الأهرام الكندي: هنا القاهرة من دمشق جملة واحدة نطق بهم المذيع السوري الهادي البكاري أثناء العدوان الثلاثي علي مصر. كانت كفيلة أن يدخل بها التاريخ ويدخل بها قلوب المصريين ويدخل معه كل سوريا لقلب كل مصري.
سوريا البلد العربي الجريج الذي تأمر عليه الجميع وطعنه الجميع وغدر به الجميع إلا عدد قليل من الدول التي ساندة سوريا في محنتها وكانت بينها مصر بعد ثورة 30 يوليو.
سوريا لبت نداء الواجب والأخوة وقامت بفتح حدودها لاستقبال المرضي والجرحي من حادث الإنفجار الذي هز بيروت بالأمس لعلاجهم في بلدهم الثاني وبلد كل العرب الثاني سوريا.
سوريا الجريحة التي تعاني من حرب دبرت لها من كل شياطين الأرض لم تنسي واجبها وقت الشدة.
سجلت سوريا موقفا رائعا سيظل عالق في أذهاننا وستتحاكي عنه الأجيال فتح حدودها ومعالجة المرضي ربما يكون شئ عادي في الأوقات العادية.
لكن في ظروف بلدا أنهكته حرب قاربت علي عامها الثامن وبنية تحتية دمرت وأطباء وممرضات شردوا وتؤدي واجبها في هذه الظروف نعم أنها سوريا التي لم تتخلي يوما عن دورها العظيم.
المشهد الذي قلب شبكات التواصل الاجتماعي اليوم هو صورة لعسكري من الجيش العربي السوري وقف علي الحدود البرية ليفتح البوابات لعبور عربات الإسعاف المحملة بالمرضي وإذا به يؤدي التحية العسكرية لعربات الإسعاف المحملة بالجرحي, في عفوية نابعة من إصالته وحسن تربيته وأخلاقة التي تربي عليها في بيته وفي مؤسسته العسكرية العريقة.
صورة العسكري السوري الذي لا نعرف اسمه ولا رتبته ولا نعرف عنه شئ سوي أنه أحد أفراد الجيش العربي السوري ستظل عالقة في إذهاننا وفي قلوبنا مثله مثل الهادي البكاري.
ولسوريا ولجيشها ولشعبها وأطبائها وممرضاتها ومستشفياتها لها منا جميعا التحية والتقدير والإعتزاز, دامت شهامتكم ودامت بلدكم بلدا للحب والكرم والسلام.