قابلت شكري والذى صارت بيننا صداقة حديثة لم تزد عن شهور قليلة ولكنها قوية في مشاعرها. شكرى: اريد أن افهم لماذا لا تهاجمون اليهود لأنهم – كما تقولون – صلبوا المسيح، وتهاجمون الذين يضطهدون المسيحيين؟ قلت: الذين صلبوا المسيح ليسوا موجودين الآن لنقول لهم والذين يضطهدون المسيحيين موجودين.
شكرى: ولكن اليهود الحاليين يوافقون على صلب المسيح فكأنهم مشاركين فى الفعلة.
قلت: بالرغم من أن أيماننا بأن المسيح أتى ليصلب ولكننا نقول أن اليهود صالبيه كانوا مخطئين بمحاكمته عن غير عدل وبصلبه، وبعض الذين شاركوا فى صلبه عادوا وآمنوا به بعدها والذى طعنه بالحربه وهو على الصليب عاد وآمن به واستشهد على اسمه.
والقديس بولس كان مضطهدا كبيرا للمسيحيين قبل إيمانه ثم آمن بالمسيح واستشهد على أسمه.
ونحن أيضا نتكلم كثيرا عن خطأ اليهود الذين صلبوا المسيح وبالأخص فى اسبوع الآلام التى قبل عيد القيامة نركز على هذا.
شكرى: أننى أفهم انكم تقولون أن الذين صلبوا المسيح قدموا لكم خدمة لإتمام الفداء من الخطيئة اليس كذلك؟
قلت: نعم موت المسيح الذى هو كلمة الله قدم للعدل الألهى ثمن خطيئة البشر فأصبحت البشرية فى صلح مع الله.
شكرى: فلماذا لا تعتبرون أن اضطهاد المسيحيين هو بركة لهم ولا تهاجمون الذين يضطهدونهم؟ قلت: حقيقي الاضطهاد بركة والكنيسة المسيحية اقوى بالاضطهاد ومثل أن كانت صلاة يونان النبى أعمق واقوى وهو فى بطن الحوت كذلك صلاة المسيحيين الذين فى الضيقة أقوى واعمق.
والمسيح وعدنا ببركة تحمل الاضطهاد.
شكرى: أذا انت بمطالبتك برفع الاضطهاد عن الأقباط تطلب رفع البركة عن المسيحيين، ألست اكلمك بمنطقك؟
قلت: فى الوقت الذى نعتبر الاضطهاد بركة للكنيسة ولكن عندنا واجب أن ندافع عن أخوتنا المضطهدين والبعض منهم يضعف من هذا الاضطهاد وينكر الإيمان وواجبنا الدفاع عن هؤلاء، وهذا مثل أن تكون الحاجة المادية للبعض طريقة للاتكال أكثر على الله ولكننا مطالبين أن نقدم ايضا العون المالي للفقير، فهل تتهمني بأنني اقلل من اتكال من اقدم له العون المادي لاحتياجه أو افسد إيمان الجائع بإعطائه بعض الأكل؟
شكرى: الأقباط يحبون اليهود بالرغم من أن اليهود لا يحبون المسيحيين وبالرغم من صلبهم للمسيح ، كيف تبرر ذلك؟
قلت: المسيحي الحقيقي يحب الكل حتى الملحدين.
فنحن نكره ونهاجم الخطأ ولكنا نحب الخطأة. شكرى: هل تعاليمكم تقول شجعوا الكفار واحبوهم لكى يكبر ويزيد خطأهم.
قلت: وصايا المسيح أن نحب الخطأة ونكرة الخطيئة، فأنت تحب أبنك بالرغم من خطأه ولكنك تكره الخطأ الذى يفعله. وايضا لن تسر مطلقا بأبن صالح لك لأنه يكره أخيه الفاسد، بل تسر بأبنك الصالح الذى يحب أخيه الفاسد ويحاول اصلاحه وتسر بالأكثر بالفاسد الذى يعود عن فساده، ودعنى اقول لك ان البشر جميعهم اخطأوا وفسدوا والرب الاله يحب كثيرا عودتنا عن خطأنا وهذا هو جوهر المسيحية فى الاعتراف بالخطأ والعودة عنه طالبين المغفرة بأسم دم يسوع المسيح الذى صلب عنا، والمسيح يقول أن السماء تفرح بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين لا يحتاجون لتوبة.
شكرى: تعاليمكم جميلة ولكنها نظرية فلا يستطيع أحد أن يحب عدوه.
قلت: الطالب لا يمتنع عن دخول كلية الطب لأنه لا يستطيع أن يقوم بجراحة المخ والأعصاب ولكن بعد دخوله من الممكن أن يتعلمها، فمحبة الأعداء هي قمة الوصايا التي نسعى لها في المسيحية وفرق كبير بين أن تسعى لمحبة الأعداء والرب يعطيك هذه المقدرة وبين أن تسعى لكراهيتهم والانتقام منهم وقتلهم.
شكرى: المفروض أن المسيحيين يظهرون هذا في كلامهم وايضا بأعمالهم.
قلت: كلامك حقيقي ولكن حتى المسيحي الحقيقي يضعف أحيانا ولكنه يعود عن ضعفه ويطلب القوة من المسيح. د. رأفت جندي