بقلم: مدحت عويضة
يضرب كوفيد-19 كندا بعنف هذه الأيام فمنذ أسبوعين وأرقام الإصابات الجديدة تشكل صداعا في رأس الحكومة الكندية الفيدرالية, وكذلك في رأس حكومات المقاطعات وخصوصا أونتاريو وكيبيك.
في أونتاريو ارتفعت الأرقام من أقل من المائة في أغسطس إلي ما فوق ال 400 إصابة يوميا فى بعض الأحيان. ومع ذلك يتردد سؤالا ملحا هل سيتم إغلاق كندا مرة أخري وتعود أيام الحظر؟ علما بأن أرقام سبتمبر هي أكبر من أرقام مارس التي كانت سببا في الإغلاق.
في رأى الشخصي أنه لن يتم الإغلاق مرة أخري وأن كان ممكن استثناء المدارس فقط والعمل بنظام التعليم عن بعد.
وتبقي جميع الأعمال الأخري بدون إغلاق. ولكن ما السبب في عدم الإغلاق.
أولا: قلة عدد الوفيات في الموجة الثانية عن الموجة الأولي والسبب في ذلك أن كورونا غالبا ما تقضي علي حياة كبار العمر وأصحاب المناعة الضعيفة وقد قضت الموجة الأولي علي معظم هؤلاء للأسف.
ثانيا: قلة الوفيات ليس بسبب قضاء المرحلة الأولي علي عدد كبير من أصحاب المناعة الضعيفة فقط ، بل يضاف إلي ذلك الوصول لأفضل طرق لعلاج الفيروس.
في الموجة الأولي مات معظم المرضي لأنه لم يكن قد عرف بعد أن الفيروس يعمل على تكوين تجمعات دموية في الرئتين تسبب صعوبة التنفس والاختناق، وبالتالي فالعلاج لم يكن معروفا كما هو الآن.
كذلك فأن العالم أصبح أكثر قدرة علي توفير العلاج الأفضل ولم يعد أحد في حاجة للتجربة فقد انتهت التجارب مع الموجة الأولي.
ثالثا: لم تعد الحكومات قادرة علي دفع فواتير الإغلاق والرجوع للحظر فهي تكلفة باهظة لم تعد في مقدور أي دولة في العالم دفعها.
فقد أرهقت الموجة الأولي أقتصاد كل بلاد العالم ولم تعد هناك للأقتصاد القدرة علي تحمل خسائر أخري قد تؤدي لكوارث علي مستوي الدولة وعلي المستوي العالمي.
رابعا: كثير من سكان كندا والعالم يرفضون فكرة الحظر مرة أخري فقد سبب للبعض أمراض نفسية والبعض يراها تجربة صعبة ولا يريد تكرارها.
كما أن بعض الأطباء يحذرون من التكلفة الطبية العالية للأمراض النفسية التي قد تنتج عن الحظر والتي قد تتعدي تكاليف كورونا.
كما أن الحظر سبب مشاكل اجتماعية بجانب المشاكل الصحية وعودته تهدد استقرار الأسرة بعد ان شهدت الفترة الأولي معدل قياسي لارتفاع حالات الطلاق والإنفصال.
خامسا: لدي الكثير من الأطباء والسياسيين الأمل في القرب من توصل العلم للقاح يقضي علي الوباء ويكون المنقذ للبشرية من هذا الفيروس.
فجميع التوقعات تؤكد بأن اللقاح قد يتوفر في أكتوبر أو بعد الانتخابات الأمريكية
وعلي أكثر تقدير قبل نهاية العام. وربما يكون اللقاح الروسي لقاح فعال فعلا وتم رفضه لأسباب سياسية وليس أسباب علمية. ولكن الجميع لديه الأمل أن يصل العلم في البلاد الغربية علي لقاح يتفق عليه العالم لنطوي صفحة هذا الوباء.
سادسا: أصبح للعالم خبرة كبيرة في طرق الوقاية من الفيروس بعد ان عاش مع الفيروس قرابة العام.
واستقر العالم علي طرق الوقاية وتم إضافة الكثير من الطرق واستبعاد طرق أخري لم يثبت قدرتها علي وقاية الناس من الفيروس.
في النهاية تصر كل دول العالم علي عدم الرجوع لنقطة الصفر مرة اخري وفي هذه المرة يجد إصرار الحكومات تأييد شعبي من شعوب العالم.
فالكل يدرك أن الخسائر التي قد تنتج من إعادة الحظر قد تؤدي لأضرار كبيرة قد يصعب علاجها وقد تؤدي لإفلاس بعض الدول.
ولقد أصبح العالم ما بين أمرين التضحية ببعض الناس أو التضحية بكل الناس وبمستقبل البلاد.
وأن كان كلاهما اختيار صعب إلي ان كل المؤشرات تشير لعدم إصدار قرار لإغلاق البلاد مرة أخري.
كندا مثلها مثل كل العالم فقد تعدت تكاليف الموجة الأولي قدرات كندا الاقتصادية ولم يعد لدي البلاد القدرة علي تحمل تكاليف الحظر مرة أخري.
كما أن المعارضة الكندية ممثلة في حزب المحافظين ضد أي قرار حكومي يفرض الحظر مرة اخري.
وفي اعتقادي أن الامور ستسير في طريق كيفية التعايش مع كورونا لحين توفير لقاح لها في كندا مثلها مثل باقي دول العالم. ربما يحدث عكس ذلك ولكن لا اتمني أن تغلق كندا مرة أخري.
هناك دولة واحدة فى العالم تعطى المعلومات الصحيحة
المصابين – الوفيات- المتعافين
الاجمالى لا بد أن يكون صفر
تستطيع معرفة هذه الدولة من احصائيات منظمة الصحة العالمية
عدد الوفيات بها 28 حالة والمصابين تم تعافيهم بدون لقاح
هل هناك من يدبر مثل هذا -وهل نتعلم ونعمل مثلهم