هاني صبري – المحامي
اندلعت احتجاجات عنيفة في ولاية ويسكونسن الأمريكية بعد إطلاق الشرطة النار على مواطن أمريكي من ذوي البشرة السوداء يدعي جاكوب بليك عقب تلقيها بلاغ عن حادثة أسرية.
وقد نقلت الشرطة بليك إلى المستشفى في حالة خطيرة، لكنها لم تذكر الأسباب التي أدت إلى إطلاق النار عليه، ويظهر مقطع فيديو متداول على الإنترنت كيف أطلق شرطي، من أثنين كانا يتبعان الرجل، النار عليه بسبع رصاصات في الظهر عندما كان يحاول فتح باب سيارة وركوبها في مدينة كينوشا.
وعقب ارتكاب تلك الجريمة تجمع مئات من المحتجين أمام مقار الشرطة، ورشقوا الشرطة بالطوب وقنابل المولوتوف، واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع.، وتصاعدت حدة الاشتباكات العنيفة بين المحتجين والشرطة صاحبتها عمليّات شغب وتخريب، فيما فرضت السلطات حظر التجوال الليلي.
وتأتي حادثة إطلاق النار في وقت ازداد فيه حدة التوتر في الولايات المتحدة بسبب عنف الشُرطة ووحشيتها ، في أعقاب مقتل جورج فلويد، الأمريكي من أصول إِفريقية، بعد ضغط شرطي أبيض بركبته على رقبته لنحو تسع دقائق وأودي بحياته، في ضواحي ولاية مينيسوتا.
جدير بالذكر كانت هناك عدة حوادث قتل في السابق لمواطنين أمريكيين من ذوي البشرة السوداء على يد الشرطة تسببت بموجة غضب في عدة ولايات وخرجت العديد من التظاهرات التي نددت وقتها بعنصرية رجال الشرطة البيض. في تقديري الشخصي أنني أدين الاستخدام المفرط للقوة من قبل الشرطة الأمريكية ، ونرفض العنف غير المبرر الذي تمارسه الشرطة ضد بعض السود، ويجب إحالة هذا الشرطي إلي التحقيق وإذا ثبت تورطه في الجريمة يتم إنهاء خدمته وإحالته لمحكمة جنائية عاجلة، وأن الحادث ليس عرضياً بل يتجدد الجدل دائماً في الولايات المتحدة عند تكرار مثل هذه الأحداث المؤسفة.
كما نرفض أيضاً التصعيد وأعمال الشغب من قبل المحتجين، وندين كافة أشكال العنف. يري الكثيرين أن ظاهرة العنصرية ضد ذوي البشرة السوداء في أمريكا مازالت موجودة ، وتفاقم الانقسامات العرقية في الداخل الأمريكي ويحاول بعض تيارات اليمين الأمريكي المتشدّد التي تؤمن بنظرية التفوق العرقي إعادة عقارب الساعة الى الوراء. ناهيك عن الصراعات الحزبية بين الديمقراطيين والجمهوريين، وهناك حالة الاستقطاب، وانقسام مجتمعي، وسبب قرب الانتخابات الرئاسة، قد تزيد من تفاقم تلك الحادث، أمريكا علي صفيح ساخن.
لذلك يجب على الأمريكيين حل مشاكلهم عبر الحوار السلمي للوصول إلى نتيجة بناءة، وتغيير بعض سلوكيات الشرطة العنيفة ضده مواطنيها، والتصدي بكل حزم وفقاً للقانون لمثل هذه الجرائم لمنع تكرارها، وحماية حق الإنسان في الحياة وحماية الحقوق والحريات للجميع بصرف النظر عن عرقهم أو خلفياتهم الثقافية، لتحقيق العدالة واحترام قيم المساواة وعدم التمييز للجميع والعمل على اندماج المواطنين الأمريكيين من ذوي البشرة السوداء وغيرهم من الأعراق المختلفة في المجتمع الأمريكي، وتغليب مصلحة بلادهم عن أي انتماءات حزبية، حفاظًا على استقرارهم ووحدتهم.