الصحفى خالد محمود
رحل عن دنيانا الفانية المفكر الكبير طارق البشري . كان البشري هو مفكر كل القوى الوطنية ايا ما كان صعوده وهبوطه فهو ابن ليبرالية الوفد وعدالة واجتماعية اليسار وافق التحرر الوطني الناصري والسعى لمظلة الجذور الدينية عند الاسلام السياسي وهو ابن الصراع بين كل هذه الروافد في افق غير صحي لم يكن يؤدي الا لضياع البوصلة عند الجميع .
اجتهد البشري واصاب واخطأ ، وربما راي البعض انه اسرف في الخطأ الى حد الكارثة ، لكنه فعل ذلك بتصور وايمان الراغب في تغيير افضل .
كان البشري ابن اليسار الشرعي ، الابن الذي تركه باجتهاد فكري بتصور ان “الاسلام الحضاري ” هو الاقرب لمنافحة الامبريالية والاقرب لوجدان اللحظة ، ولم يغادر لا طمعا في منصب او جاه، فيم بقي اخرون كثيرون في يسار اقرب لمكاتب امامية ثقافية لدكاكين امبريالية يرددون رطانة هم يدركون انها واقفون عندها كشكل. بالنسبة لي يظل طارق البشري يمثل جميلا شخصيا لي حيث كان كتاب “الديمقراطية والناصرية” اول كتاب سياسي عن الحالة المصرية قراته في حياتي وأنا بالثانوية ، وكان الكتاب الذي الف فيه اعداد جريدة “الانتفاض” الثورية ، وكان فاتحة بالنسبة لي ليس فقط علي كتاباته وانما على كتب الحركة الوطنية المصريه وتاريخ مصر الاجتماعي والسياسي .
رحم الله البشري -وغفر له ومنحنا القدرة على الاحتفاء بقيمته ، بقراءة افكاره حتى ولو نقدا وانتقادا و فهما وتفهما لسير الانطلاق والتحول .