كريم كمال
جنازة النائب والسياسي والقيادي العمالي البدري فرغلي درس لكل سياسي وبرلماني بل لكل من يعمل في العمل العام حيث خرج الآلاف من الشعب المصري من ابناء محافظة بورسعيد مسقط راس الراحل الكبير وابناء المحافظات الاخري لتشيع البدري فرغلي الي مثوه الاخير .
وقد يكون من النادر ان نجد الآلاف المواطنين في جنازة سياسي ليس في عائلتة من يحتل موقع سياسي وليس هناك مصلحة معة بعد الان الا الحب الذي استطاع الرجل زرعة في قلوب ابناء مصر كلها وليس بور سعيد فقط حيث نضال من اجل حقوق العمال منذ شبابة ودخل البرلمان كنائب معارض ممثل حزب التجمع الوطني التقدمي الوحداوي الذي شارك في تأسيسه مع الراحل الزعيم خالد محي الدين ونخبة من اليسار المصري.
في البرلمان كان البدري فرغلي صوت من ليس لة صوت حيث دافع عن قضايا العمال ومحدودي الدخل وقد تحدث بنفسة عن الضغوطات التي تعرض لها خلال فترة تواجده تحت قبة البرلمان الذي دخله عام 1990 وقال مرة وزير شهير قالي أنا مستعد أنقلك من عمال لفئات، قولته ليه هو حضرتك سيدنا سليمان، هتنقلني من عمال لرجل أعمال، قالي أنت غاوي فقر يعني وتابع رديت على الوزير وقولته لا أنا ربنا خلقني كده، وهاموت كده، قولته الفقر ده صديق … لا متغلطش فيه ده ملازمني من ساعة ما جيت للدنيا.
وبعد ان ترك العمل البرلماني بمحض ارادتة حيث انه يتمتع بشعبة جارفة بين ابناء بورسعيد ليتفرغ لقضية اصحاب المعاشات الذي ناضل من اجل حقوقهم ويقول حول هذا الملف ” قضية المعاشات هي قضيتي وهي قضية 9 مليون مصري”، وكانت نصحتني والدتي ” لو كنت هتتكلم أوعاك تسرق، وإن كنت هتسرق متتكلمتش.
عاش فقير رغم العمل الحزبي والسياسي والبرلماني والنقابي الذي كان يستطيع تربح الملايين منة ولكن كان اختيارة ربح قلوب البسطاء.
ولكن هل يتعلم الساسة من نواب وقادة احزاب الدرس وهل كل من شاهد الجنازة الأسطورية التي لم يشارك فيها مسؤل ولكن تحولت الي جنازة شعبية لم نشاهد مثلها لاي سياسي الا قلة قليلة جدا.
كان معارض ولكن معارض يعمل من اجل مصلحة وطنة ويرفض اي تدخل في شؤون الوطن من اي جهة خارجية … كان معارض ولكن ساهم في بناء الوطن اكثر بكثير من مناصرين وأغلبية قد لا تستطيع المساهمة في بناء الوطن مثلة … كان معارض ولكن حظي باحترام الأغلبية والمعارضة طول عملة السياسي والحزبي والبرلماني الذي امتد لحوالي نصف قرن من الزمان تقريبا لان كان نظيف اليد وعفيف اللسان وقوي في الحق وصوت لمن ليس لة صوت.
لو ١٠٪ فقط من ممارسي العمل السياسي والحزبي والبرلماني خلال الخمسة عقود السابقة نسخة من البدري فرغلي لتغير حال البلد وأصبحت مصر الان في صفوف الدول المتقدمة.
رحم الله النائب والسياسي والبرلماني والقيادي العمالي ونصير الفقراء وحبيب اصحاب المعاشات الذي سوف يظل ساكن في قلب كل مصري البدري فرغلي ابن المدينة الباسلة بورسعيد.