أمل فرج
قضت محكمة جنايات الجيزة ب بإحالة أوراق كل من “ع. م. س” 49 سنة، سباك، و”س. و. أ”، 51 سنة، بالمعاش، إلى فضيلة مفتى الجمهورية لأخذ رأيه في حكم الإعدام لاتهامهما بقتل المجني عليها الطفلة “ف. أ. ع “، 12 سنة، عمدًا بعد استدراجها وخطفها وإذابة جثتها في المواد الكيماوية والتخلص منها في الصرف الصحي لإخفاء جريمتهما بدافع الانتقام من والدتها التي كانت على علاقة آثمة بالمتهم الأول وطلبت منه إنهاءها.
صد الحكم برئاسة المستشار الدكتور محمد الجنزوري، رئيس المحكمة، وعضوية المستشارين عماد الشيوي، والدكتور شريف حافظ، وحضور وكيل النيابة عمرو علي، وأمانة سر أحمد رفعت، وأحمد فتحي.
وكشفت جلسات المحاكمة عن مفاجأة مثيرة ووقائع جديدة حول الجريمة البشعة التي هزت الرأي العام، حيث تبين أن المتهمين تجردا من كل مشاعر الإنسانية والرحمة بخطف الطفلة ثم قتلها، ثم التفكير في التخلص من جثتها بطريقة لم تشهدها الجرائم المماثلة من قبل بإذابة الجثة والتخلص منها في الصرف الصحي علي طريقة أحد الأفلام الشهيرة التي ظهرت مؤخرًا، حيث قال المتهم الأول: “لو خيرونى بين الجنة وعبير سأختار عبير”.
وكشفت أوراق القضية عن قيام المتهمين بقتل المجني عليها الطفلة عمدًا مع سبق الإصرار والترصد بأن بيتا النية وعقدا العزم المصمم علي قتلها خلاصًا منها، انتقامًا من والدتها لرفضها استمرار علاقتها الآثمة مع الأول الذي استدرجها لمسكن الثاني، والذي كان قد أعد سلفًا أدوات تستخدم في الاغتداء علي الأشخاص “برميل معدني – مسدس لهب – أسطوانة غاز – ماسورة معدنية – مادة البوتاس” لاستخدامها في إزهاق روح المجني عليه والتخلص من جثتها.
وأضاف قرار الإحالة أنه وما أن ظفر المتهمان بالضحية حتي عصبا عينها وكمما فمها وطوقها الثاني عنقها بيديه خنقًا، وشل الأول حركتها لإعدام مقاومتها حتي أزهق روحها قتلًا، ولم يستكينا فحملا جثمانها ووضعاها في برميل معدني مملوء سلفًا بمادة كاوية “بوتاس” لإذابة جثمانها وأوصلوا مصدرًا حراريًا أسفله لإذابة الجثمان لإخفاء جريمتهم.
وكشف أمر الإحالة عن أن المتهم الأول استدرج الطفلة من الشارع بالتحايل، مستغلًا حداثة سنها ومعرفته بها بأن طلب منها الأول مقابلته ليتوجها سويًا، ليمنحها هاتف محمول ابتاعه لها سلفًا، فاستجابت له واستدرجها لمسكن الثاني لتنفيذ جريمتهما الآثمة والبشعة.
وكشفت أوراق القضية عن مفاجآت فجرها شهود الواقعة، حيث قال والد الطفلة إنه أبلغ من زوجته بتغيب نجلته عن المسكن، فتوجه للإبلاغ رفقتها وعلم خلال تواجده بالقسم آنذاك بقيام المتهم الأول بخطف نجلته،
وأضاف أنه تربط أسرتها به علاقة صداقة حيث تعرف عليه منذ سنتين عند قدومه للعمل لديه للقيام بأعمال السباكة، وأن زوجته أبلغته منذ فترة برغبتها في الانفصال عنه والزواج من المتهم الأول وأنه طالبها بالاستمرار معه فوافقت حفاظًا علي أبنائها.
فيما كشفت والدة المجني عليها الشاهدة الثانية “ع. ر” بمضمون ما شهد به زوجها وأضافت بتعرفها علي المتهم من وقت حضوره لمسكنها لإجراء بعض أعمال السباكة، وادعي المتهم الأول قدرته على معالجة الأمراض بالدجل والشعوذة، مما دفعها لاستمرار التواصل معه ونشأت بينهما علاقة جنسية إلا أنها قررت إنهاء تلك العلاقة، ففوجئت بتهديد المتهم لها بالانتقام منها بأنجالها في حالة عدم استجابتها له واستمرار علاقتهما الآثمة، وعزت قصده من اختطاف نجلتها المجني عليها للانتقام منها لرفضها استمرار تلك العلاقة الآثمة.
كانت النيابة العامة قد وجهت تهمة القتل العمد للمتهمين، واكتشفت تورطهما في الجريمة من خلال تفريغ الهاتف المحمول الخاص بالمجني عليها، والذي تبين أنه يحتوي علي عدد 7 صور، وبمشاهدتها تبين ظهور المجني عليها رفقة المتهم الأول بإحدى الصور وبعرض تفاصيل تلك الصور تبين أنها ملتقطة في وقت معاصر لاختفائها وارتكاب الجريمة.