د.ماجد عزت إسرائيل
المُسْتَنِير القمص تادرس يعقوب ملطي كان اسمه العلماني”فايز يعقوب ملطي” وقد ولد فى (16 مارس 1937م) من أبوين مسيحيين قديسين، وكان يخدم في كنيسة السيدة العذراء بمحرم بك في مدينة الإسكندرية وبالتحديد في أسرة القديس الأنبا مقار.
وبعد أن انتهي من دراسته عمل باحدى البنوك.
وتزامن في فترة خدمته بالكنيسة في عهد المتنيح القمص بيشوي كامل( 6 ديسمبر1931- 21 مارس1979م).
وبتشجيع من القمص بيشوي كامل سيم كاهناً في 25 نوفمبر 1962 م.
وبدأ خدمته في كنيسة مارجرجس بسبورتنج بمدينة الإسكندرية.
ومن الجدير بالذكر أن القمص ملطي كان من ضمن مَنْ تعرَّضوا للاعتقال من خلال قرارات سيادة الرئيس الراحل محمد أنور السادات (1970-1981م) وهذه القرارات التي صدرت في (سبتمبر1981 م) .
وبعد حادثة المنصة الشهيرة في (6 أكتوبر 1981م) وهي التي انتهت باغتيال السادات
على يد جماعة الإخوان المسلمين.
تم الأفراج كل كل المعتقلين من العلمانين ورجال الدين المسيحي وكان من بينهم
القمص ملطي الذي كان سجنة بالمرج.
وبعد خروجه من السجن مارس الخدمة الكنسية بمدينة الإسكندرية.
ومن الجدير بالملاحظة يقوم بالسفر خارج مصر من آن لآخر من أجل الخدمة
وكان من أول تلك السفريات السفر إلى ملبورن بأستراليا في(24فبراير1975م )
وأيضًا بالولايات المتحدة الأمريكية.
واشتهر المُسْتَنِير شيخ الكهنة الأقباط القمص تادرس يعقوب ملطي
بموهبة الوعظ، وأيضًا البحث والدراسة والتأليف والترجمة للعديد من الإصدارات
والتي نشرها ورقياً وإلكترونياً وله العديد من الكتب التي تتناول قيمة وأهمية الحفاظ على اللغة القبطية
والألحان القبطية.
بالإضافة إلى العديد من الوعظات المسجلة سواء عبر الشرائط الكاست أو اليوتيوب أو الفضائيات القبطية.
فشيخ الكهنة الأقباط تم رسامته في حبرية البابا كيرلس السادس
رجل الصلاة (1959-1971م)، وذاع صيته وشهرته في عهد المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث
(1971-2012م).
وفي حبرية صاحب القداسة البابا تواضروس الثاني – أطال الله عمره سنين عدة وأزمنة سالمية- الذي
استقبله قداسته بالمقر البابوي بالأسكندرية مما يؤكد على مكانة أبونا القمص تادرس يعقوب
في كنيستنا القبطية الأرثوذكسية.
ومما لاشك فيه أن القمص المستنير تادرس يعقوب ملطي علامة بارزة
ومتميزة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
فقد بلغت سمعته درجة كبيرة بين دول العالم فربما في القريب سيكون موضوع دراسات
إكاديمة في مصر وخارجها ونموذجاً للكاهن القطبي الإرثوذكسي المثالي.
فالكاهن في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
هو مَنْ أرتقى إلى درجة الكهنوت، ويقوم بالصلاة والخدمة من أجل الشعب
وهو رجل الله والدين الذي يتحمل القــداسة والطهارة في حياته، ولذا يعتبر كثيرون من الأقباط الكهنة
بأنهم خــدام الله، لأنهم يُلبّــُوا احـتياجات البشرية نذكر منها:
صلوات القداسات،وطـــقوس العــماد والزواج والجنازات، وممارسة الأسرار الكنيسية
وخاصة سر الأعتراف،وهناك العديد من الصفات الواجب تـوافرها فى الكاهن منها:
الأبـــوه – لأنه يلد الناس فى المعمودية ولاده روحية.
والرعاية،والخـــدمة والإفتــــقاد،وزيارة المرضى والمساجين
والكهــنة يقودون الشعب في الصلاة، ويعلمونه الفضائل المسيحية.
وللأسف الشديد اليوم يتعرض المُسْتَنِير القمص تادرس يعقوب ملطي
لهجوم شديد بسبب فيديو عبر حديثه للشمامسة خلال إحدى القداسات عن الألحان القبطية
وهذا لا يتعارض مع طقس الكنيسة القبطية تماما ولا يجب أن نتناقش في مضمونة خارج السياق
الذي قيل من أجله.
ولكن للأسف هناك من يستخدمون هذا الفيديو لخدمة مصالح شخصية.
وفي ذات الفيديو كان هدف أبونا المستنير اختيار الألحان القبطية والمناسبة والسهلة
التي يفهما عامة الشعب في الكنيسة.
ومن الجدير بالذكر أن الكنائس الأمريكية تصلي باللغة الإنجليزية باللإضافة للغة القبطية أو ترجمة
نص القدس عبر الشاشات المترجمة للغة الإنجليزية القبطية والعربية
وهكذا في ألمانيا اللغة الألمانية والقبطية والعربية، وأيضًا في فرنسا الصلاة باللغة الفرنسية
بالإضافة إلى والقبطية والعربية.
الهدف من الصلاة مع الله باللغة التي نفهمها نحن فالله يقبل صلاة الإنسان بإي لغة
وليس شرط إجادة اللغة القبطية أو الألحان القبطية ولكن ليس معنى ذلك التخلي
عن هويتنا القبطية الأرثوذكسية.
وأكيد دور الكنيسة القبطية الحفاظ على تراثها وألحانها وتقاليدها وطقوسها وتقويمها.
ياليتنا قبل أن نتحدث ونهاجم الأب المستنير القمص تادرس يعقوب ملطي
نتأمل وننظر إلى ما قدمه قدسه للكنيسة القبطية وشعبها.هنا لا أجد رد على هؤلاء
إلا أن اذكر ما ورد بالكتاب المقدس قائلاً: “لاَ تُجَاوِبِ الْجَاهِلَ حَسَبَ حَمَاقَتِهِ لِئَلاَّ تَعْدِلَهُ أَنْتَ.” (أم 26: 4)
وأيضًا “يَا مُرَائِي، أَخْرِجْ أَوَّلًا الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ، وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّدًا أَنْ تُخْرِجَ الْقَذَى مِنْ عَيْنِ أَخِيكَ!”(مت 7:5).
كل التحية والتقدير للأب المستنير تادرس يعقوب ملطي ونطلب من الله أن يمتعه بكل الصحة والعافية ويظل لنا نهر يتدفق ويجوب في كل جوانب كنيستنا القبطية.
ببركة السيدة العذراء والطفل يسوع المسيح وبصلوات صاحب القداسة البابا تواضروس الثاني بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.