أمل فرج
نشعر جميعا بمجرد سماع خبر انتحار أي شخص يشعر الجميع بالضيق ونتسأل ما هي الأسباب التي دفعت المنتحر لإنهاء حياته.. واحيانًا تكون الإجابات مقنعة بعض الشئ سواء كانت بسبب اليأس أو عدم الإيمان أو المرض النفسي ، ولكن أحيانًا تقص علينا أسباب لا يمكن للعقل أن يصدقها، ولا العلم يمكنه تفسيرها.
وبين المنطق واللا منطق بحثنا عن مواقف تربط بين الواقع المعلوم والغيب المجهول، فوجدنا أقرب طريق للوصول إلى ذلك هو آخر ما يربط الإنسان بالحياة وآخر مكان يمكن أن يرقد فيه البعض قبل أن يواريهم التراب وهو «مشرحة زينهم»
ذلك المكان الذي يحاوطه أسوار عالية صعب اجتيازها إلا من مدخل محدد، ويغلق أبوابه على الكثير من الحكايات الغريبة، والمؤلمة في ذات الوقت؛ حيث يروي الدكتور محمد الشيخ بعض الحكايات التي كتبها في كتابه “للجث رأي أخر”، والذي يراها البعض أسطورية وغير منطقية ولكنها حدثت بالفعل داخل المشرحة،وتعرضها.
انتحار بأمر الجان
«وصلت إشارة إلى مشرحة زينهم بوصول جثة رجل في الخامسة والأربعون من العمر مات خنقًا باستخدام سلك تليفون، وقالت التحريات: إن المتوفي كان يعاني من حالة نفسية ويدعي وجود ملك جن يعيش داخله يعيش داخله ويحدثه ويوجه له الأوامر ويعاقبه إذا لم ينقذها، وفي أخر يوم قال لأحد أفراد أسرته: إن الملك أمره بالانتحار وأنه سينفذ الأمر ثم وجدوه ليلًا في غرفة من غرف المنزل خنق نفسه بسلك تليفون، عن طريق لفه حول رقبته وربطه ثم قام بوضع عصا خشبية بين السلك والجلد ولفها حتى اختنق، وهي طريقة شائعة في الانتحار بدول الغرب الإفريقي».
ذهول طبيب التشريح و مساعده
استلم طبيب التشريح ومساعده الجثة، وبدأ تسجيل ملاحظاته عليها قائلًا: «الجثة لرجل في متوسط القامة والبنية يرتدي بنطالا رصاصي اللون، وتيشيرت رصاصي بنقوش سوداء، وملابس داخلية زرقاء وجميع ملابسه خالية من القطوع والتمزقات والتلوثات المشتبهة، وله لحية صغيرة قصيرة بمنطقة الذقن فقط، كما تبين حزًا بالعنق بعرض نصف سنتيمتر، وطول كلي حوالي 42سم، بوضعية مائلة محيط بالعنق بشكل كامل عدا جزء بأقصى اليسار» .
ازال المساعد ملابس الجثة وبدأ طبيب التشريح عمله وبمجرد لمس المشرط رقبة الجثة حدث شئ غريب جدا، فجأة تشنجت كل عضلات الجثة… لدرجة ان الطبيب شك بانه ما زال حي، فكشف عن النبض تأكد انه متوفي، وما زالت عضلاته متشنجة، وبمجرد اعادة محاولته للتشريح ولمس المشرط جثمان المتوفي، فوجئ بأعين الجثة تفتح…
طبيب التشريح يتأكد من قتل الجن للمنتحر
وهنا تذكر الطبيب ما قاله المنتحر لقريبه قبل موته، بأن الجن أمره بالانتحار، فتأكد أن ما يحدث للجثة مرتبط بالجن والسحر، فاستكمل مهمته وبدأ عملية التشريح بفتح من اسفل الذقن لأخر منطقة الحوض، ولكن بمجرد وصول المشرط لنصف البطن حدث موقف لن ينساه الطبيب… فعضلات البطن بدأت تتشنج بشده وتنقبض وتنبسط بشكل غريب جدا، وفجأة شاهد يمين البطن ينبض وكأن هناك قلب تحته وينتفخ مثل البالون، وفي لحظة انفجر واحدث فتح في الجلد حوال سم ولكنه اخرج الكثير من الدماء التي اغرقت وجه المساعد وملابسه .
طبيب التشريح يضطر لكتابة تقرير الوفاة بالانتحار
فهم الطبيب أن كل ما يحدث هو إشارات من عالم أخر تحاول منعه من استكمال التشريح، فقد تعرض لمثل هذه المواقف بأشكال أخرى كثيرًا، فاستعاد شجاعته واستكمل عمله، الذي تأكد خلاله أن الموت بسبب انسداد المجاري التنفسية العلوية، وبفحص المعدة وجد الطبيب شئ غريب عبارة عن “كتلة من نسيج متعفن أسود اللون قذر الرائحة غير واضح المعالم وبداخله خيوط رفيعة جداً تشبه خيوط الحياطة سوداء اللون وكانت ملتصقة بجدار المعدة، والفحص الباثولوجي لم يتمكن من تحديد طبيعة هذا الشئ، لكن طبيب التشريح أكد انه كان يعلم من قبل الفحص الباثولوجي ان هذا الشئ هو “سحر مأكول”، تناوله المتوفي دون علمه بالتأكيد وهو السبب في كل ما حدث له ..ولكن في النهاية لابد أن يكون التقرير علمي ومنطقي ويستند على أسانيد علمية ليقرر أن المتوفي منتحر شنقًا…ولكنه كان يعلم أنه بأمر الجان ..