الجشع العُمري أن يتمنى المرء عودة الشباب إليه، وكأنه سيرسم طريقا آخر، وسيتجنب سلبيات ويضاعف من الإيـجابيات، ويلتهم السعادة، ويعبّ من البهجة، ويفعل ما لم يتمكن من القيام به من قبل!هراء وخرافات وأوهام وأضغاث أحلام، ولو أعاد الله لك شبابك فسترتكب نفس الأخطاء، وتسلك طريقا به مطبات في كل شيء، من العلاقات الأسرية والصداقة والكتاب والتعليم والتدخين والشجار وضياع آلاف الساعات من العُمر هباءً!وأيضا ستمرض، وربما يكون مرضك أشد مما كان في حياتك السابقة، وربما ينقص أحبابك، وتزداد عزلتك، وتندم أنك طلبت من الله أن يعيد لك شبابك لعلك ترسمه بنفسك.
مهما كانت مشاكلك وأزماتك وفواجــعـك ومرضك فالمقابل أيضا كان أفضل وإلا لما تحملت يوما واحداً من حياتك البائسة.. كما تظن.عبقرية السعادة تكمن في القناعة، ولا تردّ لله ما أعطاك، ولو كان لكل واحد أن يعود مرة ثانية لشبابه دون قضاء الله وقدره، لما بقي على وجه الأرض إنسان سليم صحيا ونفسيا وعقليا.
محمد عبد المجيد طائر الشمال
أوسلو النرويج