يقول ابن خلدون فى وصفه أهل مصر ” انهم يميلون إلى الفرح والمرح خفة الظل وذو طبيعة متدينة ولهم قدرة هائلة على التحمل والصبر ولا يميل إلى المواجهة والتغيير بل ينتظر الزمن أو القدر ليغير ما هو فيه وإلى أن يحدث ذلك يقوم بتكييف نفسه وضبط أحتياجاته وهم أيضاً أهل نكته يستعينون بها كتنفيث عن مصاعبهم
فى حين المقريزي ذكر عكس ما ذكره أبن خلدون إذ وصف أهل مصر ” بأنهم يغلب عليهم الدعة والجبن والقنوط والشح وقلة الصبر وسرعة الخوف والحسد والنميمة والكذب وذم الناس بالجملة كما يغلب عليهم الشر ودناءة النفس والطبع ولأجل ذلك لم يسكنها الأسد ٠٠ الخ فى حين الجبرتى قال واصفاً أهل مصر قائلاً ” فيهم من مكارم الأخلاق ما لا يوجد فى غيرهم رغم أنهم مختلفين المزاج ومنحرفى القلوب ٠٠ الخ ”
وقد أظهرت ثورة الخامس والعشرون من يناير المعدن الحقيقى للشعب المصري من نبل الهدف وقوة التماسك والتوحد رغم الاختلاف حتى انها كانت حديث العالم بأكمله وأن تبلورت بعض السمات التى غيرت فى طبيعة الشخصية المصرية نتيجة لتغيرات أجتماعية وأقتصادية وسياسية ودينية وخاصة بعد ثورة ٢٣ من يوليو والأنفتاح سداح مداح الذي أدي إلى ظهور الطبقة البرجوازية الأنتهازية التى شعارها الغاية تبرر الوسيلة ومع تضخم أموال تلك الطبقة والتفاوت الطبقى الرهيب فى تلك الحقبة بالأضافة تقربهم لأصحاب السلطة والقرار فى ذلك الوقت وذلك لتحقيق مصالحهم الشخصية مما جعل القانون فى أجازة ومن يلجأ إليه هم الضعفاء والسخفاء وكان المجتمع أيضاً يتنصل منهم فظهرت البلطجة وقانونها الخاص حيث الغاية تبرر وسيلتهم وهذه التحولات النوعية فى الشخصية المصرية بدلت معظم المفاهيم والقيم لدي معظم المصريين فصار الكذب نوع من انواع الذكاء للتحايل والهروب من المسئولية وتحول العدل والطيبة ومن يلجأ إليهما هو شخص غبي وغير مرغوب فيه أما ظاهرة التملق فحدث ولا حرج حتى أن من يفعلون التملق لا يحتقرون انفسهم ولا يهمهم أحتفار الناس طبقا لقانونه الغاية تبرر الوسيلة وصا من يفعل التملق والنفاق هو الذكى والعبقري فأختلت معايير السمات الشخصية فى الحكم على البشر وهنا يجب أن ندق ناقوس الخطر ولما كان نقد الذات وتدارك العلل هو الطريق إلى التعافى والتقدم فلنبحث عن طرق تنشئتنا الأجتماعية والتربوية والتعليمية وغيرها ٠٠ الخ حفظنا الله من كل نقص وعيب ٠