هاني صبري
مازال مسلسل الهجمات الدموية والإجرامية مستمر من قبل جماعة بوكو حرام بحق المسيحيين في نيجيريا، فقد هاجمت تلك الجماعة الإرهابية قرية ذات أغلبية مسيحية عشية عيد الميلاد المجيد، وأحرقوا الكنيسة كما اختطفوا قساً، وأحرقوا عشرة منازل، ونهبوا طعاما كان من المقرر أن يُوزع على سكان القرية للاحتفال بالكريسماس، وسرقوا إمدادات طبية من إحدى المستشفيات قبل أن يحرقوها، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، ولاذ عدد من سكان القرية بالفرار إلى الأحراش المجاورة، ولا يزال بعضهم في عداد المفقودين. إن مسلحي جماعة “بوكو حرام” المتطرفة، يبثون الرعب في المدن التي سيطروا عليها في نيجيريا ويقتلون النَّاس بلا رحمة.
وقد شن إرهابيو الجماعة الهجوم على قرية بيمي في ولاية بورنو النيجيرية بإطلاق النار العشوائي أثناء استقلالهم شاحنات ودراجات بخارية، وتقع قريبة بيمي بالقرب من شيبوك التي شهدت اختطاف أكثر من 200 تلميذة على يد بوكو حرام في 2014 م. كما قام إرهابيو تلك الجماعة بقتل عشرات المزارعين الشهر الماضي. ونفذت جماعة بوكو حرام عددا من الهجمات في شمال البلاد حيث تسعى إلى إسقاط الحكومة وإقامة دولة إسلامية.
جدير بالذكر أن بوكو حرام هي جماعة متطرفة معادية للتعليم العصري، تسعى إلى تطبيق فهم متشدّد للشريعة الإسلامية في نيجيريا ، وقد أسست في عام 2002م بأحد مساجد مدينة مايدوغيري (عاصمة ولاية بورنو) بشمال شرقي نيجيريا، على يد داعية متطرف وخطيب يدعى محمد يوسف. حيث تخوض بوكو حرام تمرداً مسلحاً منذ عام 2009 وخصوصاً في شمال شرق نيجيريا الذي تحول إلي بؤرة لجماعات إجرامية تثير الرعب بين السكان وتشنّ هجمات على المدنيين، وقد أسفر الصراع بين بوكو حرام والحكومة النيجيرية، الذي يستمر منذ عقد من الزمن، عن مقتل حوالي 36 ألف شخص على الأقل، ناهيك عن تشريد مليوني شخص من منازلهم، وفقا لتقارير صادرة عن الأمم المتحدة.
وبناء عليه نناشد المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته وإنفاذ مسيحيو نيجيريا من الإبادة الجماعية والقتل علي أساس الهوية الدينية الذين يتعرضوا له، وأن يقوم مجلس الأمن الدولي بأعمال الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة واستخدام القوة ضد جماعة بوكو حرام الإرهابية. ويجب علي الحكومة النيجيرية حماية مواطنيها المسيحيين، وأن يضعوا حداً لتلك الجماعة المتطرفة، كما يجب علي منظمة الاتحاد الأفريقي مساعدة نيجيريا للتخلص من جماعة بوكو حرام الإرهابية.