الجمعة , نوفمبر 22 2024

مقتول أنا والوفاة طبيعية ..

كتبت / أمل فرج

ليس ضعفا أن تبكي ، أو أن تحزن ، أو أن تتألم ، أو أن تنعزل ، وتستجيب لانفعالات الأحزان حين تكون ضيفا ثقيلا في حياتك ،  ولكن القوة أن تتحرك مع الحياة و أنت تصارع كل هذه الأحمال ، أن تسير بها ولا تسير بك ، أن تبكي و أنت تقود قطار العمر وأن تصلح أعطاله ، لا أن تقف أمامه ، أو أن تمكث طويلا تنظر لزجاج نافذته المكسور ، أو عجلاته المثقوبة ، استجب لفطرتك في البكاء حين تغالبك دموعك ؛ فما كان البكاء ضعفا ، و لن يكون،  اسمح لبركان أحزانك أن ينفجر و أنت لا تتوقف عن ممارسة مهام الحياة ، و أن تباشر أعمالك بكل تفاصيلها مابين قفزات و خيبات ، وإن كانت أحزانك تتسلط عليك بكل قوتها ، وإن سقطت تارة ، ووقفت تارة ، وتحركت تارة أخرى ، فاستمر ، ولا تيأس ؛ فالحزن سنة في الحياة ، كما هي السعادة ، و أما نصيب كل منا من كل منهما فهو قضاء و قدر ، لن أخبرك أن تتغلب على أحزانك ، فلا أحد يتغلب على قوى الطبيعة ، مهما تشدقوا بالشعارات ، و نصائح الأمل ، كل ما في الأمر أننا قد ننجح في أن نساعد أنفسنا ـ، بعون من الله ـ أن نجتاز فترة الحزن التي لابد أن نخضع لها حين تواجهنا الحياة بما يؤلمنا ، هي ليست محاولة ، أو اجتهاد ، أو تفوق منك ، ولكنه بأمر تفرضه الطبيعة ، و سنة الله في خلقه ؛ فقد كتب الله علينا ألا تتوقف الحياة لأحزان وأوجاع أحدنا ، وألا تشفع لنا أمام انكساراتنا ؛ فستحاسبنا الأيام قليلا ، ربما طويلا بطول ما مكثنا في ضيافة الحزن و الألم ، استجب لفطرتك في أن تعبر عن حزنك ، و ساعد نفسك أن تخرج من غرفة الأحزان ، وفي النهاية تأكد أن كل انفعالات الإنسان وقت محتوم مهما قاومته ، ثم يمضي بأمر ربه حيث شاء ، أو أن تمضي أنت إن كان حجم قوة الحزن لا تجدي معه قواك ، أو إن رفضت جوارحك و إرادتك الحياة ، سترحل وسيكون قضاء و قدر ، هذا فقط ما سيخرج للبشر ، وما ستترجمه عقولهم ، لتنظر إليهم من عالمك الآخر و تسمعهم  و هم يرددون ” سبحان الله ماكانش عنده حاجة ” ، ” مات موتة ربنا ” ،  ستتركهم في عالمهم ، يتحدثون ، ويظنون ، ويبكون ،ويفرحون ، و يضحكون  ، وهم لا يفقهون ،  وترحل بعالمك بعد أن قتلوك ، و تُسجل في شهادة وفاتك  “وفاة طبيعية ” وقد تكون ـ فقط ـ أردت أن تعيش ” حياة طبيعية ” ..

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

قومى استنيرى

كمال زاخر رغم الصورة الشوهاء التى نراها فى دوائر الحياة الروحية، والمادية ايضاً، بين صفوفنا، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.