الإثنين , ديسمبر 23 2024
مختار محمود

حكومة لا تعرف المجاملة..

مختار محمود

يوافق الأول من شهر مارس كل عام، اليوم العالمي للمجاملة. بدأ الاحتفال بهذا اليوم في هولندا بناء على مبادرة من “هانز بورتفليت” قبل عشرين عامًا بالتمام والكمال.

ولأنَّ الفكرة وجيهة ومتميزة، فقد امتدت إلى دول أوروبية متقدمة تعظيم قيم الإنسانية مثل: النرويج وبلجيكا.

ابتكر الهولندي “هانز بورتفليت” فكرة هذا اليوم كوسيلة لنشر السعادة ورفع الروح المعنوية.

بعض دول العالم أنشأت وزارات لإسعاد مواطنيها ورفع روحهم المعنوية والتخفيف عنهم! ولن يكون من المبالغة أو المزايدة إذا قلنا: إن كثيرًا من الوصايا القرآنية والنبوية تتحدث عن ضرورة بذل المعروف ومعاملة الناس “كل الناس” بالحُسنى، والتبسُّم في وجوههم، فما أروع النص القرآني: “وقولوا للناس حُسنًا”، وما أعظم الهَدي النبوي: “تبسُّمك في وجه أخيك صدقة”، وتشبهه وصية أخرى مدهشة: “لا تَحقِرَنَّ مِنَ المعروف شَيئًا، ولو أنْ تلقَى أخاكَ بوجه طليق”.

ولأنَّ الشيء بالشىء يُذكر.. فإنَّ المصريين صاروا من أكثر الشعوب الذين يفتقدون إلى مجاملة حكوماتهم: رئيسًا ووزراءَ ومسؤولين وعلماء دين. حكومة الدكتور مصطفى مدبولي تُناصب شعبها العداء والكراهية، فلا هي تحنو ولا “تطبطب” ولا “تدلع”.

يبدو أن وزير الأوقاف وأشباله أفتوا بأنَّ “حنان” الحكومة على شعبها من الكبائر، وأن “الطبطبة” عليه من الآثام التي لا تُغتفر! تواصل الحكومة يومًا وراء يوم، جَلد شعبها بأدوات ووسائل جباية لا تنتهي ولا تتوقف، وتتضاعف تلك الأدوات والوسائل مع المُعدمين والفقراء والغلابة والمطحونين، لا ترحمهم ولا تشفق عليهم, وتطلق مسؤوليها وممثليها عليهم ليكيدوا لهم كيدًا يُشبه “كيد النسا”.

الحكومة لم تعد جزءًا من الشعب، ولكنها صارت خِصمًا عنيدًا وعدوًا لدودًا! ليتَ الحكومة تتوقف عن شططها، وتحاسب نفسها، وتُعمل عقلها إنْ كان لديها بقايا عقل، وتتخلى عن مستشاري السوء، ولا تتعامل مع الشعب باعتباره مصدر الدخل الوحيد والأساسي لها، ولا يجب عليه أن يحتج أو يعترض، وإن احتج أو اعترض وجد من يسخر منه ويستهزئ به من ذوي الكرافتات الشيك والبدل الفرنسية! في زمن حكومة مصطفى مدبولي..لا يحلم المصريون سوى بالستر والاستقرار والهدوء وراحة البال، هذا الحلم صار بعيد المنال، لا يريد المصريون أن يستيقظوا كل صباح على ضريبة جديدة، ولا يناموا كل مساء على تصريح سخيف، ولا تضطرب قلوبهم أثناء النهار، خوفًا من مُلاحقة شُرطية أو قضائية..فمتى تفكر الحكومة في مجاملة مواطنيها والتعامل معهم باحترام وتقدير؟

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.