بقلم المهندس محمد عبد السميع.
بداية تنفيذ الخطة ( بدر ) – الضربة الجوية –
في ظهيرة يوم الجمعة ٥ أكتوبر ١٩٧٣ الموافق ٩ رمضان ١٣٩٣ هجريه استدعى قائد القوات الجوية المصرية اللواء طيار محمد حسني مبارك قادة الالوية الجوية في اجتماع عاجل و سري جدا وبحضور كل من رئيس أركان القوات الجوية اللواء طيار محمد نبيه المسيري ورئيس شعبة العمليات اللواء طيار صلاح المناوي ورئيس فرع التخطيط اللواء طيار محمد شبانه .
واخبرهم قائد القوات الجوية بموعد الحرب وانها ستبدأ باكر يوم السبت ٦ أكتوبر ١٩٧٣ الساعة ٢ ظهرا .
وألقى عليهم التلقين النهائي للعملية الهجومية الجوية المخطط لها وشدد علي سريه الموعد واخبرهم بعدم الافصاح عن الموعد لاحد على الاطلاق الا من خلال جدول معين لتبليغ كل قائد .
وقبل موعد إقلاع الطائرات المصرية لأداء مهامها القتالية يوم ٦ أكتوبر تم إقلاع بعض الطائرات الحربية من بعض المطارات لعمل طلعات روتينيه تدريبية للتمويه والخداع ولعدم لفت نظر العدو لما يتم التخطيط له ، وتحدث الطيارون في اللاسلكي مع برج المراقبة بشكل عادي جدا حتى يلتقط العدو حواراتهم كالمعتاد، كما تم إرسال إشارة مفتوحة غير مشفرة تبين أن قائد القوات الجوية المصرية وبعض معاونيه سيقومون بزيارة لطرابلس في ليبيا في هذا اليوم و هذه الزيارة كان مخطط لها وتم تأجيلها عدة مرات من قبل. وكان عدد من طياري القوات الجويه قد علموا بأستعداد قائد القوات الجويه للسفر الي ليبيا، وجهزوا طائرته وكانت علي اتم استعداد للسفر حتي لحظه بدء الحرب .
كذلك اقلع عدد من تشكيلات الميج ٢١ من مطار المنصورة وقاموا بدورة طيران عاديه وعند الانخفاض للهبوط فوق المطار، استمرت الطائرات علي ارتفاعها المنخفض ، وبعيدا عن اعين الرادارت الاسرائيليه لتهبط في مطار بلبيس كما تم من قبل عشرات المرات كتدريب روتنيني لكن هذه المرة كانت الاخيرة ، ولم يعرف الطيارون ذلك الا عندما وجدوا طائرات السوخوي في مطار بلبيس بكامل حمولتها وكان دور المقاتلات الميج ٢١ المقاتله هو الطيران في حراسه لصيقه جنبا الي جنب مع القاذفات السوخوي نحو اهدافها.
اتجه قائد القوات الجوية اللواء طيار محمد حسني مبارك إلى غرفة العمليات الساعة ١٢ ظهرا يوم السبت ٦ أكتوبر ١٩٧٣ وكان هادئ وطبيعي جدا واطلع على الموقف الجوي فوق الجمهورية وفوق سيناء عند العدو وتأكد من كل التفاصيل الخاصة بالعملية الهجومية الجوية وأن العدو لم يشعر بنيتنا في الهجوم عليه وتابع بقلق اقلاع عدد من طائرات العدو من مطار رافديم ( المليز) ثم تنفس الصعداء عندما عادت تلك الطائرات الي مطارها مرة اخري ، فقد كان العدو يغط في نوم عميق .
ثم أُطلق النداء الكودي (صدام) لبدا العمليات الجوية وبعد دوي هذا الكود المتعارف عليه في جميع غرف عمليات المطارات والقواعد الجوية المصرية ، بدأ كل قائد سرب بفتح المظاريف والاطلاع على المهام الموكلة له وتم وضع خرائط العمليات الحقيقية بدل خرائط التدريب .
لم يعلم الطيارون المصريون بأمر الحرب او موعدها او ساعة بدا العمليات الا قبل الحرب بساعات قليلة جدا في يوم السبت ٦ أكتوبر لضمان السرية التامة للعملية الهجومية كما ذكرت ، واستبشروا خيرا وصاحوا
(الله اكبر .. الله اكبر) .
ولتبدأ ملحمة الفداء وبانوراما حرب أكتوبر بهجمة الطيران المصرى معلنة بداية المعركة ،،
الى لقاء آخر ،،،