بقلم المهندس محمد عبد السميع
لن اتمكن من شرح جميع عمليات قوات الصاعقة والمظلات فالاحداث كثيرة وطويلة والتضحيات اكبر بكثير مما تم عرضه لكنى سأعرض نموذج مختصر لاحدى المجموعات …
عمليات_المجموعة۱۲۹_صاعقة :
كانت أوضاع الكتيبة ۷۳ صاعقة بعد معاركها مع العدو فى منطقتى الدفرسوار ومعسكرات ابو سلطان يوم ١٧ أكتوبر
سرية صاعقة . متمركزة في سرابيوم بعد أن أصدر لها العقيد أ.ح على هيكل قائد المجموعة أمره بالانسحاب من شمال مطار الدفرسوار إلى سرابيوم حيث احتلت موقعا دفاعيا تم تدعيمه بفصيلة صاعقة أخرى أرسلها قائد المجموعة .
هذا وقد اشتبكت سرية الصاعقة والفصيلة الموجودتان في سرابيوم يوم ١٨ أكتوبر في قتال مرير مع كتيبة مظلات إسرائيلية من لواء مظلات العقيد داني مات كانت تتقدم شمالا على الطريق الموازي للترعة الحلوة في إتجاه سرابيوم ، وقد أورد الجنرال حاييم هيرزوج في الصفحتين ۲۳۹و٢٤٠ من كتابة حرب التكفير طبعة لندن الإنجليزية عام ١٩٧٥ وصفا دقيقا لهذه المعركة نوجزه فيما يلي:
« لقد بدأ الهجوم على الضفة الغربية يتطور الآن إلى مرحلة جادة فإن المظليين التابعين لداني مات الذين أسسوا رأس الكوبرى ، ولم يواجهوا منذ البداية أي تحديات ، قاموا الآن بصد عدة هجمات مضادة شنها رجال الصاعقة المصريون الذين دخلوا المعركة . وفي يوم ١٨ أكتوبر تحركت كتيبة مظلات بقيادة المقدم دان شمالا مابين الترعة الحلوة وخط السكة الحديد في اتجاه سرابيوم على الطريق المؤدي إلى الإسماعيلية . ومرت القوة بموقع مصرى حصين ، ولم تلبث أن وجدت نفسها في ظروف صعبة للغاية ، فقد انعزل قائد الكتيبة مع ١٣ فردا عن القوة الرئيسية التي كان يقودها قائد ثان الكتيبة . وتحت ستار الحشائش الكثيفة في تلك المنطقة اقترب منهم عشرات من المصريين من ثلاثة اتجاهات حتى ٥ إلى ١٠ أمتار .
جمع أفراد القوة الإسرائيلية أنفسهم في بيت ذي طابق واحد وعلى بعد خمسة أمتار تجمع المصريون في بيت من طابقين وأخذوا يطلقون عليهم من أعلى وابلا من النيران والقنابل اليدوية وقذائف البازوكا مهددين القوة بأكملها بالإبادة .
ولأربع ساعات ظلت المعركة مستمرة ، وكان النقيب كادموني ( الذي أصبح بعد الحرب أحد أعضاء المعارضة البارزين ) يقف وحده في ركن في الجانب الشمالي مسافة
من البيت ، وقد تمكن من إيقاف المصريين المتقدمين نحوه بواسطة النيران والقنابل اليدوية .
ووصلت شاحنتان مليئتان بالجنود إلى المنطقة وتحركتا إلى الركن الذي كان يقف فيه ، ولكن قبل أن يتسنى إنزال الجنود منهما استطاع أن يدنرهما بسلاحه المضاد للدبابات .
وجلب المصريون بعد ذلك بعض المدافع والأسلحة المضادة اللدبابات وأطلقوا نيرانا مؤثرة على القوة الإسرائيلية من مسافة حوالی ۱۰۰ متر ..
ولكن النجدة كانت في الطريق ودخلت المعركة قوتا إنقاذ ( واحدة تحت قيادة قائد ثان اللواء ، وكان أفرادها يتحركون على خط السكة الحديدية والثانية كان أفرادها يتحركون من إتجاه قناة السويس تحت قيادة المقدم زفي ) وبعد قتال مرير وسط الحشائش الكثيفة وحدائق المانجو استطاعت قوة الانقاذ الالتحام بالقوة المحاصرة التي كانت معزولة طوال اليوم ، وبلغت الخسائر الإسرائيلية ١١ قتيلا و ۲۷ جريحا . وعندما حل الظلام انسحبت الوحدة بأكملها » .
انتهى وصف هيرزوج
سرية صاعقة – كانت متشبثة بمواقعها بجوار معسكرات أبو سلطان ورغم التعليمات الصادرة من العقيد أ.ح على هيكل قائد المجموعة بالانسحاب إلى معسكرات أبو سلطان فقد عجزت السرية عن التنفيذ نظرا لكثافة نيران العدو مما دعا قائد المجموعة إلى أن يطلب من مدفعية الجيش الثاني قصف المنطقة التي يحتلها العدو في أبو سلطان بأكملها بالنيران بما فيها سرية الصاعقة المصرية ..
وفي صباح يوم ١٨ أكتوبر نشب قتال متلاحم شديد الشراسة بين المظليين الإسرائيليين ورجال الصاعقة المصريين استشهد خلاله رئيس استطلاع المجموعة وأصيب رئيس أركانها بإصابات جسيمة وتكبد العدو كذلك خسائر كبيرة . وفي ليلة ١٩/١٨ أكتوبر وتحت ستر الظلام انسحب ماتبقى من قوات الصاعقة في سرابيوم وأبو سلطان بأوامر قائد المجموعة إلى منطقة تمركز المجموعة في أبو صوير لإعادة التجميع .
وبلغت خسائر الصاعقة في هذه المعارك ١١ ضابطا و ٧٤ من الرتب الأخرى مابين شهيد وجريح .
والدرس الذي يمكن الاستفادة به من هذه المعركة هو أن الأسلوب الصحيح لاستخدام الصاعقة هو أسلوب الإغارة وعمل الكمائن دون التمسك بالأرض لمدة طويلة حيث إن تسليح وحدات الصاعقة لا يتلاءم مع التمسك بالمواقع الدفاعية والاحتفاظ بالأرض.
الأحداث كثيرة ولكنى اكتفى بهذا القدر من العمليات غرب القناة .
الى لقاء آخر ،،،