أمل فرج
تفاصيل صادمة عن جرائم توصف بأنها بمثابة عقوق للآبناء مرتكبة من قبل آباء لا يملكون مشاعر رحمة وشفقة تجاه فلذة أكبادهم، ولعل آخرهم 4 حوادث طغت تفاصليها على الساحة الإعلامية والاجتماعية في وقت واحد.
وجاءت تلك الحوادث ما بين قتل طفلة تبلغ من العمر 14 عامًا شنقًا على يد والدها، بمحافظة الإسكندرية بينما أثناء محاولة اسكات أب لطفله، البالغ من العمر 3 سنوات بمدينة 6 أكتوبر، توفي بالحال نتيجة اصطدامه بالشعلة المجاورة للسرير.
وواجه شاب آخر اتهامات عدة على إثر تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لأب يقوم بتعرية طفلته في الشارع وسط صرخاتها، ومحاولات من حوله لإيقافه عن ذلك، وجاء بالمقطع تدخل بعض الأهالي لإنقاذ الطفلة التي عرفت إعلاميًا بـ«طفلة التعرية»، وقبلها بأيام واجه طفل أكبر سنًا عنف وصل به إلى الذبح على يد والده بالمنصورة التابعة لمحافظة الدقهلية.
وقالت آمنة نصير، أستاذة الفلسفة والعقيدة بجامعة الأزهر، أن من علامات يوم القيامة الصغرى غياب الرحمة من الآباء على آبنائهم، مضيفة أن ما نعيشه اليوم مأساة إنسانية لم تكن موجودة في الماضي، وهي من مستجدات العصر.
وتابعت أستاذة الفلسفة والعقيدة بجامعة الأزهر، أن الرسول صل الله عليه وسلم قال «كفاك إثما أن تضيع من تعول»، موضحة أنه لا يوجد جُرم بعد ذلك، وهذا ما ينطبق على هؤلاء الأشخاص الذين فقدوا إنسانيتهم.
أما عن عقوق الآبناء بشكل عام، يرى الشيخ عبدالحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الأسبق، أنه دائما ما نتحدث عن ولد أساء الأدب لوالده وليس العكس، لافتًا إلى أنه حينما يقال على شخص ابن حرام ليس معنى ذلك أن أمه سيئة الخلق كلا وإنما لا مانع أن يكون الأب قد تغدى أو تعشى من مال حرام، فالنطفة التى خلق منها هذا الطفل تخلقت من حرام.
وتابع رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الأسبق، أنه إذا أراد الأب ولده بارًا عليه ألا يطعمه حرام بأي حال من الأحوال، متابعا أن رجل جاء إلى سيدنا عبدالله بن مبارك، يشكو إليه عقوق ولده فقال له من أين تطعمه قال: «من كسب يميني وليس لي كسب ثواه، فتعجب.. فقال له: أدعوت عليه ، فرد أنه فعلت ذلك كثيرا، وهذا الدعاء ما أفسده».
وجاء رجل إلى سيدنا عمر بن الخطاب، يسأل ما حق الابن على أبيه، قال أمير المؤمنين أن يحسن اختيار أمه ويحسن اسمه ويعلمه القرآن الكريم، بحسب «الأطرش»، الذي لفت إلى أن حالات العقوق التي نراها من الأبناء أساسها الآباء، مؤكدًا: «من علامات الساعة أن تلد الأمة ربتها».