مختار محمود
رأيتُ فيما يرى أنَّ الإمام محمد بن إدريس الشافعى، ثالث الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة، وصاحب المذهب الفقهى الأشهر، ومؤسس علم أصول الفقه، والشاعر الفصيح، والخطيب البليغ، قد اضطرب فى مرقده الكائن بالمسجد الذى يحمل اسمه فى جنوب القاهرة أيَّما اضطراب، عندما نمى إلى علمه أن وزير الأوقاف سوف يعتلى منبره؛ لإلقاء خُطبة الجمعة، وتمنى أن لو قام من مرقده، وابتعد عنه ميلاً أو اثنين؛ حتى يفرغ الوزير من إلقاء خطبته المزعومة أمام كاميرات التليفزيون، وينصرف إلى حال سبيله!
كان الإمام الشافعي، كما وصفه أحمد بن حنبل، كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس، وهو إمامُ قريش الذي بشَّر به النبى الكريم: “عالِمُ قريش يملأ الأرض علماً، كما عُرف بحكمته و فصاحة لسانه، وكان ضليعاً في اللغة والأدب والنحو، متواضعًا، لا يعرف الغرور والتعالى إلى فؤاده سبيلاً، معترفًا بفضل كل ذى فضل، ومن ثمَّ فقد ساءه وأحزنه، كما لم يحزن حيًا وميتًا من قبل، إعلان وزير الأوقاف إلقاء خطبة الجمعة من فوق منبره التاريخى، ولم يستسغ أبدًا أن يتعرض لمثل هذا الموقف المريب بعد مرور عقود على وفاته ودفنه، وهو الذى كان مثار التكريم والحفاوة والتقدير من المصريين فى حياته وبعد موته، ولا يزال تراثه الدينى والشعرى موضع اهتمام وتوقير وتعظيم من المسلمين كافة.
وبعد تفكير طويل..قرر الإمام أن يرسل إلى الوزير رسالة يعظه فيها وينصحه، أملاً فى أن يتقبل العظة والنصيحة بقبول حَسَن، فيما يلى مقتطفات منها: ” وزير أوقاف مصر.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أما بعدُ، فاعلم-رحمك الله- أنَّ أشدّ الأعمال ثلاثة: الجود من القلّة، والورع في الخلوة، وكلمة الحق عند من يُرجى ويُخاف. إذا أنت خِفت على عملك العُجب, فانظر رضا من تطلب, وفي أي ثواب ترغب, ومن أي عقاب ترهب, وأي عافية تشكر, وأي بلاء تذكر. فإنك إذا تفكرت في واحدة من هذه الخصال, صغُر في عينك عملك.
إن الدنيا دحض مزلة, ودار مذلة, عمرانها إلى خرائب صائر, وساكنها الى القبور زائر, شملها على الفرق موقوف, وغناها الى الفقر مصروف, الإكثار فيها إعسار, والإعسار فيها يسار. فافزع الى الله, وارض برزق الله, لا تتسلف من دار فنائك الى دار بقائك، فإنَّ عيشك فيء زائل, وجدار مائل. أكثر من عملك, وأقصر من أملك. صحة النظر في الأمور, نجاة من الغرور. والعزم في الرأي, سلامة من التفريط والندم.
والروية والفكر, يكشفان عن الحزم والفطنة. ومشاورة الحكماء, ثبات في النفس, وقوة في البصيرة. فكر قبل أن تعزم، وتدبَّر قبل أن تهجم، وشاور قبل أن تتقدم”. وفى إشارة ذات مغزى.. استطرد “الشافعى” فى رسالته إلى وزير الأوقاف قائلاً: “كفى بالعلم فضيلة أن يدَّعيه مَن ليس فيه, ويفرح إذا نُسب اليه. وكفى بالجهل شينًا أن يتبرأ منه من هو فيه, ويغضب إذا نُسب إليه. لولا المحابر, لخطبت الزنادقة على المنابر”. وفى موضع ثالث.. وجَّه الإمام نصائح ذهبية للوزير، لعله يتذكر أو يخشى: “من شهد الضعف من نفسه نال الاستقامة مع الله تعالى، ومن طلب الرياسة فرّت منه, واذا تصدّر الحدثُ فاته عِلمٌ كثيرٌ.. والسلام عليكم”.
ما هو سر العداء أو العداوه بينك وبين وزير الأوقاف ؟ لماذا لا تنتقد أعمتله وتترك شخصه ؟ المعارك الشخصيه ليس مكانها المواقع العامه ..هذا افلاس منك ومن الموقع الذى ينشر ذبلك . وبعدين ما هو العلم الذى جاء به الشافعى وغيره غير الغث والابتذال مثل رضاع الكبير ونكاح الأموات وجناح الذباب والحوت نون يحمل سبع أراضين على ظهره الخ الخ ..يا عم مختار كفى تهريج .