الأحد , ديسمبر 22 2024
بهيجة حافظ

من تكون صاحبة الصورة التي يحتفي بها جوجل اليوم ..

متابعة / أمل فرج

احتفى محرك البحث العالمي «جوجل»، الثلاثاء، بذكرى ميلاد الممثلة والمخرجة والكاتبة بهيجة حافظ الـ112.

وبهيجة حافظ هي أول امرأة ألفت الموسيقى التصويرية للأفلام في السينما المصرية، وكانت من أوائل الرائدات في صناعة السينما وأكثرهن تثقيفًا.

وغيَّر «جوجل» واجهته الرئيسية بصورة لبهيجة حافظ بمناسبة ذكرى ميلادها.

وبهيجة حافظ هي ابنة إسماعيل باشا حافظ، الذي كان ناظر للخاصة السلطانية في عهد السلطان حسين كامل، وكان إسماعيل صدقي رئيس وزراء مصر في عهد الملك فؤاد الأول من أقربائها.

درست الموسيقى في باريس، ولم يقتصر عملها في الإخراج والتمثيل وتأليف الموسيقى فقط، ولكنها عملت أيضًا في مجال المونتاج وتصميم الأزياء السينمائية والكتابة.

تزوجت بهيجة حافظ من رجل لا يحب الموسيقى، وبذلك لم يشاركها هوايتها، لذلك فقد طلبت منه الطلاق، وبعد طلاقها من زوجها وأيضا بعد وفاة والدها لم ترغب في البقاء بالإسكندرية، فتركت بيت الأسرة بالإسكندرية وقررت الاستقرار بالقاهرة لتبدأ حقبة جديدة من حياتها.

بعد أن نالت شهرة في عالم الموسيقى، كأول سيدة مصرية تقتحم هذا الميدان، نُشرت صورتها في مجلة «المستقبل» التي كان يصدرها «إسماعيل وهبي المحامي» شقيق «يوسف وهبي»، وقد نُشرت صورتها على غلاف المجلة، بالبرقع والطرحة، وكُتب تحتها عبارة «أول مؤلفة موسيقية مصرية»، حينها كان «محمد كريم» يبحث عن بطلة لفيلمه الأول «زينب»، بعد أن رفض «يوسف وهبي» قيام الفنانة «أمينة رزق» بالبطولة.

عندها، لفتت فتاة الغلاف انتباه «محمد كريم»، فعرض عليها بطولة الفيلم، ورحبَّت «بهيجة» بالعمل في السينما بالرغم من معارضة أسرتها الشديدة، لدرجة أن شقيقتها وقفت في السرادق حينها تتلقى العزاء فيها.

ولم تكتف «بهيجة حافظ» ببطولة الفيلم فحسب، بل قامت أيضاً بوضع الموسيقى التصويرية له، والتي تتكون من اثنتي عشرة مقطوعة موسيقية، وقامت بدور زينب أمام «سراج منير» و«زكي رستم» و«دولت أبيض» و«علوية جميل» و«عبدالقادر المسيري».

وإلى جانب التمثيل والإنتاج والموسيقى التصويرية كانت بارعة في تصميم الأزياء والإخراج، الذي اتجهت إليه بعد اختلافها مع المخرج ماريو فولبى، فأخرجت فيلم «ليلى بنت الصحراء» الذي يمثل حدثاً تاريخياً في الأوساط السينمائية في ذلك الوقت لما تضمنه من ديكورات ضخمة وأزياء، فضلاً عن الموضوع الذي كان جديداً على السينما المصرية، وكان أول فيلم مصرى يستخدم اللغة العربية الفصحى بسهولة وسلاسة، وشارك في بطولته «حسين رياض»، و«زكي رستم»، و«عبدالمجيد شكرى»، و«راقية إبراهيم».

ورشح هذا الفيلم للعرض في مهرجان البندقية عام 1938 ولكنه منع في آخر لحظة لصدور قرار بمنع عرضه داخلياً وخارجياً لما تضمنه من إساءة إلى تاريخ كسرى أنوشروان ملك الفرس، وذلك بناء على شكوى واعتراض من الحكومة الإيرانية.

وعلى الرغم من مكانة هذا الفيلم في تاريخ السينما المصرية، إلا أنه كان السبب في إفلاس شركة «فنار فيلم» واضطرت «بهيجة حافظ» للتوقف عن الإنتاج لمدة تصل إلى عشر سنوات لما تكبدته من خسائر نتيجة منع عرضه ومصادرته.

عادت شركة فنار فيلم إلى الإنتاج بعد مُضي 10 أعوام من التوقف، لتنتج فيلم «زهرة السوق» وهو من إخراج «حسين فوزي»، وأكمل إخراجه المونتير «كمال أبوالعلا»، وكتبت بهيجة حافظ قصته، وعهدت إلى «إبراهيم حسين العقاد» بكتابة السيناريو والحوار، وقامت فيه بدوري «بهيجة» و«زهرة» مع «أحمد منصور» و«كمال حسين» و«علوية جميل» و«عبدالفتاح القصري»، واشترك فيه بالغناء المطرب اللبناني «وديع الصافي»، وضم الفيلم مجموعة من الأغنيات قامت «بهيجة» بتلحينها، إضافة إلى وضع الموسيقى التصويرية.

وبالرغم من أن الفيلم قد ضم مجموعة من كبار النجوم والوجوه الجديدة، إلا أن الحظ في النجاح لم يحالفه، وكان سبباً في خسارة «بهيجة حافظ» وإشهار إفلاسها في ذلك الوقت.

وكانت بالفعل صدمة كبيرة لها جعلتها تتوقف نهائياً عن الإنتاج السينمائي، ولم تظهر مرة أخرى في السينما إلا في دور قصير من فيلم «القاهرة 30»، وذلك عندما اختارها المخرج «صلاح أبوسيف» لتقوم بدور الأميرة السابقة «شويكار».

ظلَّت بهيجة حافظ طريحة الفراش لسنوات طويلة، لا يطرق بابها إلا القليل من معارفها، حتى اكتشف الجيران وفاتها بعد يومين من حدوث الوفاة.

وحضرت شقيقتها سومة وابن شقيقها من الإسكندرية وقد شُيعت لمثواها الأخير دون أن يمشي في جنازتها أحد من الفنانين، ودفنت في مدافن الأسرة في القاهرة، ولم يتم كتابة النعى في الصحف أو حتى إقامة العزاء ليلاً.

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

تعزية الكنيسة المصرية الأرثوذكسية لشهداء ومصابي حادث ماجدبورج الإرهابي!

 د. ماجد عزت إسرائيل الكنيسة المصرية الأرثودكسية تعرب عن تأثرها بسبب حادث الإرهـاب الإجرامي في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.