”(٢ كو ٤ : ٥).
٣- نظرة كل منهما لنفسه: نظرة خادم السبت لنفسه ونظرة خادم الإنسان، خادم السبت نظرته لنفسه أنه يمتلك الحقيقة بمفرده كأنه الحكيم الأوحد الذي يعرف كل شئ ويصم أذنيه عن سماع أي معرفة أخرى ويرفض أن ينصحه أحد. أما خادم الإنسان فهو إنسان تقي يحاسب نفسه ويقرع صدره دائمًا ويطلب مراحم الله. وعندما يستطيع الإنسان أن يعاتب ويقييم نفسه ويدبر خدمته، ينمو وتنمو خدمته، ما يجب أن نعلمه أننا جميعًا تحت الضعف.
٤- مقدار الثمر: خادم الإنسان ثمره مبارك. وثمر البر يزرع في السلام، حياته ملؤها ثمار متكاثرة، يعمر ويبني ودومًا تكون طلبة قلبه يارب اجعلني سببًا لسلامك.أما خادم السبت فدائم الخصام والصدام ذاته منتفخة تعطل عمل الكنيسة ويعوق عملها يضع السراج تحت المكيال. لا تنسوا أن كنيستنا أم ولود، أي أنها كثيرة الثمر.
ثانيًا: صفات خادم السبت
١- معاند: وهو معنى يمكننا أن نفهمه من خلال الموقف الكتابي التالي:
“فَأَجابَ رَئِيسُ الْمَجْمَعِ، وَهُوَ مُغْتَاظٌ لأَنَّ يَسُوعَ أَبْرَأَ فِي السَّبْتِ، وَقَالَ لِلْجَمْعِ:”هِيَ سِتَّةُ أَيَّامٍ يَنْبَغِي فِيهَا الْعَمَلُ، فَفِي هذِهِ ائْتُوا وَاسْتَشْفُوا، وَلَيْسَ فِي يَوْمِ السَّبْتِ!” فَأَجَابَهُ الرَّبُّ وَقَالَ:”يَا مُرَائِي! أَلاَ يَحُلُّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ ثَوْرَهُ أَوْ حِمَارَهُ مِنَ الْمِذْوَدِ وَيَمْضِي بِهِ وَيَسْقِيهِ؟ وَهذِهِ، وَهِيَ ابْنَةُ إِبْراهِيمَ، قَدْ رَبَطَهَا الشَّيْطَانُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً، أَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تُحَلَّ مِنْ هذَا الرِّبَاطِ فِي يَوْمِ السَّبْتِ؟” وَإِذْ قَالَ هذَا أُخْجِلَ جَمِيعُ الَّذِينَ كَانُوا يُعَانِدُونَهُ، وَفَرِحَ كُلُّ الْجَمْعِ بِجَمِيعِ الأَعْمَالِ الْمَجِيدَةِ الْكَائِنَةِ مِنْهُ.” (لو ١٣ : ١٧).
٢- متعب: يسبب تعب لكل من حوله ومن يتعامل معهم، الكل يتعب بسببه.
٣- مرتاب: يشكك في كل شئ رغم أن الحقائق واضحة، مثال لذلك: اليهود في قصة شفاء المولود أعمى: “فَلَمْ يُصَدِّقِ الْيَهُودُ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ أَعْمَى فَأَبْصَرَ حَتَّى دَعَوْا أَبَوَيِ الَّذِيأَبْصَرَ. فَسَأَلُوهُمَا قَائِلِينَ:”أَهذَا ابْنُكُمَا الَّذِي تَقُولاَنِ إِنَّهُ وُلِدَ أَعْمَى؟ فَكَيْفَ يُبْصِرُ الآنَ؟” (يو ٩ : ١٨ – ١٩).
٤- مظهري (showy): المظهرية في الخدمة الكنسية تؤذيها كثيرًا. تذكروا هذه المواقف التي حدثت مع السيد المسيح: “وَإِذْ جَاءَ إِلَى بَيْتِ أَحَدِ رُؤَسَاءِ الْفَرِّيسِيِّينَ فِي السَّبْتِ لِيَأْكُلَ خُبْزًا، كَانُوا يُرَاقِبُونَهُ. وَإِذَا إِنْسَانٌ مُسْتَسْق كَانَ قُدَّامَهُ. فَأَجَابَ يَسُوعُ وَكَلَّمَ النَّامُوسِيِّينَ وَالْفَرِّيسِيِّينَ قِائِلاً:”هَلْ يَحِلُّ الإِبْرَاءُ فِي السَّبْتِ؟” فَسَكَتُوا. فَأَمْسَكَهُ وَأَبْرَأَهُ وَأَطْلَقَهُ. ثُمَّ أجَابَهم وَقَالَ:”مَنْ مِنْكُمْ يَسْقُطُ حِمَارُهُ أَوْ ثَوْرُهُ فِي بِئْرٍ وَلاَ يَنْشُلُهُ حَالاً فِي يَوْمِ السَّبْتِ؟” فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يُجِيبُوهُ عَنْ ذلِكَ.
وَقَالَ لِلْمَدْعُوِّينَ مَثَلاً، وَهُوَ يُلاَحِظُ كَيْفَ اخْتَارُوا الْمُتَّكَآتِ الأُولَى قِائِلاً لَهُمْ: “مَتَى دُعِيتَ مِنْ أَحَدٍ إِلَى عُرْسٍ فَلاَ تَتَّكِئْ فِي الْمُتَّكَإِ الأَوَّلِ، لَعَلَّ أَكْرَمَ مِنْكَ يَكُونُ قَدْ دُعِيَ مِنْهُ. فَيَأْتِيَ الَّذِي دَعَاكَ وَإِيَّاهُ وَيَقُولَ لَكَ: أَعْطِ مَكَانًا لِهذَا. فَحِينَئِذٍ تَبْتَدِئُ بِخَجَل تَأْخُذُ الْمَوْضِعَ الأَخِيرَ. بَلْ مَتَى دُعِيتَ فَاذْهَبْ وَاتَّكِئْ فِي الْمَوْضِعِ الأَخِيرِ، حَتَّى إِذَا جَاءَ الَّذِي دَعَاكَ يَقُولُ لَكَ: يَا صَدِيقُ، ارْتَفِعْ إِلَى فَوْقُ. حِينَئِذٍ يَكُونُ لَكَ مَجْدٌ أَمَامَ الْمُتَّكِئِينَ مَعَكَ. لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ نَفْسَهُ يَتَّضِعُ وَمَنْ يَضَعُ نَفْسَهُ يَرْتَفِعُ” وَقَالَ أَيْضًا لِلَّذِي دَعَاهُ:”إِذَا صَنَعْتَ غَدَاءً أَوْ عَشَاءً فَلاَ تَدْعُ أَصْدِقَاءَكَ وَلاَ إِخْوَتَكَ وَلاَ أَقْرِبَاءَكَ وَلاَ الْجِيرَانَ الأَغْنِيَاءَ، لِئَلاَّ يَدْعُوكَ هُمْ أَيْضًا، فَتَكُونَ لَكَ مُكَافَاةٌ. بَلْ إِذَا صَنَعْتَ ضِيَافَةً فَادْعُ: الْمَسَاكِينَ، الْجُدْعَ، الْعُرْجَ، الْعُمْيَ، فَيَكُونَ لَكَ الطُّوبَى إِذْ لَيْسَ لَهُمْ حَتَّى يُكَافُوكَ، لأَنَّكَ تُكَافَى فِي قِيَامَةِ الأَبْرَارِ”. (يو ٧ : ١ – ١٤)
٥- متزمت: احترس أيها الحبيب من غلاظة القلب تطيح بك بعيدًا عن ملكوت السموات. اقرأ هذا الكلام:
“ثُمَّ دَخَلَ أَيْضًا إِلَى الْمَجْمَعِ، وَكَانَ هُنَاكَ رَجُلٌ يَدُهُ يَابِسَةٌ. فَصَارُوا يُرَاقِبُونَهُ: هَلْ يَشْفِيهِ فِي السَّبْتِ؟ لِكَيْ يَشْتَكُوا عَلَيْهِ. فَقَالَ لِلرَّجُلِ الَّذِي لَهُ الْيَدُ الْيَابِسَةُ:”قُمْ فِي الْوَسْطِ!” ثُمَّ قَالَ لَهُمْ:”هَلْ يَحِلُّ فِي السَّبْتِ فِعْلُ الْخَيْرِ أَوْ فِعْلُ الشَّرِّ؟ تَخْلِيصُ نَفْسٍ أَوْ قَتْلٌ؟”. فَسَكَتُوا. فَنَظَرَ حَوْلَهُ إِلَيْهِمْ بِغَضَبٍ، حَزِينًا عَلَى غِلاَظَةِ قُلُوبِهِمْ، وَقَالَ لِلرَّجُلِ:”مُدَّ يَدَكَ”. فَمَدَّهَا، فَعَادَتْ يَدُهُ صَحِيحَةً كَالأُخْرَى. فَخَرَجَ الْفَرِّيسِيُّونَ لِلْوَقْتِ مَعَ الْهِيرُودُسِيِّينَ وَتَشَاوَرُوا عَلَيْهِ لِكَيْ يُهْلِكُوهُ. فَانْصَرَفَ يَسُوعُ مَعَ تَلاَمِيذِهِ إِلَى الْبَحْرِ، وَتَبِعَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ مِنَ الْجَلِيلِ وَمِنَ الْيَهُودِيَّةِ وَمِنْ أُورُشَلِيمَ وَمِنْ أَدُومِيَّةَ وَمِنْ عَبْرِ الأُرْدُنِّ. وَالَّذِينَ حَوْلَ صُورَ وَصَيْدَاءَ، جَمْعٌ كَثِيرٌ، إِذْ سَمِعُوا كَمْ صَنَعَ أَتَوْا إِلَيْهِ. فَقَالَ لِتَلاَمِيذِهِ أَنْ تُلاَزِمَهُ سَفِينَةٌ صَغِيرَةٌ لِسَبَبِ الْجَمْعِ، كَيْ لاَ يَزْحَمُوهُ، لأَنَّهُ كَانَ قَدْ شَفَى كَثِيرِينَ، حَتَّى وَقَعَ عَلَيْهِ لِيَلْمِسَهُ كُلُّ مَنْ فِيهِ دَاءٌ. وَالأَرْوَاحُ النَّجِسَةُ حِينَمَا نَظَرَتْهُ خَرَّتْ لَهُ وَصَرَخَتْ قَائِلَةً:”إِنَّكَ أَنْتَ ابْنُ اللهِ!”. وَأَوْصَاهُمْ كَثِيرًا أَنْ لاَ يُظْهِرُوهُ.” (مر ٣ : ١ – ١٢).
6- مُعثِر: نقرأ هنا عمن تكلم عنهم السيد المسيح الذين كانوا سببًا في العثرة: “حِينَئِذٍ خَاطَبَ يَسُوعُ الْجُمُوعَ وَتَلاَمِيذَهُ قَائِلاً:”عَلَى كُرْسِيِّ مُوسَى جَلَسَ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ، فَكُلُّ مَا قَالُوا لَكُمْ أَنْ تَحْفَظُوهُ فَاحْفَظُوهُ وَافْعَلُوهُ، وَلكِنْ حَسَبَ أَعْمَالِهِمْ لاَ تَعْمَلُوا، لأَنَّهُمْ يَقُولُونَ وَلاَ يَفْعَلُونَ. فَإِنَّهُمْ يَحْزِمُونَ أَحْمَالاً ثَقِيلَةً عَسِرَةَ الْحَمْلِ وَيَضَعُونَهَا عَلَى أَكْتَافِ النَّاسِ، وَهُمْ لاَ يُرِيدُونَ أَنْ يُحَرِّكُوهَا بِإِصْبِعِهِمْ، وَكُلَّ أَعْمَالِهِمْ يَعْمَلُونَهَا لِكَيْ تَنْظُرَهُمُ النَّاسُ” (مت ٢٣ : ١ – ٥).
وأخيراً، تحية تقدير لصاحب القداسة البابا تواضروس الثاني بابا وبطريرك الكرازة المرقسية. على هذه المحاضرة أو الكلمة الطيبة كما وصفه الكتاب المقدس قائلاً: “اَلإِنْسَانُ الصَّالِحُ مِنْ كَنْزِ قَلْبِهِ الصَّالِحِ يُخْرِجُ الصَّلاَحَ، وَالإِنْسَانُ الشِّرِّيرُ مِنْ كَنْزِ قَلْبِهِ الشِّرِّيرِ يُخْرِجُ الشَّرَّ. فَإِنَّهُ مِنْ فَضْلَةِ الْقَلْبِ يَتَكَلَّمُ فَمُهُ.” (لو 6: 45) بالحق قداستك لقد تناولت بهذه الكلمات مفهوم الخدمة داخل كنيستنا القبطية الأرثوذكسية والفرق بين خادم السبت وخادم الإنسان.
ولقد نشر كاتب هذه السطور قبل أيام قليلة من إنعقاد المجمع المقدس مقالتان من أجل أن نفرق بين الراعي الصالح والأمين على رعيته وقد أعلَمَنا المسيح بأنه، باعتباره الراعي الصالح، له خراف أُخَر ليست من هذه الحظيرة، وهو سوف يأتي بها إليها، واضعاً هذا الهدف من ذلك لـ « “وَلِي خِرَافٌ أُخَرُ لَيْسَتْ مِنْ هذِهِ الْحَظِيرَةِ، يَنْبَغِي أَنْ آتِيَ بِتِلْكَ أَيْضًا فَتَسْمَعُ صَوْتِي، وَتَكُونُ رَعِيَّةٌ وَاحِدَةٌ وَرَاعٍ وَاحِدٌ.” (يو 10: 16)» (يو10: 16)، هذه الرعية ستكون واحدة بعد أن كانت مشتتة (يهوداً وأمماً وسكيثيين وبرابرة… إلخ)، وأنه سيكون راعيها الأوحد. وهناك الرَّعِاة المنحرفون فيقول الرب عنهم في سفر إرميا النبي “«وَيْلٌ لِلرُّعَاةِ الَّذِينَ يُهْلِكُونَ وَيُبَدِّدُونَ غَنَمَ رَعِيَّتِي، يَقُولُ الرَّبُّ. لِذلِكَ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ عَنِ الرُّعَاةِ الَّذِينَ يَرْعَوْنَ شَعْبِي: أَنْتُمْ بَدَّدْتُمْ غَنَمِي وَطَرَدْتُمُوهَا وَلَمْ تَتَعَهَّدُوهَا. هأَنَذَا أُعَاقِبُكُمْ عَلَى شَرِّ أَعْمَالِكُمْ، يَقُولُ الرَّبُّ. وَأَنَا أَجْمَعُ بَقِيَّةَ غَنَمِي مِنْ جَمِيعِ الأَرَاضِي الَّتِي طَرَدْتُهَا إِلَيْهَا، وَأَرُدُّهَا إِلَى مَرَابِضِهَا فَتُثْمِرُ وَتَكْثُرُ.وَأُقِيمُ عَلَيْهَا رُعَاةً يَرْعَوْنَهَا فَلاَ تَخَافُ بَعْدُ وَلاَ تَرْتَعِدُ وَلاَ تُفْقَدُ، يَقُولُ الرَّبُّ.” (إر 23: 1-4 ). وأيضًا “كَانَ شَعْبِي خِرَافًا ضَالَّةً، قَدْ أَضَلَّتْهُمْ رُعَاتُهُمْ.عَلَى الْجِبَالِ أَتَاهُوهُمْ. سَارُوا مِنْ جَبَل إِلَى أَكَمَةٍ. نَسُوا مَرْبَضَهُمْ.” (إر 50: 6).
وهكذا نجد بعض نماذج لهؤلاء الرعاة المنحرفون في مكان وكل زمان وكل مجتمع أي كان وجوده في الشرق أو الغرب رعاة يكذبون وينافقون وربما يتركز نشاطهم على جمع المعلومات والأموال من جهات متفرقة أو أشخاص من أجل التضليل والنفاق ونسوا أن حياة الإنسان على الأرض مثل البخار “أَنْتُمُ الَّذِينَ لاَ تَعْرِفُونَ أَمْرَ الْغَدِ! لأَنَّهُ مَا هِيَ حَيَاتُكُمْ؟ إِنَّهَا بُخَارٌ، يَظْهَرُ قَلِيلًا ثُمَّ يَضْمَحِلُّ.” (يع 4: 14). وأيَضا نسوا أن كتب التاريخ سوف تسجل أعمالهم المشينة كما وصف أحد الشعراء قائلاً:
بين الولادةِ والمماتِ حكايةٌ
لك يا ابن آدم أنت من ترويها
فاكتُب بفعلِ الخيرِ كل فُصولها
فجميعُ فعلكَ سوف يُسطر فيها
وخِتامُ كُل حكايةٍ مهما تكُن
موتٌ سيأتي بغتةً يُنهيها
وربما يتسببون هؤلاء في تدمير العديد من الأسر بل والمجتمع لأنهم نموذج للرعاة المنحرفون لأنهم تركوا خدمتهم وباعوا ضمائرهم من أجل منصب أو رتبة أو مكانة معينة أو حفنة من النقود إلى حد ما؛ وقد وصفهم أحد الشعراء قائلاً:
حُثالةُ النَّاس مَـنْ باعـوا ضَمـائِـرَهم
هم كالذِّئابِ ولكنْ شَــــــكلُهُم بَشَرُ
وأَسْـــــوأُ الــخلقِ قوم لا خَلَاق لهم
ومـن إذا فعلوا شَــيْنًا بــه افـتـخَرُوا
أَحْقِرْ بـمن قد جَنَوا بالغشِّ ثَروَتَهُم
فَكَمْ قُلـوبٍ بـهذا الغـشِّ قد كَسَرُوا
لذا فإن السؤال الذي يتعين علينا أن نطرحه على صاحب القداسة الآن هو: هل تسطيع الكنيسة الفرز بين خادم الإنسان والسبت؟ وإذا كان ذلك كذلك هل يمكن الإصلاح داخل كنيستنا القبطية الأرثوذكسية؟. وماذا يحدث إذا ضرب الشيطان راعياً بشهوات العالم وبإهماله للرعية؟ يقول الكتاب في ذلك” يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ. اِضْرِبِ الرَّاعِيَ فَتَتَشَتَّتَ الْغَنَمُ، وَأَرُدُّ يَدِي عَلَى الصِّغَارِ.” (زك 13: 7) وأيضًا “حِينَئِذٍ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: « لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنِّي أَضْرِبُ الرَّاعِيَ فَتَتَبَدَّدُ خِرَافُ الرَّعِيَّةِ.” (مت 26: 31). وإذا تشتت الرعية، فكم تكون عقوبة الراعي؟!
لقد إلقى قداسة البابا تواضروس الثاني اليوم 4 مارس 2021 علينا درسًا قيم للتعليم والإصلاح والرجوع “فَقُلْ لَهُمْ: هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: ارْجِعُوا إِلَيَّ، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ، فَأَرْجِعَ إِلَيْكُمْ، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ.” (زك 1: 3) لمن له أذنان للسمع، فليسمع!!
فليحفظ الرب شعبه وكنيسته وليحطم قوة المعاندين والحاقدين وأصحاب الضمائر المنعدمة بشفاعة ذات الشفاعات معدن الطهر والجود والبركات سيدتنا كلنا وفخر جنسنا العذراء البتول الزكية مريم،. وبصلوات صاحب القداسة البابا تواضروس الثاني والرب يسنده ويقويه ويعينه على هذا الإرث الثقيل وهذه الأمانة نتمنى لكنيستنا القبطية الأرثوذكسية كل الهدوء والسكينة؛ ولمصرنا الحبيبة كل الخير والسلام! وللحديث بقية.
وكأنك تحكي قصه واقعيه حدثت فعليا .
حيث كان هناك خدام السبت فعليا في كنيسه يخدمون بكل قوه سبتهم ،
وتجردو من كل تعليم ومحبه حتي وصل بهم الامر لتحويل بيت الله الي مغاره لصوص فعليا باستحواذهم علي الكنيسه وتحويلها من دور عباده الي ملهي ليلي وقاعه تأجير حفلات لمن يدفع اكثر ، وسلب عطائات الشعب وتبرعاتهم .
ولحماية مصالحهم حولوا الكنيسه لدار استخباراتيه فقامو بوضع اجهزه تجسس وتسجيل محادثات الرعاه مع الرعيه لاذلال الرعيه وابتذاذهم من خلال كشف اعترافاتهم التي قامو بتسجيلها بواسطه اجهزه التجسس التي اقاموها في بيت الرب .
انها قصه واقعيه ابطالها خادمين و كاتب المقال هو ثالثهم فيصبحون الاخوه ثلاثي خدام سبتهم .
وبعد كشف أفعالهم الدنيئة تم طردهم ومن محبه الرعاه لهم لم تؤخذ ضدهم اجرأت قانونية او حتي كنسية لاعطائهم فرصه الرجوع وللاسف فبدلا ان يفهمو ذلك تطاولوا بتقديم شكاوي كيديه وتغيير الحقائق فهم بارعون جدا في التنمر والتنكر ولبس شكل الحمل الوديع وفي باطنهم ذئاب خاطفه .
الحق اقول لكم ، ويلا لكم يوم سؤال الرب .