تختلف أو تتفق مع الدكتورة نوال السعدواي فستظل هي المناضلة، والثورية، والطبيبة التي أنارت الوعي في القرىَ والنجوع، والمعارضة التي انتقدت السادات لأنه تأخر عن موعده ساعتين حيث صمت المثقفون عند وصوله إلىَ مجلس الأمة.
وهي الروائية التي فضحت نفاق وضعفَ الرجل.
وهي التي حافظت على اللغة العربية وكانت محامية المرأة في كل مكان.
وهي التي عرّت المجتمع في قضية غشاء البكارة فعرف المصريون أن هناك مئات من الأطباء يُجرون العملية للحفاظ على العفة الكاذبة.
وهي الشــُـجاعة التي كشفت سوءات الأمن في كتابها عن مذكراتها في السجن.
وهي التي صفعت أباطيل المجتمع في ( فردوس.. امرأة تحت نقطة الصفر) فجعلتنا نخجل من أنفسنا.
وهي التي قاومت إرهابَ الجماعات الدينية وكانت بمفردها كتيبة مقاتلة.
وهي التي علــَّـمَتْ قارئيها المساواة بين المسلم والقبطي.
وهي التي تحدَّت الزمن والعُمر وتجاعيد الوجه لتستمر في العطاء الرائع.
لسنا بالضرورة مطالـَـبين بالموافقة على كل آرائها، لكن تظل ثورة التنوير من نصيب نوال السعداوي وسيد القمني وفرج فودة وفاطمة ناعوت و نصر حامد أبي زيد وأحمد صبحي منصور وأحمد البغدادي والكثير .. الكثير من عشاق الوطن غير الخائفين من هراوة الشيوخ.
الدين الذي تعتنقه نوال السعداوي هو الشجاعة في مجتمع يخاف المرءُ من الرئيس ومن رجل الدين ومن الموت ومن عسكري المرور ومن رئيسه في العمل.
عني أنا شخصيا فأختلف مع بعض آرائها أو كثير من آرائها، لكنها تظل حاملة مشعل التنوير والصدق وتتحدىَ ذكور الأمة كلهم.
الدكتورة نوال السعداوي حالة حُب مع صِدْق النفس وفي كل عقد من عُمرها تدفع ثمنا غاليا، فهي مُربية أجيال ومعلمة رجال وحاضنة نساء ومشجعة أحرار وقائدة فرسان.
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو النرويج