الأديب والكاتب /مدحت ثروت
ولدت الجودة من رحم القدم، لا تتعجبوا، فلنتابع التاريخ، حين كانت آلة التصوير القديمة تلتقط الصورة كنت ننتظر
حتى ينتهي ” الفيلم” كله ونطبعه كاملا لنتأكد سلامة الصورة وجودتها وصلاحيتها أما اليوم فقد عكفت التكنولوجيا الحديثة على طرح بدائل كثيرة لتحرير الصور بعد تعديلها او حذفها تماما إن كانت دون المستوى او اقل جودة او اقل دقة، ثم بات يسيرا ان نلتقط عشرات الصور كي نصل إلى انسب لقطة او كما نريد فما الخطأ او العيب في هذا؟ إن هي إلا استخدام لمعطيات المدنية الحديثة…
ليس عيبا لكن في الحالة الأولى نجد فرصة واحدة للإبداع إما ان نبدع او نبعد..
لذا وجب علينا التدقيق فيما نحن سائرون صوبه وإلا ضاعت الفرصة وفشل العمل وخسرنا خسارة مادية ومعنوية، اما اليوم فيمكننا الإتلاف بمنتهى الدقة إذ نستطيع تصحيح ما أخطأنا فيه ومعالجة التلف وتعويض القصور، فما تعلمنا التدقيق بل رحنا نلهو بمعطيات عظيمة لنخرج اجيالا هشة لم تتعود على العمل الجاد بل اللهو إلى أن يصلوا إلى ما يريدون، فلا هم أصحاب قرار ولا أصحاب رأي ولا أصحاب بصيرة ولا أصحاب وجهات نظر ولا قرارات صائبة، بل كلها معالجات لفشل سابق كالتصوير بكاميرا “ديجيتال” وحذف ما يعيب من صور والابقاء على الجيد، فاين ومتى يتعلم جيل قادم حياة التدقيق والالتزام والتقدير الجيد والتفكير المتعقل لاتخاذ قرار سليم؟
ثم كيف ونحن جيل القدم لم نتمركز في قاع التفكير، بل امتزجنا بمعطيات الحداثة ونواتج التقدم ونهجنا نهج المواكبة مع الاحتفاظ بالإرث الثقافي والديني والحضاري؟
هل الفكرة في كاميرا القدم أم عقول التكنولوجيا؟!
الوسومكلاكيت أول مرة مدحت ثروت
شاهد أيضاً
المحاكمات (التأديبات) الكنسية … منظور ارثوذكسى
كمال زاخرالخميس 19 ديسمبر 2024 البيان الذى القاه ابينا الأسقف الأنبا ميخائيل اسقف حلوان بشأن …