العقل البشري معجزة بكل المقاييس حتى في وجود اقوى الحاسبات الآلية التي تستخدم اعقد واسرع خوارزميات الذكاء الاصطناعي
السبب هو قدرة العقل البشري على التخيل والافتراض
فالحاسب الالي يستطيع اجابة الاسئلة بما لديه من قواعد بيانات لكنه لا يستطيع ان يسأل اسئلة جديدة افتراضية او يتدبر او يتخيل بدون معلومات مسبقة
هل تعرف ان هذه القدرة اللامحدودة على التخيل تصنع عالما افتراضيا اكثر خيالا من اي موقع للتواصل الاجتماعي الافتراضي
ذلك العالم الخيالي يعيش داخلنا داخل العالم الحقيقي ويبدو كانه جزء لا يتجزأ منه كنسيج واحد متشابك لا تستطيع التفرقة بين ماهو خيال وماهو حقيقي طوال الوقت او على الاقل معظم الوقت
هذا التخيل هو مايجعل بعض الناس تخشى الله اذا تخيلت وجوده كرب واله لهذه الدنيا والاخرة وتتصرف في الدنيا “كأنها” تراه ويصبح هذا التخيل يقينا في قلوب المؤمنين به حتى وان لم يروا منه اي دليل مادي عيني
وهو نفسه التخيل الذي يجعل بعض الطواغيت ينكرون الموت والاخرة والحساب والعقاب فيتولد لديهم اليقين انها حياتنا في الدنيا نموت ولا يحدث شيئا بعدها
كلنا يحمل عالما افتراضيا بداخله يمثل محراب اعتقاداته وايمانه الديني والسياسي والاخلاقي والمادي ومن خلال هذا العالم نتعامل مع متغيرات الحياة اليومية
ونظرا لان هذه العوالم الداخلية تختلف بين شخص واخر مثل اختلاف بصمات الاصابع بين الناس، يتنوع الناس بين ظالم وعادل وبخيل وكريم وكاذب وصادق وشجاع وجبان وكئيب وسعيد وعنيف وهادئ
الاف التراكيب المختلفة الافتراضية بين اشخاص يعيشون في مجتمع واحد حقيقي وثابت
اهم عالم في تلك العوالم الافتراضية الازدواجية هو عالم الحياة واليقين بوجودها
العالم الافتراضي يكون دائما النسخة الافضل التخيلية للعالم الحقيقي
لفهم ذلك سنأخذ مفهوم الحياة والموت كمثال:
اذا كنت تقرأ تلك الكلمات الآن فهذا دليل على انك “حي” ولست ميتا
هذا هو الجزء الوحيد الحقيقي
انك حي هنا والان
فقط
هذا لا يعني انك ستكون حيا بعد ١٠ سنوات من الان
في الحقيقة بعد ١٠٠ عام من ذلك البوست سيكون كل من على كوكب الارض الان امواتا، حتى من يتم ولادتهم تلك اللحظة
فالعالم الحقيقي يقول انك يقينا حي تتنفس وتتكلم وتظلم وتقهر الاخرين لكن للحظة واحدة فقط
هل الحياة للحظة واحدة كافية لان تتعامل كانك تعيش ابدا ؟؟؟
الاجابة: لا بالطبع
اذن كيف يحدث هذا؟
كيف يتحول الانسان الذي يعيش فقط بين نفس وآخر الى ذلك المخلوق الخالد الذي يأمر وينهي كانه لن يموت ابدا مع علمه الكامل ان الموت قادم لا محالة ؟؟؟
هذا دور العالم الافتراضي الذي يتشابك مع العالم الحقيقي للحياة فيحولها من لحظات الى خلود ابدي يقيني
لكن لو جربت ان تموت على سرير عناية مركزة ولا تدري ان كنت ستستطيع ان تعيش للنفس التالي سيتبدد هذا اليقين الزائف ويختفي فجأة العالم الافتراضي بالحياة الخالدة لتفاجأ بالحقيقة المرعبة وسيظهر فقط عالم “الحياة للحظات” الذي طالما انكرته استبدلته بعالم خيالي من حياة يقينية لا تنتهي ابدا
كل الناس تقول ان الموت هو الحقيقة الوحيدة في الوجود
لكن معظمهم يكذبون
فالحقيقة انه لا يوجد اي انسان مقتنع بهذه الحقيقة اقتناع من يخرج الروح في اخر لحظات الحياة الافتراضية الا قليل جدا من البشر
لان هذا الاعتقاد لا يتوافق اصلا مع الحياة
في العناية المركزة من ٣ ايام رأيت بعيني عالمين اعيش فيهما بيقين في وقت واحد
عالم افتراضي بحياة لا نهائية
وعالم حقيقي بحياة كنت امسك على اخر دقائق فيها بصعوبة
استمتع بعالمك الافتراضي كيف شئت لكن تذكر دائما انه فقط احد وسائل الترفيه في الحياة وليس الحياة نفسها
ثقافه قبل أن تكون مهنه . يا حاج سامح ..يا دكتور ..يا مثقف ..يا متنور …يا من تكتب ..يا من تعيش فى امريكا ..من أعطاك الحق لتصنيف البشر هذا مؤمن وهذا كافر وهذا طاغوت والى أخر التصنيفات ؟ من قال أن ايمانك أنت صحيح ؟ وما هى الاثباتات التى تعتمد عليها غير كتبكم ؟ لماذا لا تكون البذويه مثلا أو الوثنيه هى الديانه الصحيحه ؟ يا سيدى الدكتور كفلى توزيع صكوك الايمان وصكوك الكفر والطواغيت ..أنصحك أن تتثقف أولا قبل أن تكتب . الكتابه مسئوليه وثقافه قبل أن تكون مهنه أو هوايه .