الريس مغاوري يعمل خفيراً على مجموعة من الفلل فى أحدي المدن الجديدة لا يغمض له جفن طول الليل لا يخشى الليل بل يأنسه وكان يخشاه كل من يسكن الظلام في قلبه وفكره
ذو وجه تكسوه سمرة لامعة وعيناه غائرتان بالكاد تستطيع ان تكتشفهما
ولا يضحك أبداً لكنه يبتسم دون يظهر عن اسنانه ذو صوت جهوري من الصعب أن تكتشف
رد فعله أو أحاسيسه وعلى رغم ما يبدو عليه من قسوة إلا انه من أطيب القلوب
التى تأنسها وأكرمها عطاءاً رغم قسوة الفقر الذي يعيشه كانوا ينعتونه بالراجل كل من تعامل معه
وتزوج من فتاة فقيرة مثله وهو لم يبلغ سن العشرين وهى أيضا اصغر منه قليلاً لم يتزوجا عن حب
وفى البداية كانت تحاول ارضاءه خوفاً منه وعند عودته فى الصباح الباكر كانت دائما فى انتظاره بالفطار الشهى رغم بساطته الشديد مجهزة له جلبابه القديم لينام به وتغسل له يوميا دون كلل جلباب شغله الجديد الى حد ما ويستيقظ عصرا ليأكل غذاءه أيضا البسيط ثم تجهز له كوب من الشاى مع التعميرة وهى عبارة عن برطمان صغير به ماء ويخرج منها بوص غاب رفيع شبيه الى حد ما بالشيشة وكانت تخرج وتتصاعد منها دخان تبغ تلك ” التعميرة ” آخذة كلاهما الى فوق السحاب فتتلاقى ارواحهما ليتوحدا وكان حبهما يكبر ويتزايد يوم بعد يوم مع دخان تلك ” التعميرة “كبر حبهما صارت هي كل حياته وهو أيضاً لم يكن لهما أحداً سواهم
ولَم يسأل احدهما الاخر في من كان السبب فى عدم الأنجاب وأكتفى بعضهما البعض فى تناغم سحري وفى سباق في إسعاد بعضهما البعض وكان أيضا لشهامته وأمانته وحكمته ان يتسلل بعفوية على أدق أسرار أصحاب الفلل فصار هو المالك وليس المملوك فكانوا يخشوه ويحبوه وكان بذلك يضمن استمرارية عمله
وحينما وصل الى سن الأربعين مرضت زوجته مرض قصير ولفقرهم لم يهتموا بالمرض حتى بعد فترة قصيرة صعدت روحها الى خالقها حزن عليها حزناً شديدا زاده حكمة وبهاء وكان يكثر من التدخين ليصعد دخان تبغه حتى يلتقيا أعلى السحاب وتكالب عليه أصحابه عارضين عليه أجمل وأغنى السيدات ولكنه كان رافضاً تماماً لهذه الفكرة وكأنه كان يريد ان يعذب نفسه لأنه لم ولن يري امرأة أخري سواها