بقلم المهندس محمد عبد السميع
لقد بدأت الحرب فعليا يوم أول أكتوبر فى سلاح البحرية المصرية .
كانت البحرية المصرية بقيادة اللواء فؤاد ابو ذكرى اول من أخذت أمر الحرب قبل بدايتها باسبوع كامل حتى تصل بعد هذا الوقت الى اهدافها عند باب المندب مدخل جنوب البحر الاحمر ، وتم ذلك بتسليم قائد الاسطول المتجة الى مضيق باب المندب والذى كان موقع اقامته فى خليج السويس مظروفا مغلقا وحرصا على عدم استخدام الاتصالات الاسلكية فكانت الاوامر مكتوبة وممنوع فتح المظروف الا فى يوم كذا الساعة كذا … ليجد التعليمات .
وكانت حركة الاسطول بحجة مساعدة اليمن الجنوبية او التحرك لميناء فى الهند لعمل صيانة دورية للسفن وكان ذلك اعتباراً من يوم ٢٧ سبتمبر ١٩٧٣ وبدأت خمسون قطعة بحرية مصرية انتشارها فوق مياه البحرين المتوسط والأحمر ، كما وصلت مجموعة بحرية مكونة من مدمرات وفرقاطات إلى مضيق باب المندب المدخل الجنوبى للبحر الاحمر . كما هو مرفق بالخريطة.
ومع بدأ العمليات في السادس من أكتوبر تم إعلان البحر الأحمر عند خط ٢١ شمالاً، منطقة عمليات وتمكنت البحرية المصرية خلال الفترة من ٦ أكتوبر حتى ٢١ أكتوبر ١٩٧٣ من اعتراض ٢٠٠ سفينة محايدة ومعادية ، إلا أن ناقلة بترول إسرائيلية لم تمتثل لتعليمات البحرية المصرية بالابتعاد عن الخط الشمالي المار بين جدة وبور سودان لأنها منطقة عمليات ، فقامت الغواصات المصرية باعتراضها وإغراقها بالطوربيدات ، فتوقفت الملاحة نهائياً منذ يوم ٧ أكتوبر في البحر الأحمر ..
وقامت وحدات بث الألغام البحرية بإغلاق مدخل خليج السويس ، كما هاجمت الضفادع البشرية منطقة بلاعيم ودمرت حفاراً ضخماً ، فيما تم قصف منطقة رأس سدر على خليج السويس بالصواريخ ، لتصاب عمليات شحن البترول في خليج السويس إلى ميناء إيلات بالشلل التام ، حيث كان الهدف الإستراتيجي للقوات البحرية هو حرمان إسرائيل وقواتها المسلحة من البترول المسلوب من الآبار المصرية في خليج السويس والبترول المستورد من إيران والذي يصل إلى ١٨ مليون برميل سنوياً ، ونجحت القوات البحرية في السيطرة على مسرح العمليات البحرية بامتداد ١٦٠٠ كم على السواحل المصرية و٤٠٠ كم على السواحل الإسرائيلية لتؤمن أجناب الجيش المصري الذي يخوض معركة التحرير في سيناء وتحيط به مساحات مائية هائلة من الشمال والجنوب ..
الى لقاء آخر لاستكمال احداث أخرى ،،