السبت , ديسمبر 21 2024

هل أصبحت مواقع التواصل الإجتماعى كمائن لاستهداف وحدة الوطن ؟ !! …

أشرف حلمى

لعبت مواقع التواصل الإجتماعى دوراً كبيراً فى نجاح ثورات الربيع العربى والتى أطاحت بعدد من الأنظمة الحاكمة لبعض الدول العربية، كما كانت واحدة من أهم الوسائل استخدمها المواطنون لكشف النقاب عن قضايا الساعة منها الفتن الطائفية، فساد المؤسسات الحكومية، المحليات والأحزاب السياسية، انتهاكات حقوق الانسان، جرائم النصب، التزوير والتنمر وفضح الشركات والمحلات التجارية الخارجة عن القانون والأفراد الذين يتخذوا من أفراد عائلاتهم ذو الوظائف السيادية والمرموقة ستاراً وراء مخالفاتهم الإجرامية والأخلاقية …. الخ .

مما لا شك فيه أن مواقع التواصل الإجتماعى لها الكثير من الإيجابيات فقد ساهمت كثيراً بالربط والتواصل بين المؤسسات، المنظمات والجمعيات بالافراد، خاصة هذا العام فى ظل جائحة كورونا، كما فى حالة دور العبادة التى نقلت جميع شعائرها ومناسباتها الدينية لرعاياها على صفحاتها، إضافة الى استخدامها كأحد مصادر نشر الأخبار الرئيسية للمؤسسات والوزارات الحكومية، والقيادات الدينية ورؤساء الدول، وأيضاً نقل الأحداث على الهواء مباشرة من جانب الأفراد والنشطاء . وعلى الصعيد الأخر تم استخدام مواقع التواصل الإجتماعى من قبل الخارجين عن القانون بعدة حيل منها إختراق وسرقة الحسابات الخاصة بالمؤسسات للنيل منها أو بإنشاء حسابات وهمية لأفراد وشخصيات عامة بغرض الاساءة الى سمعتهم وتدمير عائلاتهم..

كما تم استخدام هذه الحيل من جانب المتشددين لإثارة الفتن الطائفية والتهكم على الحكومات والدول العلمانية الرافضة للأفكار الرجعية . كشفت وزارة الداخلية المصرية منتصف العام الماضى النقاب عن وجود ملايين من حسابات وصفحات وهمية على موقع التواصل الإجتماعى الفيسبوك فى مصر، وصفحات تدار من خارج مصر برعاية وتمويل دول تكن عداوة لمصر تستخدم فى ترويج الشائعات بهدف إثارة القلاقل من جانب جماعة الإخوان الأرهابية والتحريض على الأعمال التخريب والعنف ونشر الفوضى بالبلاد .

لم يتوقف استخدام هذه الحسابات الوهمية والمسروقة او المخترقة الى هذا الحد، بل أصبحت أحد الطرق الرئيسية التى يستخدمها المتشددين – أصحاب الفكر المتطرف بمصر لصناعة الفتن الطائفية للنيل من وحدة الوطن.. ويبقى السؤال

هل أصبحت مواقع التواصل الإجتماعى كمائن لاستهداف الأقباط ؟

للاسف الشديد ما حدث فى الايام الماضية يؤكد ان مواقع التواصل أصبحت كمائن لاصطياد الاقباط الذين يتجرأون من خلال محاولاتهم لتوضيح الأمور لنزع فتيل الفتنة ، ومنها على سبيل المثال عندما قامت فتاة مسلمة بإعلان رفضها الكامل لأي إساءة فرنسية للدين الإسلامي ليعلق عليها مدرس مسيحى.. وقامت النيابة بالتحقيق فى القضايا المرفوعة ضدهما وقامت بالإفراج عنهما بعد الاستماع لهما والإطلاع على تحريات الشرطة والأمن الوطني والتأكد من عدم وجود نية التعمد للإساءة..

بل اصبحت أيضاً هذه المواقع سواء كانت حقيقية او وهمية منذ عدة سنوات فخاً لاصطياد الاقباط من جانب المتشددين معتنقى الفكر المتطرف الذين يحاولون تطبيق قانون الغاب على الاقباط فى ظل وجود جلسات الصلح العرفية والنيل بالاقباط حال صدر منهم اى تعليق مخالف لمعتقدات هؤلاء المتشددين والعمل على تهجيرهم من منازلهم اضافة الى إجبارهم على دفع تعويضات خيالية بعد إرهابهم .

الدليل على ذلك ما حدث بقرية البرشا مركز ملوى أول أمس فهو سيناريو مكرر قام فيه المتطرفين المتشددين كعادتهم بالهجوم الممنهج بقرية البرشا مركز ملوى على منازل الاقباط والقاء بعض زجاجات المولتوف علي بعض المنازل وحرقها ومحاوله مهاجمة الكنيسة حتى تدخلت قوات الامن بمحافظة المنيا وذلك بسبب اتهام المتشددين لاحد الاقباط باهانة الاسلام عبر صفحته بموقع التواصل الإجتماعى والتى تم التأكد من أن الصفحة بمواقع التواصل الاجتماعي تم سرقتها وان صاحبها غير مقيم بالقرية ويعمل بالقاهرة!

وقامت قوات الأمن كعادتها فى مثل هذه القضايا بالقبض على بعض الجناه من المتشددين اضافة إلى بعض المجنى عليهم من المسيحيين والمعتدى عليهم والمتضررين، فيما يبدو ما لا نتمناه أن يحدث وهو أن يكون هذا تمهيداً لعقد جلسة عرفيه يقرر فيها الافراج على المسيحيين مقابل الافراج على المتشددين .

وهنا لابد من ان تتوخى الحكومة المصرية ومؤسساتها الشرطية والقضائية إضافة الى الشعب المصرى الحذر من المتشددين الذين سيحاولون إثارة الفتن الطائفية حتى لا ينالون من وحدة الوطن بالتخطيط مستقبلاً لسرقة حسابات او انشاء آخرى وهمية لعدد من الأقباط المشاهير ورجال الأعمال الناجحين كذلك الاقباط القاطنين فى المناطق والقرى الملتهبة التى يسكنها السلفيين خاصة قرى الصعيد حيث يقومون من خلالها عمل منشورات او تعليقات ومقاطع فيديو تحمل إساءة للدين الإسلامى حتى يستغلونها ضد الأقباط ويفرضون العقاب الجماعى عليهم بطرق ووسائل مختلفة.. الرب قادر أن يحفظ مصر سالمة والقيادة السياسية وحكومتها وشعبها حيث قال عنها كتابنا المقدس ” مبارك شعبى مصـر” .

شاهد أيضاً

سقوط القمع والاستبداد العربى

بقلم : أكرم عياد أين جمهورية سوريا الآن بعد حكم الطغيان والاستبداد ، أثنا عشر يوما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.