نازك شوقى
مؤهلات ربما لا يقدرها البعض ولكن اصحاب القلوب الانسانية ذو الجذور الطيبة الأصيلة يقدرها ، نادية ثابت أنور من مركز سمالوط بمحافظة المنيا قرية إبراهيم باشا ضربت أروع المثل في الإخلاص حين تبرعت لزوجها لجزء من الكبد على الرغم من انه فلاح بسيط، ولا يملك الكثير من المال إلا أنها تبرعت له بجزء من جسمها هدية له لكى تنقذ حياته، والسبب هو أنها تحبه وهو طيب، ولم يكن سببا في زعلها في يوم من الأيام، وأنه طيب القلب، كل هذه الأسباب كانت كافية لها لأن تتبرع له بجزء من كبدها لإنقاذ حياته، بعد أن رفض أهله التبرع له، وجاءت انسجتها مطابقة تماما لأنسجته، وكأن الحب جعل الدم والأنسجة تتطابق مع بعضها البعض لكى يختارها هى لأن تكون سببا في انقاذ حياته.
تروى نادية ثابت قصة تبرعها التي لاقت في البداية رفض من أهلها ولكن تصميمها جعلهم يوافقون بعد ذلك.
وقالت، في البداية كنا ماشيين في موضوع الانجاب لأن لينا 15 سنة متزوجين، وعرفنا بالصدفة أنه مصاب بفيروس سى، من خلال حملة 100 مليون صحة التي أطلقها الرئيس السيسى، وتابعنا مع الأطباء، وهم من اكتشفوا اصابته بأورام بالكبد، وقام زوجى وقتها بعمل حقن ولكن لم يخلصه من هذه الأورام، ثم ذهبنا لدكتور آخر وحولنا إلى معهد الكبد لإجراء عملية زراعة الكبد، لعمل زراعة كبد بحثنا في البداية عن شخص من العيلة ممكن يتبرع له، ولكن لم يوافق أحد على التبرع له، وأنا عرضت عليه أن أكون أنا المتبرعة له، لأنه ليس لدينا أحد غير ربنا، وقمنا بعمل التحاليل ولقينا أن الأنسجة بتاعته متوافقة مع الأنسجة بتعتى.
وأضافت، أنا مش خائفة أن يحدث لى مضاعفات، ربنا معانا، وأهم حاجة أنه يبقى كويس، ويتم شفائه لأنه جوزى، وأتمنى أن ربنا يختار لنا الصالح، واحنا تعبنا جدا في التحاليل للتحضير لزراعة الكبد، ولينا أكثر من سنة نجرى هذه التحاليل.
وقالت، لأول مرة أسمع واعرف يعنى إيه زراعة كبد، كان بالنسبة لينا أن العملية دى بتموت مش عملية عادية، ولكن لما شفت ناس كتيره من الذين قاموا بزراعة الكبد بالمعهد تفاءلت إنها حاجة كويسه، وأن الزراعة ستنقذ حياته.
وأوضحت، أمنية حياتى كان أنجاب طفل، فمن حوالى 3 أعوام ذهبت إلى جميع الأطباء المصريين علشان أنجب طفل، ولكن محصلش نصيب، وكل ما أجى أعمل حقن مجهرى لا نجد حيوانات منوية، لأن زوجى عمل عمليتين قبل كدة علشان ننجب عملية دوالى، وعملية أخرى.
وقالت، علشان خاطر إنه ابن خالى، وبحبة طبعا، وزوجى، كنت صابرة على عدم القدرة على الانجاب، ولكن اكتشافنا إنه مصاب بأورام سرطانية بالكبد كان صعب علي جدا، وأول ما سمعت إنه مصاب بسرطان الكبد بكيت، وكان بالنسبة لى الزراعة ارحم وافضل وكنت باتمنى أن تكون أنسجتي متوافقة معاه علشان يجرى الزراعة، على أساس نتوجع مرة واحدة في العمر، ولا نتوجع العمر كله وقالت، أنا عندى 32 سنة، وهو عنده 40 سنة ومفيش حد من أخواته وافق على التبرع له بالكبد، وأنا لم أشعر بالخوف من العملية، وعندما تم عرضنا على اللجنة الثلاثية سألني الدكتور هل عرفوكى خطورة العملية؟ قلت له همه مشرحوش بالضبط لكن الدكتور فهمنى إنهم “حيشيلو ثلثي الكبد والمرارة”، وسألني فاهمه يعنى إيه؟ قلت له موافقة ماشى، ونشكر ربنا، وأنا مبسوطة إنى حتبرع له، مضيفة متتخيليش لما تتحطى في موقف أن زوجك يكون مصاب بأورام سرطانية بالكبد معناها إيه؟، يعنى ممكن يموت فيها.
وقالت، لما يكون في ايدك حاجة علشان تعمليها له لازم تعمليها علشان تنقذى حياته، علشان نعيش سوا، مع بعض.
وأضافت، كان حلمى أن أكون أم، وأتمنى أن ربنا يرزقنى ويراضينى بعد الزراعة، فانا بطلبها من ربنا أنه يدينى طفل، ولكن أنا بدعى ربنا دلوقتى أن نقوم من الموضوع ده بسلام، فالعيل ممكن يتعوض، ولو ربنا معوضنيش بطفل، يكفى أن جوزى حيكون كويس في الدنيا، ونعيش عيشة كويسة بدل ما نعيش بالمرض والألم.
وأوضحت، جوزى كويس، وطيب، وبيحبنى، وحلمى الوحيد أن أكون أم، ويكون ليه عيل في الدنيا، وحاسة أن ربنا حارمنى من حاجة كبيرة.
وقالت الأطباء عروفنى كل حاجة عن مضاعفات العملية، وأنا راضية وموافقة كمان على هذه المخاطر، وأنا بأقنع نفسى بالجراحة، وكأنها ولادة قيصرية، لأن جوزى طيب، وغلبان، و معندوش بيت، واحنا قاعدين عند بيت أبويا، ومحدش بيشتغل فينا، وهو فلاح وممعهوش شهادة، وأنا بدعى ربنا أن ربنا يقف معانا، وربنا حنين علينا، وأنا اول مرة في حياتى أجرى عملية، وأمى خائفة على جدا، وتقولى أوعى تعملى العملية، وقعدت تبكى لآنها خائفة وكنت ناوية اعمل العمل من غير ما أقول لها، وأنا لى 3 اخوات بنات خايفين عليه، وانا قلت ليهم مينفعش اتخلى عنه، ولو ربنا ادانى المرض كان حيقف معايا ولن يتخلى عنى
.أما الزوج أيمن نبيل شفيق من مركز سمالوط محافظة المنيا قرية إبراهيم باشا، فيحكى قصة مرضه قائلا: اكتشفت المرض في إبريل 2019، وقمت بعمل تحاليل في مبادرة 100 مليون صحة عرفت من خلالها إني مصاب بفيروس سى، وعملت حقن بمستشفى الدمرداش، ولكن لم يفيدنى، ثم ذهبنا إلى معهد الكبد القومى بالقاهرة.
وأضاف، زوجتى تشكر أنها شالتنى في مرضى، وتعبى ومتخلتش عنى زى حد تانى، ومشركانى في كل حاجة، مضيفا محدش ألزمها أنها تدينى كبدها، رغم أن إخواتى لم يوافقوا على التبرع لى، موضحا، إننى لم اعرض عليها هي اللى عرضت على، وهى تشكر على ذلك، وأنا خفت عليها، وقلت لها انتظرى لما نشوف حد من برة يتبرع لينا، وخليكى إنت آخر واحدة فهى زوجتى وشريكة حياتى، واحنا متربين مع بعض وعمرى ما زعلتها، وهى بنت عمى، وأنا ابن خالها، وأنا بحبها موت علشان كده هي اتبرعت ليه، وأنا فرحان بيها جدا أن تدينى حته من جسمها، وان كان عليه أنا مش عايزها تنجرح، ولكن الله غالب ليس أمامنا سوى هذا الحل، وأشكر ربنا أن التحاليل بتاعتنا متوافقة، كان في ناس كثيرة كانوا بيبيعوا كبدهم وطلبوا مننا 300 ألف جنية علشان يتبرعوا لينا، وأنا ليس معى هذا المبلغ، ومن شهر ابريل 2019 وأنا بدون عمل، وأنا فلاح ولكن معدنيش أرض كان عندى 5 قراريط وبعتها لعمل الأشعات والتحاليل، وأحنا عايشين فى بيت أهل زوجتى عند حماتى وحماى.
وقال، أنا مش خايف من الموت، ولو ربنا أراد انى اموت حموت، ولو مت أفضل من العيش بالمرض، واللى عايزه ربنا حيكون.
وأضاف، لم يعارض أحد من أهلها على العملية، واللى شايفه في أهلها مش شايفه في أهلى، واحنا جرينا كثير في الخلفة من بداية جوازنا في 15 /5/2005 وانا عملت عمليات كثيرة ولسه ربنا ما أردش، ومخلناش دكاترة وعملت عمليات كثيرة من أجل الخلفة.
وأضافت والدة نادية، ربنا يقف معاهم، مضيفة، إن يوم العملية مش راضيين يجبونى علشان مش حاقدر أتحمل شكلها وهى داخله العملية