فى عز العتمه بنلاقي نور و فى عز الحزن بنلاقي سرور رسالة أمل مهداة من مستشفى العديسات للعزل بمحافظة الأقصر بخروج أول حالة طفل اصيب بفيروس بكورونا في مصر بجانب عدد أخر من المسنين بعد تعافيهم وتحول نتيجتهم الى سلبيه
على الجانب الأخر أكد الدكتور سامح أحمد الطبيب المصرى الأمريكى وأستاذ مساعد الباطنة والقلب بجامعة تاوفتس الأمريكية والمقيم ببوسطن أنه لو كان هناك اي عزاء للبشرية في وباء فيروس كورونا الذي اصاب الملايين وحصد ارواح كثيرين فقط ان اطفالنا كانوا بعيدا عن هجومه القاتل على البشر
وحتى ان اصابهم الفيروس تكون اصابتهم بسيطة لا تحتاج الى مستشفى
لكن اكتشفنا هذا العزاء البسيط الذي خرجنا به من الوباءوهو عدم تأثيره على الاطفال قد تطاير امام اعيننا عندما بدات مستشفيات امريكا واوروبا تمتلأ باطفال مرضى جدا في شهر مايو ويونيو
حيث فوجىء الاطباء في لندن ونيويورك وبوسطن ولوس انجلوس بهذا التدفق لحالات اطفال في شدة الاعباء من الاصابة بالذات في امبريال كوليدج في لندن التي استقبلت الكثير من هؤلاء الاطفال
لم تكن هناك حالات إصابة في الاطفال في يناير أو فبراير لكن بدا في مارس ظهور حالات لأطفال مصابين بأعراض غير مألوفة وشديدي الإصابة حتى أن معظم تلك الحالات كانت تنتهي في العناية المركزة للاطفال
ظهرت الحالات فى الكبار أولا في ايطاليا واسبانيا وبعدها بشهر ضربت الساحل الشرقي للولايات المتحدة وكثير من المرضى كانوا قد تعرضوا قبل شهر من بداية ظهور المرض لطفل تحليله ايجابي بدون اعراض أو تقريب بدون اعراض
كانت البداية في مايو بحالات تشبه مرض كواساكي في الحمى والطفح المميز والتهاب العين التغيرات المميزة في اللسان والشفتين والفم والتغيرات المميزة في الاطراف وكبر حجم الغدد الليمفاوية في الرقبة بالاضافة للاعراض القلبية
لكن اخطر ما يميز هذا المرض هو تأثيره على القلب والتهاب الشرايين التاجية مما يؤدي الى انسدادها بجلطات او ضيق او توسعات وجلطة في القلب
حينما زاد عددٍ تلك الحالات اطلق عليها اسم MIS-C او “متلازمة التهاب اجهزة الجسم المتعددة في الاطفال”
ثم اتضح لنا ان كل هذه الاعراض سببها فيروس كورونا ويصيب الاطفال حول سن ١١ سنة بعكس مرض كواساكي الاصلي الذي يصيب اطفال في عمر سنة الى سنتين والاغرب أنه وبالرغم من أن مرض كواساكي يظهر أكثر في الاطفال من اصول أسيوية وبالرغم من أن فيروس كورونا ظهر بداية في الصين إلا أن حالات إصابة الاطفال لم تظهر في الصين أو اليابان لكن في أوروبا وهذا يعنى بأن الفيروس قد تحور بعد حوالي شهر في أوروبا ليصبح قادر على إصابة الاطفال
كما أن الصورة الاكلينيكية لمتلازمة MIS-C تختلف عن مرض كواساكي حيث لا يوجد سوى إحمرار العينين والطفح الجلدي لكن الكثير من الاعراض في البطن مثال الاسهال وآلام البطن وبعض القئ
وفي حالة اصابة القلب لا تصاب فقط الشرايين التاجية كما في كواساكي لكن تصاب أيضا عضلة القلب بإلتهاب قد يؤدي الى فشل القلب وانخفاض الضغط والصدمة
حتى التحليلات المعملية مختلفة بين المرضين ففي حالة المتلازمة الالتهابية في الأطفال ترتفع نسبة CRP جدا أكثر من كواساكي بكثير وترتفع جدا نسبة Pro-BNP وهو انزيم يخرج من عضلة القلب وتكون نسبته طبيعية في كواساكي كما أن ارتفاع عدد كرات الدم البيضاء يكون أكبر في المتلازمة المصاحبة للإصابة بفيروس كورونا في الاطفال أكبر من كواساكي وازيز الخلايا المعتدلة واقل الخلايا الليمفاوية في الدم تماما مثل ما يحدث في الكبار
ومع ذلك فلا يجب ان يأخد تركيزنا على الفيروس تفكيرنا بعيدا عن ان السبب في كل هذه الاعراض في الكبار والصغار ليس الفيروس فقط والتركيز عليه سيبعدنا اكثر عن طريقة التحكم فيه لان معظم هذه الاعراض سببها أن هذا الفيروس غريب ومختلف عن كل فيروسات الجهاز التنفسي السابقة له قدرة غريبة على آثارة ولخبطة الجهاز المناعي في الإنسان بشكل غير مسبوق ينتهي بالعاصفة المناعية وفيها يضطرالفيروس الجهاز المناعي لقتل خلايا بشرية مصابة أذا كان يريد القضاء عليه وكلما زاد عدد الفيروسات كلما كانت كمية الانسجة البشرية التي سيقضي عليها الجهاز المناعي أكبر إلى أن يدمر الرئتين تماما مثلا
في ١٤ مايو اعلن مركز التحكم في الامراض الامريكي عن متلازمة MIS-C ووصفها في الاطفال
بالرغم ان العدد الكلي للاطفال المصابين في العالم لا يزال قليلا نسبيا لكن معظم هؤلاء الاطفال تكون إصابتهم شديدة جدا وبالرغم من انهم لا يعانون من فشل الجهاز التنفسي كما في الكبار لكنهم يحتاجون دائما الى أوكسجين ومنهم من ينتهي بالتنفس الغشائي خارج الجسم ECMO وتم تسجيل. بعض الوفيات
معظم هؤلاء الاطفال يعانون من تسارع في ضربات القلب والحمى عند بداية الاعراض وكثير منهم يعانون من نقص في ضغط الدم ويكونوا شديدي التوتر والعصبية والبكاء ويصعب عليهم تحديد مكان الالم لصغر سنهم لكنهم في معظم الاحوال يعانون من آلام في البطن ويكون هو سبب العصبية الشديدة التي تظهر عليهم وتقل بمجرد إعطائهم مسكنات للالم
معظمهم يكون عندهم طفح جلدي وأعراض إصابة الجهاز الهضمي من إسهال وقئ وبعضهم يعانون من التهاب شديد جديد وكثير منهم يظهر عليهم اعراض اصابة احد اجهزة الجسم إصابة جسيمة والغريب ان معظمهم لا يعانون من اي أعراض تنفسية
والخواص المعملية التي تميز الاطفال المصابين هي ارتفاع نسبة Troponjn و BNP والانيميا الحادة وهي تغيرات لا تحدث في كواساكي بهذه الدرجة المرتفعة لكن بعضهم يظهر بالتهاب في الشرايين التاجية تماما مثل كواساكي الاصلي
في هذه الحالات فالتوصيات كالاتي:
– قياس يومي لمحددات الالتهاب ESR و CRP
– قياس يومي لصورة الدم والصفائح الدموية
– قياس يومي لوظائف الكبد
– قياس يومي لعوامل التجلط D-Dimer
– متابعة مستوى السيتوكينات
IL-6 , IL-13
السبب في كل هذه التحليلات الكثيرة
أولا أننا لا نعرف الكثير عن هذا المرض الجديد
ثانيا أن معظم تلك العوامل تزيد فعليا في المرض وفي المستقبل سنحدد طريقة تقتصر تلك التحاليل على ما نحتاجه فقط للمتابعة والعلاج
العلاج
لان هذه المتلازمة اللعينة جديدة على البشرية ولا يوجد لها علاج محدد حتى الأن وللتشابة بينها وبين كواساكي كان من المنطق استخدام نفس علاجات كواساكي فيها من الاسبرين والكورتيزون وال IVIG ببعض النجاح
اظهر العلاج ب IVIG بالذات نجاح في هذه الحالات لكن بجرعات مرتفعة ٢ جم الكيلوجرام حيث يستخدم كمضاد للالتهاب
ايضا الاسبرين بجرعات مرتفعة من ٣٠-٥٠ مج الكيلوجرام والكورتيزونات
حديثا استخدمنا مثبطات انترليوكين مثال اناكينرا وهو مثبط لمستقبلات انترليوكين-١ والريميكيد بنجاح في بعض الحالات
الخلاصة
فتح المدارس في الموسم القادم سيظهر لنا مدى انتشار هذه الملازمة في الاطفال وسيكون مأساويا جدا اذا ما ظهرت حالات كثيرة أو اذا تسبب فتح المدارس في نقل الفيروس من أطفال بدون اعراض الى اهلهم في البيت أو إلى المدرسين فحتى أن لم يصب المرض عضويا طفل حامل للمرض بدون اعراض لكن انتقل منه الى احد مدرسيه وتسبب في وفاته فالصدمة النفسية للطفل ستكون أكبر من المرض نفسه
في حال عدم وجود تطعيم امن وفعال ضد فيروس كورونا قبل الموسم الدراسي لابد من تطبيق اقصى قواعد الوقاية من لبس الماسكات وتطهير الانف والفم وغسيل الايدي الاجباري في الفصول وتطهير المقاعد الدراسية وتباعد الاطفال