مختار محمود
فى الساعة التى كانت وسائل الإعلام العربية والعالمية تتناقل فيها رسائل شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب لوزير الخارجية الفرنسى وتأكيده على صلابة موقفه تجاه كل ما ينال من الإسلام ورسول الإسلام، كان النائب السابق محمد أبو حامد يبكى كالصغار سقوطه الذريع فى الجولة الأولى من المرحلة الثانية لانتخابات مجلس النواب.
كان الناخبون حسموا أمرهم بشأن النائب المثير للجدل الذى ظل على مدار 5 سنوات رأس حربة ضد الأزهر الشريف والإمام الأكبر، واجتمعوا على إبعاده من المشهد النيابى، وتطهير مجلس النواب منه، بعدما تبين لهم أنه يسير فى الاتجاه المعاكس، وأنه سخَّر جهوده للنيل من استقلال الأزهر الشريف، ومن إمامه الأكبر الذى يجتمع العالم على تقديره واحترامه، باستثناء النائب الساقط ورفاقه الذين رافقوه فى الفشل المدوى فى الانتخابات البرلمانية.
رغم الخلفية الدينية للنائب الساقط إلا أن “أبو حامد” لم يشغله طوال السنوات الخمس الماضية سوى اقتراح مشروعات قوانين شيطانية تهدف إلى تفتيت مؤسسة الأزهر الشريف، وكسر استقلاله، وهز صورة الإمام الأكبر، وإخضاعه لسلطة الطرد والعزل والإقالة. كان “أبو حامد” يظهر فى برنامجين وثلاثة كل مساء؛ لإثارة الغبار حول المشيخة وإظهارها فى صورة تنال من وقارها ومكانتها عند عموم المصريين، مسلمين ومسيحيين، وكان يسترزق من وراء ذلك أيما استرزاق، ويحقق مكاسب مادية ومعنوية.
مع بداية العام الجارى.. تحمس “أبو حامد” لمشروع قانون لتنظيم الإفتاء؛ بهدف رفع يد الأزهر عن دار الإفتاء، وهو المشروع الذى أبطله مجلس الدولة، واعتبره فاسدًا من الأساس، فلم يبتلع النائب الساقط لسانه خجلًا، بل تطاول على الجميع، وكرر عدم احترامه للإمام الأكبر.
وعندما أفحم شيخ الأزهر الشريف رئيس جامعة القاهرة الدكتور محمد الخشت الذى رغب فى إفساد مؤتمر عالمى عقده الأزهر الشريف لتجديد الخطاب الدينى، وتناقلت وسائل الإعلام، على اختلافها، ردود الإمام الرصينة والجادة، رغم أنها كانت مرتجلة، سخر “أبو حامد” من الموقف بكل تفاصيله واستظرف وانتقد “الطيب” بشكل شديد الرخص والبؤس، وزعم أن الإمام يقود معركة وهمية ضد من أسماهم خصومه.
وقبل ثلاث سنوات.. أعلن المذكور أنه أعد برفقة آخرين مشروعًا لتعديل القانون رقم 103 بشأن إعادة تنظيم الأزهر والهيئات التى يشملها، وطال التعديل مجمل مواد القانون الذى جاء فى ثمانية أبواب و125 مادة، ونصت المادة الخامسة من التعديلات المرفوضة على التحقيق مع شيخ الأزهر إذا أخل بوظيفته، ومعاقبته بالإنذار أو اللوم أو عدم الصلاحية، كما انطوى المشروع المزعوم على حزمة من التعديلات التى تعكس سوء نوايا من اعتكفوا على إعدادها، وتم رفض المشروع أيضًا.
وفى كل مرة كان يتم فيها رفض أو حفظ مشروع قانون لـ “أبو حامد”، كان يعود مجددًا بتشريع شيطانى آخر يتم رفضه أيضًا رغم الدعاية الإعلامية التى كان يحظى بها. وبعد 5 سنوات من العدوانية غير المبررة، وفى الليلة التى كان عموم المصريين يحتفون فيها بالموقف الصلب للإمام الأكبر وبرسائله القوية ضد كل ما يمس الإسلام ويقرنه بالإرهاب، أو ينال من مكانة الرسول الكريم، بل الأديان والأنبياء عمومًا، كان الغلام المذكور يبث أحزانه على حسابه الخاص بـ “فيسبوك” باكيًا سقوطه المدوى فى الانتخابات البرلمانية، و”أبو حامد” جدير بهذا السقوط عن جدارة وعن استحقاق.