نازك شوقى
ضغوط الحياة ومشاكلها قد تشعر البعض بالحزن أو الاكتئاب ولكن لا يستطيعون التعبير عما بداخلهم أو يصفون شعورهم للآخرين أو يحددون ما هو بالضبط، وهذا يزيد من حزنهم، فما الذي يجعلهم عاجزين عن التعبير؟
يقول راجيش ساجار، أستاذ الطب النفسي في معهد “أوول إنديا” الهندي للعلوم الطبية، إن فقدان القدرة على التعبير وتحديد المشاعر، ناتجًا عن الإصابة بحالة عصبية بيولوجية تعرف طبيًا باسم “اليكسيثيميا”.
وأضاف أن المصابين بهذا المرض لا يستطيعون التمييز بين الخوف والذنب والرهبة، والمشاعر الأخرى التي يمر بها الإنسان في الحياة، حسبما ذكرت صحيفة “هندوستان تايمز” الهندية.
وأوضح سرينيفاس راجكومار، استشاري الطب النفسي الهندي، أن الشخص حينما يتعرض للصدمة وتتسبب في إصابته بالاكتئاب والقلق أو اضطراب ما بعد الصدمة، قد تتدهور حالته الصحية ويصل إلى الإصابة بمرض “اليكسيثيميا”.
وذكر أن المرضى المصابين بـ”اليكسيثيميا”، يدخلون في حالة من العزلة لأنهم يجدون أنفسهم غير قادرين على التعبير أو التحدث بشكل طبيعي، فيفضلون عدم الاختلاط بأحد، دون معرفة أن فعل ذلك خاطئ ويزيد من تدهور حالتهم الصحية.
وقالت فاندانا شودري، أخصائية علم النفس السريري، إن الأطباء يستخدمون حيلة الكتابة لمساعدة المرضى على تخطي هذه المرحلة الصعبة من حياتهم، مضيفة أنه يتم تشجيعهم على كتابة أي شئ يشعرون به، ومع الوقت يستطيعون التعبير عن أنفسهم بالتحدث، لكن يجب دعمهم نفسيًا طوال الوقت سواء من قبل الطبيب المعالج أو الأسرة.
وأوضحت أن من العلاجات الأخرى التي أصبحت تستخدم مع مرضى “اليكسيثيميا”، هي الرقص التعبيري الذي من خلاله يستطيع المريض التعبير عما بداخله بحركات معينة، مما يساعده في التعرف على مشاعره والتعبير عنها مع الوقت، مشيرة إلى أنه عادةً ما يحتاج المريض إلى 6 أشهر لتتحسن طريقة إدراكه للمشاعر التي يمر بها