جريدة الأهرام الجديد الكندية 
مقالات مشابهة
نستكمل اليوم أسباب فشل بلازما المتعافين فى علاج فيروس كورونا حيث وضع الدكتور سامح احمد الطبيب المصرى والأمريكى بوضع ثلاثة أسس تؤكد فشل بلازما المتعافين بلازما الدم فى علاج فيروس كورونا ، قمنا قبل ذلك بشرح الوضع الطبى واليوم نشر السبب التنظيمى لهذا الفشل
ثانيا من الناحية التنظيمية:
لقد تعاملنا مع هذا الوباء منذ ٨ شهور تقريبا في امريكا ولنكن صادقين:
بلازما المتعافين ما هي الا جسر او كوبري او حل مؤقت للطوارئ أثناء محاولتك التوصل إلى حل حقيقي ودائم
لكن المشكلة هي أننا ما زلنا لم نقم بتسجيل أي بيانات اكلينيكية دقيقة حول مدى فائدتها الحقيقية
البيانات الصادرة من مايو كلينيك والتي تحدث عنها الرئيس ترامب خلال المؤتمر الصحفي أمس لم يكن بها ” مجموعة تحكم” control group
مما يجعل من المستحيل الإجابة على السؤال الاهم وهو ما هو المدى الحقيقي لفعاليتها؟؟؟
وهذا يوضح الخطر الضار المتمثل في أن تسمح بحرية مطلقة بالاستخدام الطارئ لاي نوع من العلاجات. بدون دراسة اكلينيكية مسبقة وإذا قمت بإفساح الطريق لاي نوع من العلاجات يبدو جيدا ظاهريا فسيتم ايجاد اعذار لاستخدامها دون الحصول على نتيجة تبين اذا ما كانت مؤثرة حقا ام لا
انظر إلى وضعنا الحالي فيما يتعلق بلازما المتعافين:
لدينا بيانات عن أكثر من ٣٥ الف مريض تلقوا بلازما المتعافين ولكن ما زلنا لا نملك مقارنة جيدة بمجموعة لم تتلقاها وبالتالي فمن المستحيل معرفة المدى الحقيقي لفعاليتها ولا ينبغي أن تتم الأمور بهذه الطريقة في علاجات تمس صحة البشر
أعلم أنه كان هناك نسبة ٣٥٪ تحسنت حالتهم من خلال العلاج ببلازما المتعافين الذي تم الاعلانين في المؤتمر الصحفي أمس ولكن لسوء الحظ هذه مغالطة واضحة:
فقد استخدم ممثل هيئة الغذاء والدواء السيد هان عبارة: “تحسن بنسبة ٣٥٪ في البقاء على قيد الحياة”
وهذا جعله يبدو وكأنه أحمق لا يفقه شيئا في تحليل نتائج العلاجات او كانه شخص يحاول إبقاء رئيسه سعيدا فقط
لكن اي شخص قادر على القراءة والكتابة ان هذه الاحصائية غير حقيقية
ونظرًا لأن البيانات الناتجة من الدراسة الاصلية لا تحتوي على مجموعة مقارنة ضابطة وبالتالي فمن المستحيل ومن التخريف الإدلاء ببيانات مؤكدة حول فائدة العلاج واهدا الرقم ٣٥٪ ما هو الا سوء فهم للبيانات وللاسف بشكلٍ متعمد
هذا محزن لكن حقيقي وقد تراجع السيد هان عن تصريحاته على تويتر في وقت متأخر من الليل بعد المؤتمر الصحفي واسعدني هذا التراجع لكن كان عليه الإعلان على نطاق أوسع لتصحيح المعلومة
