بقلم المهندس محمد عبد السميع
وانطلقت الطائرات وقت الظهر .
قام كل قائد سرب بتلقين طياريه المهمه المباشرة بالهدف الرئيسي والهدف التبادلي لكل قائد تشكيل وكل طائرة ، وكان التلقين معروف للطيارين منذ اشهر ، فقد تدربوا لقصف اهداف معينه في مواقع معينه ، وقاموا بمشاهده صور الهدف وتدربوا علي مجسمات مماثله في تبات اطلاق الذخيرة الحيه ، فلم يكن التلقين لهم سوي اعاده لتلقين التدريبات التي قاموا بها خلال السنوات الماضيه .
وطغي التركيز والرغبه في الانتقام من العدو فوق الاحساس العارم بالفرح والنشوة من قرار الحرب ، ورغم ذلك كان بداخل كل طيار شك من ان الحرب ستقوم فعلا ، فقد تكرر هذا المشهد في خريف ١٩٧٢ وفي مايو ١٩٧٣ وفي النهايه تعود الطائرات الي الدشم مرة اخري ، لكن هذا الشك انتهي وتبخر فور اقلاع الطائرات ، فهذه المرة – هي الحرب
ففى الساعة الثانية تماما انطلقت حوالى ٢٢٠ طائرة مصرية من المقاتلات ميج ٢١ ومقاتلات قاذفة ميج ١٧ وسوخوى٧ بعبور قناة السويس فى اتجاه الشرق نحو كل ارجاء سيناء الحبيبة على ارتفاع منخفض بعد اقلاعها من ٢٠ قاعدة جوية لتنفيذ المهمة التى حددت لهم فى عمق سيناء ضد مركز قيادة العدو فى أم مرجم ، ومركز الاعاقة والشوشرة فى جبل أم خشيب ، ومطارى المليز وبير ثمادا ، ومراكز تمركز احتياطيات العدو ، ومواقع بطاريات الصواريخ هوك المضادة للطائرات ، ومحطات الرادار ومدفعية العدو بعيدة المدى من عيار ١٧٥ مم، وبعض مناطق الشئون الادارية.
وقد نجحت الضربة الجوية نجاحا مؤثرا ، وعادت الطائرات فى الثانية وعشرون دقيقة بعد أداء مهمتها من خلال ممرات جوية محددة تم الاتفاق عليها بين قيادات الدفاع الجوى وقيادة القوات الجوية من حيث الوقت والارتفاع . وكانت خسائرنا عبارة عن ٥ طائرات فقط . والحمد لله .
الى لقاء آخر ،،،