بقلم / أمل فرج
من عجائب خلق الله هذا الشعور الذي يخلق من أحدهم شخصا لا بديل له في حياتك ، ولا يتكرر ، يراه البشر بشرا كأي بشر ، ولكنك تراه كل خلق الله ، رغم كل من يصادفوك ، يظل هو محور الحياة ، ونبض الإحساس بالوجود ، في أي مكان كان على أرض هذا العالم ، شيء ما بداخلك يظل لا يتخلى عنه ، رغم سنوات العمر ، رغم مسافات الأرض ، رغم منعطفات الحياة ، شيء ما يطمئن في كل كيانك إذا حضر ، وكأنك تملك العالم ، ولا تبحث في حضوره عن شيئ بعد ، وحين يأخذه الغياب يأخذ معه كل معنى للوجود ، يرحل معه الأمان ، الاكتفاء ، السعادة ، تشعر بعدها ببرد الرحيل ، ووحدة الإحساس ، وفراغ العالم ؛ لا يملأ فراغه كائن من كان ، ولو حضر أهل الأرض جميعا .. وحده يغنيك عن كل شيء ، و أي شيء ، وتظل تسأل : لماذا هو ليس غيره من يستطيع أن يغنيك عن الدنيا بما فيها ، ومن عليها ؟! لماذا وحده يستطيع أن يحمل لك كل هذا الأمان ؟! وحده يجعلك سعيدا و إن كنت تسكن في حضن الأحزان ، لماذا وحده يجعلك تتنفس الحياة ؟! وحده يختصر الأماكن ، يختصر الناس ، يختصر المشاعر ، لتجتمع جميعها في شخص واحد لا يتكرر على مر السنين ، وحده لا تتغير نحوه رغم السنوات ، رغم الانشغالات ، رغم الخلافات ، رغم البعاد ، رغم قسوة الحياة ، وكأن هناك مشاعر قد خلقت بلا مفردات ؛ هي أكبر و أعمق من كل الكلمات والمعاني ، هي مشاعر لا تموت ..