نازك شوقى
لم تنتهى بعد كواليس وخفايا هذه القضية ،كشفت تحقيقات الأمن العام بوزارة الداخلية عن أن المتهم ” قذافي فراج” 49 عاما، الذي اشتهر باسم سفاح الجيزة زور 7 بطاقات تحقيق شخصية للهروب من رجال البحث الجنائي بعد ارتكابه أربعة جرائم قتل لصديقه وزوجته وعاملة وشقيقة زوجة أخرى له، بمحافظتي القاهرة والجيزة على فترات متباعدة منذ عام 2015.
و بطاقات قذافي المزورة اختلفت فيها الأسماء والمهن، وكانت غالبيتها زعمه العمل كمهندس كهرباء ومهندس بالخارج أو مهندس إليكترونيات بأسماء وعناوين مختلفة لكنها كانت تحمل نفس الصورة، كما زور المتهم وثيقة زواج من زوجته الأخيرة مي.
وكشفت أجهزة الأمن، عن تفاصيل الجرائم المروعة حيث تبين أن المتهم تخلص من صديقه بالسم في وجبة طعام، وحفر له مقبرة بعمق مترين داخل شقة سكنية مملوكة له بالطابق الأرضي بعقار سكني في شارع أبناء سوهاج، المتفرع من شارع ترعة عبدالعال ببولاق الدكرور ودفنه فيها وأنه قتل زوجته الأولى بالطريقة ذاتها، ودفن جثتها بجواره.
وأضافت التحريات والتحقيقات التي جرت تحت إشراف اللواء طارق مرزوق مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة، واللواء محمود السبيلي مدير الإدارة العامة للمباحث، أن قذافي قتل ضحية الثالثة -عشيقته- شقيقة زوجته الثالثة، وتخلص منها قبل حفل زفافه على شقيقتها بـ24 ساعة، حيث استدرجها إلى الشقة المقابلة لمكان دفن جثة صديقه وزوجته الأولى، وخنقها وحفر لها مقبرة ودفنها بداخلها، وفى اليوم الثاني تزوج شقيقة الضحية، وكانت الزيجة الثالثة له، وأمرت النيابه بفحص الحمض النووي لجثث الضحايا لمطابقتها.
وكشفت التحقيقات عن أن الضحية الرابعة كانت لفتاة عمرها 33 سنة، تعمل لديه فى محل أدوات كهربائية خاص بالمتهم بالإسكندرية، والمحرر بغيابها محضر إداري بقسم أول المنتزه، وأقام معها علاقة غير شرعية، وتحصله منها على 45 ألف جنيه “قيمة بيع شقة ملكها”، وعند إلحاحها في استعادة المبلغ أو إتمام الزواج بها، استدرجها وخنقها فى مخزن بمنطقة المنتزه ودفنها بملابسها داخل المخزن.
وتبين من خلال تطوير مناقشة المتهم، وفحص حالات الغياب في أوساط الأشخاص المرتبطين به، عن اعترافه بقتل فتاة 25 عاما، عاملة بمكتبة خاصة بالمتهم، ومقيمة دائرة قسم الأهرام، وشقيقة إحدى زوجاته.
واقعة اخرى كشفت عنها التحقيقات عندما سافر صديقه “رضا محمد عبداللطيف” 48 عاما محاسب، للعمل بإحدى البلاد العربية، وكون ثروة كبيرة، وأقنعه بعمل توكيل بالتصرف في ممتلكاته بمصر لثقته الكبيرة به باعتباره صديق الطفولة، وعندما اكتشف أن صديقه خان الأمانة، واستولى على ممتلكاته، حضر إلى مصر لتصفية الخلافات المادية معه، إلا أن الأخير استدرجه وقتله بالسم، ثم دفن جثته داخل شقته في بولاق الدكرور.
وقال المتهم في التحقيقات أنه قتل صديقه عندما وضع له كمية من السم داخل الطعام، وبعدما توفي بالمكتبة، حفر قبر بالشقة من الداخل، ودفنه بها وعندما علمت زوجته بعد شهر من ارتكاب الجريمة هددته بإبلاغ الشرطة، واستولت منه على 350 ألف جنيه، ليخطط لقتلها بنفس الطريقة، ووضع السم في الطعام، بعد 4 شهور من الجريمة الأولى.
وقال شقيق المجني عليه رضا محمد عبداللطيف (48 سنة – محاسب)، إنَّه يبحث عن سر اختفاء شقيقه، وبالصدفة أشار عليه أحد أصدقائه بالبحث عنه في السجون، ربما يكون محبوسًا على ذمة إحدى القضايا.
وتابع شقيق المتهم: “بالكشف على اسمه تبين أنَّه محبوس في سجن الاستئناف على ذمة قضية سرقة في الإسكندرية، وتبين أنَّ زوجته تزوره، وبالحصول على عنوانها، تبين أنَّها مقيمة في الإسكندرية، وبسؤالها عن صورة له تبين أنَّها صورة محامية قذافي فتحي، والذي اتهمه شقيق المجني عليه قبل 5 سنوات بأنَّه وراء اختفاء شقيقه.
وباستدعاء المتهم من محبسه، وبمواجهته بانتحال صفة صديقه وحيازته لجواز سفره، اعترف بقتله وقتل زوجته أيضًا ودفنهما في شقة بشارع العشرين بمنطقة بولاق الدكرور.
واصطحب فريق بحث المتهم، وبإرشاده جرى العثور على هيكلين عظميين لسيدة ورجل، وجرى نقلهما إلى مشرحة زينهم، تحت تصرف النيابة العامة، والتي قررت إجراء تحليل البصمة الوراثية للهيكلين للتوصل لهوية الضحيتين، كما قررت التشريح لمعرفة سبب الوفاة وصرحت بالدفن، وكلفت المباحث بسرعة إجراء تحرياتها حول وجود ضحايا جدد للمتهم، وفحص جميع بلاغات التغيب والتأكّد من علاقة أصحابها المختفين بالمتهم.