متابعة / أمل فرج
الأغاني كانت تهز عزبة عفيفي بقرية الرحمانية في ميت غمر ، المهنئون يتوافدون من كل مكان، علامات الفرحة عارمة ترتسم على وجوه الضيوف ، أجواء طبيعية في أي حفل زفاف ، واستمر الحال الأقارب والجيران ملتفون حول العريس وعروسته يتراقصون ، وسط تصفيق وحماس من الحضور، لكن سرعان ما انقلب الحفل بشكل مفاجئ ودرامي إلى معركة بين المعازيم عقب تناولهم مشروب ” تمر هندي “.
بدأت الواقعة يوم الجمعة الماضي، حيث حضر المعازيم حفل زفاف “وهبة” على عروسته، وسرعان ما انقلب الحفل لنكد بعدما تشاجر الضيوف مع بعضهم، وأصيبوا بحالة مفاجئة من العصبية والهياج والهيستيرية، وبدأوا في شد شعور بعضهم وتبادلوا الضرب أثر توزيع “عصير تمر هندي” عليهم.
لم الأمر دون تفسير من سكان العزبة، الذين أرجعوا سبب الأزمة إلى أعمال السحر، إذ حضرت الفرح سيدة تدعى “ظاظا” اشتهرت بينهم بالدجل والاستعانة بالسحارين، وفور إعطائها العروسين “النقطة”، بدأت الأحداث تتوالى، ويتم القبض على عدد من الضيوف و استجواب العروسين.
الغضب المفاجئ والعصبية والهياج الشديد، كان لهم تفسير آخر من وجهة نظر العلم، إذ أوضحت الدكتورة رحاب عبدالمنعم، رئيس قسم الصيدلة بجامعة مصر، أن هناك العديد من المركبات والعقاقير التي يمكنها أن تسبب حالة الهياج المفاجئة.
وتأتي نبتة “جوزة الطيب” ضمن مسببات فقدان الوعي، فإذا تم استهلاكها بجرعة زيادة ممن الممكن أن تسبب في الهلوسة على وقت طويل، وأيضا هناك أشياء يمكن رشها في الجو، لكن تأثيرها يكون محدود إلى حد ما، وأسرع الأشياء مطابقة لما حدث في ذلك الحفل هو مخدري “الاستروكس” و”الفودو“.
وشرحت رحاب، في حديثها أن مخدري “Strox” و”voodoo”، بإمكانهما التسبب في هياج شديد وهلوسة وعصبية مفاجئة بعد دقائق معدودة تصل ما بين 10 دقائق إلى 20 دقيقة، موضحة أنه حال تناولهما عبر المشروبات أو السجائر يكون تأثيرهما أسرع.
وعن ما إذا كان التمر أحدث تفاعل ما، توضح رئيس قسم الصيدلة بجامعة مصر، أن الخصائص الحامضية المتواجدة في المشروب يمكن أن تساعد على زيادة التأثير، إلا أن العقارين بإمكانهم عمل هياج وهلوسة بمفردهم، ومحظور تواجدهم في الصيدليات، ويعرض الصيدلية المتواجد بها للمسائلة القانونية والمحاكمة.
ويؤكد الدكتور الصيدلي باهر السعيد، نفس التفسير، مشيرا إلى أنه لا توجد أي أدوية تسبب الهياج والعصبية المفاجئة، ومخدري “الاستروكس والفودو” يندرجان تحت المخدرات المهلوسة التي تسبب خيالات وهياج لمستخدمها وتؤثر على الجهاز العصبي المركزي.
ويمتد تأثيرهما على المدى الطويل لحد تدمير خلايا المخ وفقدان الشخص الإحساس بالوقت والزمن، ويمكن أن يصل إلى حد الانتحار في بعض الأوقات، ولا يتذكر الشخص ما فعله تحت تأثير المخدرين بسبب التأثير الشديد على الجهاز العصبي، وهما شديدي الخطورة على الشخص ويسببا هلاوس وعصبية في دقائق عدة.
ويشدد باهر، على أن “الاستروكس والفودو” ليس لهما مركب دوائي وإنما يتم صنعهما “تحت السلم”، موضحا أنهما مزيج من نبات الحشيش “القنب” وبعض المركبات الكيمائية مثل الأتروبين والهيوسين والهيبوسيامين وأحيانا يتم إضافة المورفين، ولا يتواجدا بشكل شرعي في أي صيدلية، وهما يختلفا على سبيل المثال عن مخدر “بودرة الصراصير”، لأنه في الأساس مركب دوائي “الباركينول”، ولا يتواجدا بأي اسم تجاري.
ويمكن أن تتفاعل المشروبات مع المخدرين وفقا لطبيعتها، فإذا كانت طبيعية مثل التمر الهندي والقصب والبرتقال فلا يوجد أي تغيير في طبيعة المخدر نفسه، أما المشروبات الغازية يمكن أن تتفاعل معها وتقلل أو تزيد من فاعليتها، كما أن المشروبات المنبهة التي تحتوي على الكافيين تزيد من تأثير المخدر على الشخص لأنها مادة منبهة في حد ذاتها.
يحدث أحيانا بعض المواقف الصعبة التي تؤدي لانفصال الطرفين، ولكن الغريب في الأمر هي بعض الحيل والتصرفات التي تلجأ إليها بعض السيدات لتكشف الزوج