صفوت يوسف
الحياة مثل السهم اذا خرج لا يعود واذا اصاب الهدف قد تكون توابعه الموت .. وفي الحياة هناك من يطلقون السهام لاصابة قلوب البشر واصطياد احلامهم وهناك سهام مسمومة عنيفه تخترق الجسد بلا رحمة وتقتل بلا شفقة .. وعندما تجرب ان تسأل من حولك عن ” ايه رأيك في فلان او فلانه ؟ ” تجد الاجابة مطاطيه تعتمد علي شقين الاول هل الشخص علي علاقة بفلان او فلانة ومستوي العلاقة وقوتها فاذا كانت العلاقة ذات قوي تكون الاجابة نموذجيه ” زي الفل اجدع ست ارجل راجل احسن حد وهكذا نفتري في الوصف والمديح “اما اذا كانت العلاقة متوترة يتم امساك العصا من المنتصف وتكون الاجابه ” كويس او كويسة ومش بنحب نجيب سيرة حد وكله عند الله بس الراجل كويس والست كويسة ”
اما لو كانت العلاقة مشحونة وسيئة فيخرج كل ما لذ وطاب ” وهاتك تيت تيت تيت تيت للصبح “
وفي اغلب اوجة الحياة نعشق التوازنات التي تقودنا الي النفاق الفج والرخيص والوضيع احيانا وهو ما يدفع بنا الي انكار الحقيقة ومحوها والسطو عليها وربما ضربها بالملوتوف حتي لا نتوقف عنها لان الحقيقة وحقائق الناس اصبحت مشكله وعبء ولا احد يقول الحق ولا يهوي اعلان ما بداخله خوفا من خسارة الناس وخاصة لو هناك مصالح مشتركه او ارتباطات معينة او اتفاقات او اوضاع تتعلق بشراكة او بزنس او حتي في الصداقات ..
اذا فكرت يوما ان تجمع الناس في قاعة محكمه وتطلب منهم حلف اليمين والله العظيم لاقول الحق وان يسألهم القاضي عن اراءهم في بعض ثق تمام الثقه ان الكل سيحلف بالباطل ويقسم علي الباطل ولن يقول الحق ولا يذكر الحقيقة التي بداخله اتجاه من حوله الا ندرة وهي التي اعتادت ان تواجه وتخسر لانها في حالة مصالحة نفسيه وعقلية ولا تفكر في مبدأ الخسارة مهما كانت بسبب ان الحق والضمير وجهان لعملة واحدة ..
واذا فكرنا في تطبيق تجربة المحكمه هذه علي كل المحيطين بنا سيخرج لنا الشيخ حسني ” الفنان محمود عبد العزيز ” عندما فضح اهل الحارة بافعالهم في جلسة صراحة وهو لا يدرك ان الميكرفون مفتوح .او يطل علينا الفنان محمود المليجي في مشهدة الشهير من فيلم عودة الابن الضال انت يابنى خايف لاكسب القضية ! .. من الناحية دى اتطمن هخسرها ، 99 % هخسرها .. وهيحكموا عليك وهيكون حكم قاسى اوى .. والمرة المليون هيقولوا عليا محامى حمار ، هنعمل ايه قسمتنا كده ! .. حمار بيترافع عن حمار –
طب اا .. مانت عارف انك هتخسرها جاى ليه !؟
– تنفيسة .. تنفيسة ليا ولك ، كلمة حلوة نقولها صحافى يلقط مننا كلمة نظيفة ، قاضى تفلت منه كلمة شجاعة .. اهى تنفيسة للكل … زمن يبرروا فيه انهم يرموا البمب على دماغ ناس ما لهمش دعوة بالحرب خالص وعايزني اكسبها !!؟ زمن بتتشوي فيه الناس في الافران عشان لون جلدها احمر ولا اسمر ولا عينيها مسبسبة … وعايزنى اكسبها !!؟ زمن بيلموا فيه ولاد الناس سن 16 و 17 سنة ويدفنوهم تحت الرمل باسم الحريات الاربعة وعايزنى اكسبها !!؟ زمن بيكسبوا فيه فرد واحد 5000 جنيه في دقيقة ويغلوا على التاني اجرة الترماي و عايزني اكسبها” !!!؟
وينطبق هذا ليس علي المجتمع المحيط فقط ولكن حتي علاقاتنا باهل السلطة من وزراء ومحافظين ورؤساء جامعات وسفراء ومحافظين ونواب وغيرهم من المسئولين وتجد السلم الوظيفي لا احد يقول الحقيقة مطلقا اما خشية علي موقعه او وظيفته او تعرضه للجزاءات او الفصل او لانه يمارس مهام ان يكون في حالة ” وماشي جنب الحيط “
واذا جمعنا كل هؤلاء في قاعة محكمه واقسم الكل ب والله العظيم اقول الحق فلن يقال الحق لان الخوف من البشر في نظر البشر اهم من الخوف من الله لان في نظرهم الله رحوم بنا اما البشر لا ترحم ومن يسقط في دوائرهم لا ينهض ومن يتعثر لا يقف ومن يموت لا يعود الي الحياة ومن يخرج من جنة السلطة يصبح طريد الي الابد
والله العظيم اقول الحق ان الاكاذيب منهج وفلسفة وان الخداع والغش واقع واسلوب حياة وان النفاق يعشش مثل الغربان في الجحور
والله العظيم اقول الحق ان الشجاعه تخلق الفضيله وان غياب الفضيله يعني الجبن والخوف وتتواري الحقيقه امام الضعف .. للبحر مد وزجر، وللقمر نقص وكمال، وللزمن صيف وشتاء، أما الحق فلا يحول، ولا يزول .
هناك ساعة حرجة يبلغ الباطل فيها ذروة قوته ويبلغ الحق فيها أقصى محنته، والثبات في هذه الساعة الشديدة هو نقطة التحول .
والله العظيم اقول الحق